13-9-2025 | 14:27
أميمة أحمد
مسيرة فنية مميزة حفلت بالعديد من الأعمال الناجحة والمختلفة، والتى نجح الفنان نور محمود في تقديمها لتحظى بإشادة الجمهور والنقاد، كان آخرها مسلسل «عايشة الدور» الذى قدم شهر رمضان الماضى، بجانب مشاركاته المسرحية، كما يستعد هذه الأيام لعمل فنى مختلف من خلال فيلمه الجديد «سفاح التجمع»، حول هذه الأعمال وطموحاته الفنية للمرحلة المقبلة يأتى هذا الحوار.
أدوارك تترك بصماتها فى قلوب المشاهدين دائماً.. فما الدور الذى ترك بصمته الخاصة لديك؟
الحمد لله أن أعمالى تركت صدى إيجابياً لدى الجمهور، فهذا ما أعمل من أجله دائماً، ولكن بالنسبة لى فأنا شخص يحب عمله جداً، وكل دور أقدمه أخلص له على قدر استطاعتى، وكل دور تعلمت منه شيئاً مختلفاً، وأحاول دائماً أن أتجنب أخطاء وقعت فيها من قبل، وأكون دائماً حريصاً على أن أطور من نفسى.
وهل هناك شروط ومعايير محددة لاختيار أدوارك؟
هناك معايير أحرص على توافرها فى أى عمل أشارك به، فلابد أن يكون الورق جيداً، وأن يكون العمل بشكل عام له رسالة واضحة، كذلك بالنسبة للدور الذى أقدمه لابد أن يكون مؤثراً فى العمل وأن يتذكر الجمهور الشخصية التى أجسدها وتثير التساؤلات ولا تكون مجرد شخصية تمر مرور الكرام، ولا فرق عندى فى ذلك بين حجم الدور كبيراً كان أم صغيراً، المهم مدى التأثير، الذى يستمد حجمه وقوته من العمل نفسه، فأنا أحب التواجد بشكل مؤثر كيفاً وليس كماً.
تستعد للمشاركة فى فيلم «سفاح التجمع» ماذا تعنى لك؟
أنا فى الحقيقة أعتبر هذه التجربة واحدة من أهم محطاتى الفنية، منذ أن قرأت السيناريو شعرت بأننى أمام عمل مختلف، ليس مجرد فيلم جريمة عادي، بل حكاية مكتوبة بذكاء شديد فيها عمق إنسانى ورسالة واضحة أكثر ما شدنى هو الطريقة التى صاغ بها المؤلف والمخرج محمد صلاح العزب الأحداث؛ فهو لم يكتفِ بسرد الجرائم، بل وضعها فى سياق درامى يثير التساؤلات ويكشف الكثير، حتى إننى شعرت بأن الفيلم فرصة حقيقية لأقدّم شيئاً جديداً للجمهور وأضيف لرصيدى الفني.
ماذا عن طبيعة شخصيتك؟
الدور بالفعل مفاجأة، ولهذا أتحفّظ على تفاصيله، لكن أستطيع القول إنه من الأدوار التى تستهلك الممثل من الداخل، فالشخصية لها أبعاد مركبة وتعيش صراعاً كبيراً، وهذا ما جعلنى أنجذب إليها، فأنا أحب أن أؤدى أدواراً تترك أثراً عند المشاهد، وأشعر بأن هذه الشخصية ستفعل ذلك بوضوح.
ما سر قبولك هذا الفيلم؟
أنا لا أبحث عن الكم بقدر ما أبحث عن الكيف، وهدفى الدائم أن أقدّم دوراً حقيقياً يضيف للعمل، ويترك بصمة، فأحياناً أرفض أعمالاً قد تبدو مغرية لمجرد أنها لا تمنحنى هذا التأثير، أما فى «سفاح التجمع» فقد وجدت الدور الذى أبحث عنه، ووجدت نصاً مختلفاً وأجواء إنتاجية جادة، وهذا كل ما يحتاجه أى ممثل.
كيف وجدت العمل مع أحمد الفيشاوى؟
أول مرة نلتقى فنياً، لكن من اللحظة الأولى شعرت بطاقة إيجابية على المستوى الإنساني، فهو شخص بسيط وقريب من القلب، وفنياً هو ممثل مجتهد جداً، كنت أراقبه أحياناً أثناء تحضيره للشخصية، فأجد أنه يغوص فى تفاصيلها بتركيز لافت، وهذا النوع من الالتزام يحفّز كل من حوله ويجعلنا جميعاً نرتقى بمستوانا.. أما بالنسبة لى فكان التعامل معه إضافة حقيقية، وسعيد بأن الجمهور سيشاهدنا معاً لأول مرة
وماذا عن انطباعك عن محمد صلاح العزب فى أولى تجاربه الإخراجية؟
على الرغم من أنها تجربته الإخراجية الأولى، إلا أنه يمتلك رؤية إخراجية ناضجة ويعرف كيف يتعامل مع الممثل ويوجهه دون أن يفرض عليه شيئاً، ويعطى الممثل الحرية ويستمع إلى اقتراحاته، وفى نفس الوقت لديه خط واضح يقود به العمل، فقد شعرت معه بأننى فى أيدٍ أمينة، وهذا منحنى راحة كبيرة أثناء التصوير.
