19-7-2025 | 05:21
خالد فؤاد
على عكس البدايات الوردية التى يحرص الطرفان على إظهارها فى عند إعلان الزواج، والتأكيد بأن كل منهما وجد أخيراً شريك العمر بعد طول انتظار، لا يلبث المشهد أن يتغير أحياناً، فبعد حفلات الزفاف المليئة بالضحكات والرقصات، تمر الأيام لنفاجأ بانقلاب الصورة رأساً على عقب، هذا السيناريو يظهر أحياناً فى الوسط الفنى، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى اليوم، والفرق الوحيد أن الضجيج قد يتضاعف بفعل مواقع التواصل الاجتماعى.
فى التقرير التالى نتناول عدداً من حالات الانفصال والطلاق بين النجوم ونبحث عن السبب وراء تحول بعضها إلى دراما علنية على الرغم من كونها حالات انفصال عادية يعيشها البعض.
من أحدث حالات الطلاق التى أثارت جدلاً واسعاً، انفصال الفنان أحمد السقا عن زوجته الإعلامية مها الصغير، بعد زواج دام لأكثر من 25 عاماً.
ورغم تحفظ الطرفين على التفاصيل، فإن التفاعل الكبير على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام، ساهم فى تضخيم الحدث وتحويله إلى تريند، زاد من حدته تدخل البعض ممن أظهروا الود، فاشتعلت الأزمة وتصدرت المشهد، لتتحول إلى مادة للجدل والنقاش بين الجمهور، وما زالت تداعياتها حاضرة.
فاتن وعمر.. ماذا لو كانت السوشيال ميديا شاهدة؟
حين اشتعلت قصة الحب بين سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والنجم العالمى عمر الشريف خلال تصوير فيلم «صراع فى الوادي»، شغلت الصحف وقتها بخبر القبلة الشهيرة التى أدت إلى طلاقها من المخرج عز الدين ذو الفقار.
اليوم، يتبادر إلى الذهن سؤال بسيط: ماذا لو كانت السوشيال ميديا موجودة وقتها؟ كيف كان سيكون رد الفعل على مشهد لنجمة متزوجة تتبادل قبلة أمام الكاميرا؟ وعلى زواج فنى كبير بدأ بحب، وانتهى بهدوء، رغم محاولات البعض فى الصحافة الفنية وقتها إشعال الموقف باختلاق الروايات ونسب تصريحات لم تقال.
الانفصال الذى تم دون فضائح أو تجريح، لم يسلم من ألسنة وأقلام أرادت الإثارة، فصنعت فجوة بين النجمين استمرت حتى رحيل كل منهما.
والمفارقة أن كل هذا حدث فى غياب وسائل التواصل التى تحول كل همسة إلى تريند.
فكيف كانت القصة ستروى لو وُجدت السوشيال ميديا وقتها؟
ليلى وأنور.. من قصة حب فنية إلى نهاية ملتبسة
كانت قصة زواج ليلى مراد وأنور وجدى واحدة من أشهر حكايات الوسط الفنى فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، إذ شكلا ثنائياً ناجحاً على الشاشة وفى الحياة، منذ زواجهما عام 1945 وحتى انفصالهما لاحقاً بعد سلسلة من النجاحات السينمائية.
لكن ما إن وقع الطلاق حتى تصدرت صفحات الصحف والمجلات تصريحات متبادلة، أُثير فيها جدل حول عدم حصول ليلى مراد على مستحقاتها عن الأفلام التى أنتجها أنور وجدى، إلى جانب اتهامات لاحقتها أثناء سفرها خارج مصر، ما تسبب فى منعها من دخول البلاد لفترة.
ومع أن الطلاق تم رسمياً، إلا أن آثار القصة استمرت حتى بعد زواج وجدى من الفنانة ليلى فوزى، بل وحتى بعد وفاته عام 1975 إثر معاناة طويلة مع المرض.
فريد شوقى وهدى سلطان.. طلاق هادئ أشعله الوسط الفنى
انفصل الفنان فريد شوقى عن الفنانة هدى سلطان فى ستينيات القرن الماضى بهدوء نسبى، كما أوضح بنفسه، بسبب اعتراضها على سفره المتكرر للعمل فى لبنان ومشاركته فى عدد من الأعمال هناك، مع التأكيد على استمرار التواصل بينهما.
