13-9-2025 | 14:04
شيماء رحيم
أسدل مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى برئاسة د. سامح مهران، الستار على دورته الـ32 فى احتفالية فنية مميزة، أقيمت بحضور وزير الثقافة د.أحمد فؤاد هنو، إلى جانب نخبة من رموز المسرح المصرى والعربى والعالمى، بينهم المخرج خالد جلال، النجم محمد رياض، الفنان الكويتى محمد المنصور، والفنان الإماراتى أحمد بو رحيمة، إضافة إلى عدد كبير من أعضاء اللجنة العليا والتنفيذية، «الكواكب» كانت هناك لتنقل لكم أبرز فعاليات هذه الدورة وحفل الختام.
البداية تأتي من حفل ختام المهرجان حيث تحدث الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة قائلاً: «الأصل في مثل هذه المحافل القدرة على التعبير، فعندما نتحدث عن مهرجان المسرح التجريبي يغمرنا الشعور بالسعادة والحب، فالتجريب هو أحد الأدوات الأساسية الفاعلة في حرية التعبير، فأهلًا بكل الآراء والأفكار الرامية نحو تفعيل الحراك الثقافي الجاد والبناء الذي يعود بالنفع على الثقافة والإنسانية».
أكد وزير الثقافة أن المهرجان يمثل عيداً سنوياً للمسرحيين من مختلف دول العالم، مشيداً بالعروض المتنوعة التي عكست ثراءً فنياً وفكرياً، وكذلك جودة التنظيم الذي جسد صورة مشرفة لمكانة مصر الثقافية، كما هنأ الفائزين بجوائز المهرجان متمنياً لجميع المشاركين تحقيق المزيد من النجاح والإبداع في شتى المحافل الفنية.
المكرمون
كما كرم وزير الثقافة الفائزين بجوائز المهرجان في مسابقاته المتعددة، حيث جاءت قائمة الفائزين كالاتي:
تم منح شهادات التقدير لكل من: الفنانة ياسمين سمير عن دورها في عرض «رماد من زمن الفتونة» مصر، والفنانة إليسا موتو عن دورها في عرض «كوبليا» إيطاليا، والفنانة استريلا جارسيا عن دورها في عرض «بطاقات ممزقة» إسبانيا.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد تم منحها لعرض «الجريمة والعقاب» مصر.
وعن جائزة أفضل ممثلة فقد رشح لها كل من: شذي سالم «العراق»، سودابة أكبر «البحرين»، أندريا تانسي «رومانيا»، وقد ذهبت الجائزة إلى شذي سالم عن دورها فى عرض «سيرك» العراق.
أما عن جائزة أفضل ممثل فقد رشح لها: محمد عبدالله «البحرين»، أحمد شرجي «العراق، علاء قحطان «العراق، وذهبت الجائزة مناصفة إلى كل من: علاء قحطان عن دوره في عرض «سيرك» العراق ومحمد عبدالله عن دوره في عرض «قهوة ساخنة» البحرين.
وكذلك نجد أن جائزة أفضل سينوغرافيا قد رشح لها عرض «هاشتاج نوتيل» رومانيا، وعرض «كوبليا» إيطاليا، وعرض «روضة العشاق» تونس، وقد ذهبت الجائزة إلى عرض «كوبليا» إيطاليا.
أما جائزة أفضل نص فقد ترشح لها كل من بوكثير دومة عن نص «عطيل وبعد» تونس، جواد الأسدي عن نص «سيرك» العراق، معز العاشوري عن نص «روضة العشاق» تونس، وقد ذهبت الجائزة إلى جواد الأسدي عن نص «سيرك»، أما جائزة أفضل مخرج فقد رشح لها كل من: معز العاشوري عن عرض «روضة العشاق» تونس، كاترينا موتشي عن عرض «كوبليا» إيطاليا، جواد الأسدي عن عرض «سيرك» العراق، ذهبت الجائزة إلى معز العاشوري تونس.
وجائزة أفضل عرض رشح لها: عرض «روضة العشاق» تونس، «كوبليا» إيطاليا، «هاشتاج نوتيل» رومانيا، وذهبت الجائزة إلى عرض: «هاشتاج نوتيل» رومانيا.
لجان التحكيم والمشاهدة
كما كرم وزير الثقافة عدداً من العاملين باللجان التنفيذية ولجان المشاهدة، وكذلك أعضاء لجنة التحكيم، تقديراً لجهودهم في إنجاح الدورة، وهم: منى عابدين، ريهام أحمد، زينب محمد المصري، محمود حسب الله، كما تم تكريم لجنة المشاهدة، وهم الناقد أحمد خميس، المخرج أحمد طه، الدكتور أميرة الوكيل، الناقد باسم صادق، الدكتورة رجوى حامد، الكاتبة رشا عبدالمنعم، الدكتورة عبير فوزي، الدكتور عمرو الأشرف، المخرج هاني عفيفي، ومقرري اللجنة ومنهم زيزيً المصري، كذلك تم تكريم لجنة التحكيم وهم المخرج الإيطالي سالفاتوري بيتوني، المخرج ناصر عبد المنعم «مصر»، د. سامي الجمعان»السعودية»، د. جبار جودي» العراق» ، الناقد د. أندريا بوركيدو «إيطاليا» المخرج أحمد العطار «مصر»، د. إيريني مونتراكي «اليونان»، ومقرر اللجنة أدهم السيد.