الفيلم وجهت إليه اتهامات بأنه يروج للعنف.. كيف ترد؟
الحقيقة أن هذا اتهام غير دقيق، فنحن لا نمجّد شخصية السفاح ولا نقدّمه كبطل، بل على العكس نعرضه كشخصية مريضة ترتكب جرائم مروعة، وفى النهاية تدفع الثمن، والهدف ليس الإثارة من أجل الإثارة، بل إلقاء الضوء على خطورة هذه الحالات، وكيف يمكن علاجها، فالفن فى النهاية يعكس جانب الواقع، وإذا تجاهلنا مثل هذه القصص فلن تختفى من المجتمع، بل ستظل موجودة فى الخفاء، كما أنها لم تجد المساعدة التى تستحقها حتى يعود توازنها النفسى.
ننتقل إلى مسلسل «عايشة الدور».. كيف وجدت التجربة مع دنيا سمير غانم؟
من أجمل التجارب على الإطلاق، دنيا ليست فقط فنانة موهوبة، بل إنسانة فى غاية التواضع والود ، ومنذ أول يوم تصوير شعرت بكيمياء خاصة تجمعنا، وهذا انعكس على الشاشة بشكل جميل، فالعمل معها ممتع لأنها جادة وفى نفس الوقت تنشر روحاً مرحة تجعل التصوير أسهل، أتمنى أن يجمعنى بها تعاون جديد قريباً.
شخصية الأستاذ الذى يقع فى حب طالبة أثارت الجدل.. ما تعليقك؟
أتفهم ذلك تماماً، لكن الدراما هنا لم تطرح الأمر كشيء مثالي، بل كموقف إنسانى يثير التساؤل، صحيح أن فارق السن يجعل القصة غريبة للبعض، لكنها فى النهاية تعكس ما قد يحدث أحياناً فى الحياة الواقعية، المهم أن المسلسل قدمها بذكاء، بحيث يفتح النقاش ولا يفرض حكماً على المشاهد.
ما رأيك فى مزج الغناء والتحطيب والتمثيل داخل العمل؟
هذا ما جعل المسلسل مختلفاً، فالكاتب كريم يوسف كتب نصاً مليئاً بالتفاصيل، والمخرج أحمد الجندى عرف كيف يمزج هذه العناصر دون أن يطغى عنصر على الآخر، أما بالنسبة لى فكان ممتعاً أن أشارك فى عمل فيه هذا التنوع، لأنه يمنح الممثل فرصة لاستعراض جوانب جديدة من قدراته.
فريق العمل الشاب.. كيف استفدت من التجربة معهم؟
العمل مع جيل شاب دائماً ملهم، فالطاقة التى يمتلكونها تجعلنى أشعر بالحماس كأننى فى بداياتى، تعلمت منهم الكثير، ليس فقط فنياً بل أيضاً من إصرارهم ورغبتهم فى إثبات أنفسهم هذه الروح مهمة جداً لأى عمل فنى ناجح.
ما أكثر رد فعل أسعدك بعد عرض المسلسل؟
أسعدنى أن العمل وصل إلى شريحة واسعة من الجمهور، خصوصاً الأطفال والشباب، الذين تواصلوا معي، وأكدوا أنهم أحبوا الشخصية، وهذا يعنى لى الكثير، كما أن وجود دنيا ساهم فى جذب جمهور متنوع، وهو ما منحنى فرصة للتواصل مع قاعدة جماهيرية أكبر.
هل ترى أن «النقطة العميا» كمسرحية حققت هدفك وشغفك بوقوفك على المسرح.. أم أن العمل بالمسرح يستهويك ومستعد لتكرار التجربة؟
منذ الصغر وأنا مرتبط بالمسرح جداً، وبالفعل أول شهادة أحصل عليها من المسرح كنت فى الصف الثالث الابتدائى عن العروض المسرحية التى كانت تقدم فى المدرسة، فأنا فعلاً عاشق ومحب للمسرح جداً.. والسبب فى ذلك يرجع إلى والدى رحمة الله عليه، فكنا نخرج معاً دائماً ونذهب إلى المسرح، وبعد مرور الزمن أصبح المسرح بالنسبة لى شغفاً، وما زاد تعلقى به وتصميمى على العمل به، لقاء جمعنى بالفنان الراحل خالد صالح بالصدفة، ولم أكن أعمل بالتمثيل وقتها، ولكنه قدم لى الكثير من النصائح والتى كان منها وأهمها أننى حتى لو أصبحت «نجم النجوم» فى مصر والعالم، دون تقديم عمل مسرحى، سيظل ينقصنى شىء مهم، وظلت نصيحته فى ذهبى إلى الآن، خاصة أننى على يقين بأهمية المسرح للممثل ومقابلته للجمهور فى صقل موهبته.
هل هناك أدوار لم تقدمها بعد وتتمنى تجسيدها؟
بالطبع كل ممثل لديه أحلام فنية لا تنتهي، أنا سعيد بما قدمت حتى الآن، لكننى دائماً أبحث عن الجديد، وما يهمنى هو أن أظل مؤثراً، سواء كان الدور بطولة مطلقة أو حتى دوراً قصيراً، الأهم أن يضيف شيئاً للعمل ويبقى فى ذاكرة المشاهد.
ما الجديد لديك فى الفترة المقبلة؟
حالياً أواصل تصوير «سفاح التجمع»، وهناك أكثر من عمل جديد أقرأه بعناية، ولا أتعجل الاختيار، لأننى أؤمن أن كل خطوة يجب أن تكون محسوبة، وأسأل الله التوفيق فيما هو قادم، وأتمنى أن أظل عند حسن ظن الجمهور.