الجمعة 1 اغسطس 2025

رحيل الفنان لطفي لبيب... محطات فنية وإنسانية في حياة فنان عشق الوطن والفن

رحيل الفنان لطفي لبيب... محطات فنية وإنسانية في حياة فنان عشق الوطن والفن

31-7-2025 | 12:43

عمرو محي الدين
فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية امس الأربعاء 30 يوليو 2025، واحدًا من أبرز وجوهها المميزة، بوفاة الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية إثر إصابته بنزيف في الحنجرة والتهاب رئوي حاد، نُقل على إثره إلى العناية المركزة، ليفقد الوعي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وُلد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947 بمحافظة الدقهلية، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، لكنه أرجأ انطلاقته الفنية للالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث شارك جنديًا في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، في واحدة من أسمى المحطات الوطنية في حياته. بدأ مشواره الفني فعليًا عام 1981 من خشبة المسرح، ومنها انطلق إلى التلفزيون والسينما، مقدمًا أداءً فنيًا رفيعًا اتسم بالبساطة والصدق، ونجح في الجمع بين الكوميديا الراقية والدراما الإنسانية. شارك لطفي لبيب في أكثر من 100 فيلم و30 مسلسلًا، وبالرغم من أن معظم أدواره كانت مساعدة، إلا أن حضوره كان طاغيًا ومؤثرًا، ومن أبرز أعماله: "السفارة في العمارة" (2005): حيث قدّم أداءً لافتًا في دور السفير الإسرائيلي، ما جعله يُعرف لاحقًا بـ"سفير الكوميديا السوداء". "عسل أسود" (2010): بدور الأب المصري البسيط الذي جسد تحولات المجتمع. كما شارك في أعمال بارزة مثل: "إكس لارج"، "كنغر حبنا"، "رمضان كريم"، "أنا وابن خالتي"، وهو آخر أعماله التي صُوّرت في ظروف صحية صعبة. بعيدًا عن الأضواء، كان لطفي لبيب إنسانًا وطنيًا نقيًا. كتب كتابًا بعنوان "الكتيبة 26"، روى فيه مذكراته كجندي في حرب أكتوبر، موثقًا تجربته الوطنية بروح فنية صادقة. ورفض طوال مسيرته أي استغلال سياسي لاسمه أو فنه، مكرّسًا حياته لخدمة الفن والناس. رغم المرض الذي ألزمه فترات طويلة من الراحة في السنوات الأخيرة، ظل حريصًا على العمل والإبداع، يطل على جمهوره كلما سمحت له صحته بذلك، بروح مبهجة وحضور لا يُنسى. برحيل لطفي لبيب، تفقد مصر أحد أبرز رموز الأداء الصادق، الفنان الذي جعل من كل دور – كبيرًا أو صغيرًا – مساحة للتعبير عن عمق الإنسان المصري. سيبقى إرثه حاضراً في وجدان الأجيال، وفي ذاكرة الفن العربي.