السبت 27 سبتمبر 2025

الطلاق..تربية الأبناء.. العنف قضايا الأسرة على الشاشة العالمية

افلام عالميه

27-9-2025 | 14:05

نيفين الزهيري
تتنوع مشكلات وقضايا وخلافات الأسرة على الشاشة العالمية من العنف الأسرى، والإدمان، والمشكلات المالية، والطلاق والانفصال، إلى ضعف التواصل، وعدم التوافق بين الأزواج، ودور وسائل الإعلام فى تشكيل النظرة للعائلة، وتأثير التغييرات الاجتماعية والثقافية على القيم الأسرية، مع تزايد الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والأسرة، كل هذه الموضوعات وغيرها تظهر على هذه الشاشة ليس فقط من خلال عرض المشكلات، ولكن أيضاً بمناقشة الحلول، كما نتعرف على هذا من خلال جولتنا التالية .. 1 -Marriage Story دراما أمريكية عرض عام 2019، من تأليف وإخراج نواه بومباك (Noah Baumbach)، ويعتبر من أبرز الأفلام التى تناولت قضايا الزواج، الطلاق، والانفصال الأسرى فى السينما الحديثة، وحظى بإشادة نقدية واسعة، حيث تدور أحداث الفيلم حول تشارلى (آدم درايفر)، مخرج مسرحى طموح يعيش فى نيويورك، ونيكول (سكارليت جوهانسون)، ممثلة سابقة تعمل مع فرقته المسرحية، ويبدأ الفيلم وهما يرويان ما يحبانه فى بعضهما البعض، ثم يتضح سريعاً أنهما فى خضم عملية انفصال معقدة، الصراع بينهما يتحول من محاولة الانفصال الودى إلى معركة قانونية قاسية يقودها المحامون، فتظهر خلالها التوترات والمشاعر المكبوتة، مع محاولة كل طرف الحفاظ على علاقة جيدة بابنهما الصغير هنرى. الفيلم يعرض بشكل مؤلم وواقعى كيف يمكن أن يتحول الحب إلى صراع، وكيف تتأثر الأسرة (خاصة الطفل) بقرارات الانفصال، حيث يتناول موضوعات مثل الزواج والحب بعد سنوات من العشرة، الصراع بين الطموح الشخصى والأسرة، وتأثير الطلاق على الأطفال، ودور القانون والمحامين فى تصعيد أو تهدئة النزاعات الأسرية. الفيلم حصل على إشادات واسعة فى العديد من المهرجانات منها فينيسيا وتورنتو، ورشح لـ 6 جوائز أوسكار ومنها جائزة أفضل فيلم، وممثل، وممثلة، وسيناريو أصلى، ولكنه فاز بجائزة أوسكار واحد وهى أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن، كما نال 6 ترشيحات فى جولدن جلوب، فازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة. 2 -Blue Valentine دراما رومانسية أمريكية مؤثرة ظهرت عام 2010، من إخراج وكتابة ديريك سيانفرانس (Derek Cianfrance)، ويعتبر من أبرز الأفلام التى تناولت موضوع الحب، الزواج، وتفكك العلاقات بشكل واقعى وصادم، حيث يروى علاقة حب وزواج بين دين (ريان جوسلينج) وسيندى (ميشيل ويليامز)، وتتنقل الأحداث بين البداية الرومانسية لعلاقتهما (حين كانا شابين عاشقين)، والوقت الحالى بعد سنوات من الزواج حيث أصبحت العلاقة مليئة بالتوتر والاستياء وفقدان الشغف، القصة تعرض بأسلوب (flashbacks)، حيث يقارن المشاهد بين الحاضر القاسى والماضى الجميل، ليشعر بالهوة التى وقعت بينهما، يصل الفيلم إلى ذروته حين يحاول الزوجان إنقاذ زواجهما من الانهيار، لكن الفجوة العاطفية بينهما تبدو أكبر من أن تصلح. حصل على إشادة نقدية كبيرة من النقاد بسبب صدقه العاطفى وأداء بطليه، رُشح الفيلم لـ جائزة الأوسكار: أفضل ممثلة (ميشيل ويليامز)، نال ترشيحين فى جولدن جلوب: أفضل ممثل وأفضل ممثلة. 3 -Revolutionary Road دراما أمريكية عرضت عام 2008، من إخراج البريطانى سام ميندز (Sam Mendes)، المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب ريتشارد ييتس (1961)، يعتبر من أبرز الأفلام التى تناولت الزواج، أحلام الطبقة المتوسطة، حيث تدور الأحداث حول الزوجين فرانك ويلر (ليوناردو دى كابريو) وأبريل ويلر (كيت وينسلت)، يبدوان فى البداية نموذجًا للحب المثالى والعائلة الصغيرة التى تعيش فى ضواحى كونيتيكت، وبمرور الوقت، تظهر التوترات العاطفية والاختلافات بينهما، حيث تشعر أبريل بالاختناق من حياتها التقليدية، وتحلم بالانتقال إلى باريس لبدء حياة جديدة أكثر حرية، بينما فرانك غارق فى وظيفة مملة ويعانى من أزمة هوية وطموح، فتصطدم أحلامهما بواقع المجتمع المحافظ وضغوط الحياة العائلية، الفيلم ينتهى بشكل مأساوى ليفضح هشاشة أحلامهما. لقى إشادة نقدية قوية، خاصة لأداء وينسلت وشانون، رشح الفيلم لـ 3 جوائز أوسكار وهى أفضل ممثل مساعد (مايكل شانون)، وأفضل ديكور، وأفضل أزياء، بينما فازت بجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة درامية (كيت وينسلت)، كما رشح لجائزة أفضل فيلم درامى. 