ومن جانبه قال الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان فى كلمته: نحن بصدد الانتهاء من فعاليات الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، لقد قضينا أسبوعاً متميزاً شاهدنا وتحاورنا وتفاعلنا مع العديد من التجارب المسرحية المختلفة، والتي أضاءت مسارح االقاهرة، ودائماً تكون الفنون هي ارقى لغة للتعارف ويأتي المسرح بصراعاته كعنصر أساسي لهذه الفنون، هكذا عودنا المسرح هذا الساحر، وهانحن نختتم الفاعليات ونلتقى مرة أخرى بإبداعات جديدة دمتم ودام إبداعكم .
محور فكرى ثرى.. وورش دولية
نجح البرنامج الفكرى للدورة الـ32 من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، الذى أدار جلساته باقتدار د. محمد سمير الخطيب عضو اللجنة العليا، فى إلقاء الضوء على قضايا المسرح فى زمن ما بعد العولمة، كما خصص المهرجان محوراً بعنوان «رد الجميل» لتكريم رموز أثروا الساحة المسرحية العربية والدولية، بينهم د. سامى عبد الحميد (العراق)، أ. هناء عبد الفتاح (مصر)، وأ.د حسن المنيعى (المغرب).
ووضعت إدارة المهرجان برنامجاً فكرياً متنوعاً عكس أهداف هذه الدورة، حيث تناولت الجلسات موضوعات راهنة مثل: «المسرح والذكاء الاصطناعي»، «المسرح والما بعديات»، «التجارب المسرحية المعاصرة»، «المسرح والتنمية المستدامة»، كما أقيم حوار مفتوح مع الناقد الفرنسى الكبير البروفيسور باتريس بافيز.
وعلى الجانب التطبيقى، احتضن المهرجان مجموعة من الورش الفنية الدولية، من أبرزها ورشة «ديناميكية العمل الجماعي» التى قدمتها المخرجة والمدربة اليونانية البولندية ألكسندرا كازازو، وركزت الورشة على العلاقة التفاعلية بين الجسد والصوت والكلمة، وكيف يمكن للممثل أن يكون جزءاً من المجموعة ويتبادل التأثير مع الآخرين على خشبة المسرح.
وأوضحت كازازو أن قصر مدة الورشة، التى لم تتجاوز أربعة أيام، دفعها إلى تبسيط التكنيكات المعتمدة، مع التركيز على العمل الجماعى والحركة والصوت بشكل متكامل.
وأشادت بتجاوب المشاركين وروحهم الإيجابية، مؤكدة أنها وجدت بينهم كيمياء فنية ساعدت على إثراء التجربة، وإن كانت تتمنى امتداد الورشة لفترة أطول لتعميق التمرينات.
ورشة يابانية حول الأداء الحركى
ضمن برنامج الورش الدولية بالدورة الـ32 من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، قدم الفنان والباحث اليابانى شومبى نيموتو ورشة بعنوان «الأداء الحركي»، ركّزت على استكشاف العلاقة بين الجسد والفضاء المحيط.
وأوضح نيموتو أن منهجه يقوم على التواصل أولاً مع الجسد، ثم مع المساحة المشتركة مع الآخرين، عبر تمارين وصفها بـ«البسيطة والعميقة فى آن واحد»، تهدف إلى دفع المشاركين لاكتشاف أحاسيسهم الداخلية وكيفية تفاعلها مع عناصر خارجية كالضوء، والغرفة، والأشخاص المحيطين، وأكد أن الورشة لم تكن تقنية بحتة، بل رحلة بحث قائمة على الفضول والانفتاح على الاكتشاف.
وعن انطباعه حول المتدربين، أشار نيموتو إلى تنوع خلفياتهم ما بين خبرات فى الرقص والمسرح وآخرين يخوضون التجربة لأول مرة، معتبراً أن هذا الاختلاف أضاف ثراءً كبيراً للتجربة، خاصة وأن المشاركين أظهروا جدية وروحاً مرحة فى الوقت نفسه.
ورشة «الأداء التوافقى» تكشف طاقات المشاركين
فى إطار الورش التدريبية المصاحبة لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، قدم المخرج الأرمنى آرثر مكاريان ورشة بعنوان «الأداء التوافقي»، استمرت 4 أيام، اعتمد خلالها على تقنيات مستمدة من كتاب «وجهات نظر» للمؤلفتين آن بوغارت وتينا لاندو، الذى يركز على عناصر أساسية فى التمثيل مثل؛ المساحة، الشكل، الوقت، العاطفة، القصة، والحركة.
وأشار مكاريان إلى أن اليومين الأولين خصصا لتبسيط وتقديم هذه المفاهيم للمتدربين، وهو ما شكل تحدياً للبعض، بينما شهد اليوم الثالث انتقال المشاركين إلى تمارين قص الحكايات، حيث أظهروا التزاماً وتفانياً واضحين، وتجاوزوا ارتباكهم الأولي بسرعة، وأضاف: ما أعجبنى حقاً هو التطور الملحوظ الذى لمسته فى أدائهم، وشعرت بفخر كبير بما قدموه.
ولفت المخرج الأرمنى إلى الحماس الكبير الذى أبداه المتدربون منذ انطلاق الورشة، حتى إن من اضطر للتغيب عن أحد الأيام حرص على تقديم اعتذار، مؤكداً أن ختام الورشة جاء محملاً بمشاعر إيجابية، وترك لدى الجميع حالة من السعادة والحماسة الجماعية.