لكن هذا الانفصال الذى تم باتفاق وتفاهم لم يرضِ البعض فى الوسط الفنى، إذ سرعان ما بدأت تتردد شائعات وتصريحات منسوبة للطرفين، تتحدث عن أسباب فنية وشخصية لا أساس لها من الصحة.
وهكذا تحول الطلاق الهادئ إلى ضجة إعلامية، بفعل التأويلات والمبالغات التى غذاها بعض المحيطين بهما، رغم حرص الطرفين على إبقاء الأمور فى إطار الاحترام المتبادل.
بوسى ونور.. حب طويل ونهاية صامتة
رغم قصة الحب الطويلة التى جمعت بين النجم الراحل نور الشريف والفنانة بوسى، والزواج الذى استمر لسنوات وأثمر عن ابنتيهما سارة ومى، جاء خبر طلاقهما فى تسعينيات القرن الماضى كصدمة للجمهور، فبعد حياة حافلة بالتفاهم والظهور المشترك، وقع الانفصال بصمت، أعقبه جدل واسع وشائعات متعددة، لكن كلا الطرفين التزم الصمت الكامل حتى رحيل الفنان الكبير، رافضين الانجراف وراء الضجيج الإعلامى.
حسين وميرفت.. زفاف حقيقى على الشاشة وضجة عند الطلاق
أما الثنائى حسين فهمى وميرفت أمين، اللذان شكلا ثنائياً لامعاً فى السبعينيات، فقد حاول كل منهما التكتم على تفاصيل انفصالهما، تماماً كما فعلا عند زواجهما الذى تم خلال تصوير أحد الأفلام، وتسبب فى جدل كبير بعد ظهورهما فى مشهد زفاف حقيقى داخل الفيلم. لكن رغم محاولات الهدوء، لم يَسلم طلاقهما من موجة من التصريحات المنسوبة، والتى لم يتم تأكيدها أو نفيها، خاصة مع التزامهما الصمت حرصاً على مشاعر ابنتهما منة الله، التى كانت لا تزال طفلة آنذاك.
كاريوكا وفايز حلاوة.. نهاية مؤلمة لقصة طويلة
أما الراحلة تحية كاريوكا، فقد عاشت أطول زيجاتها مع فايز حلاوة، المحامى الذى خاض مجال الفن برفقتها، دامت العلاقة نحو 15 عاماً، لكنها انتهت بصراع طويل فى المحاكم، حيث اتهمته بالاستيلاء على ممتلكاتها وطردها من مسكنها، وتحولت تفاصيل الانفصال إلى مادة دسمة للصحافة لسنوات.
قبل ظهور الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى، كانت حالات الطلاق بين نجوم الفن تمر غالباً بهدوء نسبى، دون ضجيج إعلامى كبير، ويتم تناولها فقط عبر الصحف والمجلات الفنية، لكن مع صعود السوشيال ميديا، تغير المشهد تماماً، لتصبح أخبار الانفصال مادة دسمة تجذب التفاعل، وترفع نسب المشاهدة عبر الفضائيات، خاصة برامج «التوك شو».
شيرين وحسام.. طلاق على مراحل
الانفصال المتكرر بين شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب حول حياتهما الشخصية إلى مادة مستمرة للجدل، مع كل طلاق وعودة، تتصدر القصة المشهد، بين موجات تعاطف وهجوم، وتصريحات نارية متبادلة، حتى باتت العلاقة بينهما قصة تريند بامتياز على مواقع التواصل الاجتماعي.
منة عرفة والمهدى.. 3 محطات فى عام واحد
قصة طلاق منة عرفة من محمود المهدى أصبحت واحدة من أكثر القصص الفنية إثارة للجدل، بعد ثلاث حالات انفصال خلال أقل من عام، تخللتها تصريحات متبادلة على مواقع التواصل، مما جعل المتابعين يتعاملون مع القصة كأنها دراما مستمرة.
هذه النماذج تشير بوضوح إلى أن الخصوصية تحولت إلى علنية، والخلافات صارت مشاهد يتابعها الملايين. وهكذا، لم تعد أخبار الطلاق الفنية مجرد وقائع شخصية، بل أصبحت جزءاً من صناعة المحتوى الإلكترونى، ووقوداً دائماً للتريند.