في مثل هذا اليوم من كل عام، تتجدد الذكرى، وتحضر أسماء ثلاثة من أعمدة الفن المصري، الذين غيّروا وجه السينما كلٌ بطريقته. رشدي أباظة، دنجوان الشاشة وفتى الأحلام، يوسف شاهين، المخرج صاحب البصمة الفلسفية، فريد شوقي، وحش الشاشة. ورغم أن كل واحد فيهم كان نجم في منطقة مختلفة، لكن جمعتهم أحيانًا الشاشة... وجمعتهم أكتر قيمة العطاء الفني والتأثير. رشدي مع شاهين: شارك رشدي أباظة في فيلم جميلة (1958) من إخراج يوسف شاهين، وجسد فيه شخصية الضابط الفرنسي "بوفير"، وهو من الأدوار القليلة اللي لعب فيها شخصية "عدو"، وأثبت فيها قدرته على التلون والتمثيل بعيدًا عن وسامته. فريد مع شاهين: رغم اختلاف توجهاتهم الفنية، لكن التقاطع الأوضح كان في تقدير كلٍ منهم لفن الآخر، يوسف شاهين اعترف أكثر من مرة بقوة فريد شوقي كممثل كبير له كاريزما لا تعوض، وفريد كتب وأنتج أفلامًا فتحت الباب لأجيال كاملة من الفنانين، بما فيهم نجوم تعاونوا لاحقًا مع شاهين. فريد و رشدي: النجمان الكبيران اجتمعا في عدد من الأعمال، أبرزها فيلم "صراع في النيل" (1959) مع عمر الشريف، من إخراج عاطف سالم، وهو فيلم جمع بين الأداء الشعبي لفريد، والكاريزما الهادئة لرشدي. 27 يوليو ليس مجرد ذكرى وفاة، بل تذكرة بوجود جيل لم يكن مجرد فنانين، بل بناة حقيقيين لهوية السينما المصرية. فرسان رحلوا، لكنهم تركوا إرثًا لا ينسى.