4 -Kramer vs. Kramer دراما أمريكية شهيرة صدرت عام 1979، من إخراج وكتابة روبرت بينتون (Robert Benton)، مقتبس عن رواية للكاتب أفيرى كورمان، ويعتبر من أهم الأفلام التى ناقشت موضوع الطلاق، الحضانة، ودور الأبوة والأمومة فى السينما العالمية، من خلال تيد كريمر (داستن هوفمان) رجل أعمال منشغل بعمله، وزوجته جوانا (ميريل ستريب) تشعر بالإهمال والتعاسة، وفجأة، تقرر جوانا أن تترك زوجها وابنهما الصغير بيلى، ليجد تيد نفسه مضطرًا للتعامل مع مسئوليات الأبوة بمفرده لأول مرة، وخلال شهور صعبة، يطور تيد علاقة قوية مع ابنه، يتعلم من خلالها معنى الأبوة الحقيقية، وبعد فترة، تعود جوانا لتطالب بحضانة الطفل، مما يقود إلى معركة قانونية مؤثرة فى المحكمة، تضع الحب الأبوى والعدالة فى مواجهة صعبة. فاز الفيلم بـ 5 جوائز أوسكار منها أفضل فيلم، وأفضل مخرج (روبرت بينتون)، وأفضل ممثل (داستن هوفمان)، وأفضل ممثلة مساعدة (ميريل ستريب)، وأفضل سيناريو مقتبس، ورشح أيضًا لـ 4 جوائز أوسكار أخرى، منها أفضل ممثل مساعد (جاستن هنرى)، كما فاز بجوائز جولدن جلوب وبافتا أيضا، وكان من أكثر الأفلام تكريمًا فى نهاية السبعينيات. 5 -Scenes from a Marriage عمل درامى سويدى من إنتاج 1973، من تأليف وإخراج إنجمار برجمان، فى الأصل تم تقديمه كـ مسلسل تليفزيونى مكوّن من 6 حلقات مدته حوالى 5 ساعات، وبعدها اختصر إلى نسخة فيلم مدتها أقل من 3 ساعات عُرضت عالميا، ويُعتبر من أعظم الأعمال التى تناولت العلاقة الزوجية بتفاصيلها النفسية والعاطفية. تدور حول الزوجين ماريان (ليف أولمان) ويوهان (إيرلاند جوزيفسون)، ففى البداية يظهران كزوجين ناجحين ومثاليين أمام الناس، ومع مرور الوقت ينكشف ما وراء الصورة: الخيانة، الاستياء، ويقرر يوهان أن يترك ماريان من أجل علاقة أخرى، لكن مع مرور السنوات يستمر بينهما نوع من الارتباط العاطفى الغامض، يتأرجح بين الحب والكره، الحنين والخذلان، العمل يحلل بعمق التقلبات النفسية فى الزواج وكيف يستمر الخيط الرفيع بين شخصين حتى بعد الانفصال. أثار جدلًا واسعا فى السويد عند عرضه، وفاز بجائزة جولدن جلوب كأفضل فيلم أجنبى. 6 -Boyhood فيلم دراما أمريكى من إخراج وتأليف ريتشارد لينكليتر، ويعتبر تجربة سينمائية فريدة لأنه تم تصويره على مدار 12 عامًا كاملة (2002–2013) بنفس الممثلين وهم يكبرون فعلًا أمام الكاميرا، الفيلم لا يتبع حبكة تقليدية، بل يستعرض حياة طفل منذ طفولته حتى شبابه، ليعكس معنى النمو، الأسرة، والهوية.. يركز الفيلم على مايسون (إيلار كولتران) منذ عمر 6 سنوات حتى 18 سنة، ويعيش مع والدته أوليفيا (باتريشيا أركيت)، بينما والده المنفصل ميسون الأب (إيثان هوك) يحاول البقاء جزءًا من حياته، الفيلم يتابع تفاصيل الحياة اليومية: المدرسة، الأصدقاء، الانتقالات من بيت لآخر، علاقات الأم، تفاعلات الأب، وأحلام الطفل، ومع مرور السنين، يتحول الفيلم إلى لوحة عن تجربة النمو وسط طلاق، وصعوبات عائلية، وتغييرات المجتمع. الفيلم حصد إشادة نقدية هائلة، ويعتبر من أهم الأفلام فى القرن الـ21، وحصل على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لباتريشيا أركيت، ورشح لـ 6 جوائز أوسكار أخرى، منها أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثل مساعد (إيثان هوك)، وفاز بـ جولدن جلوب: أفضل فيلم درامى، أفضل مخرج، أفضل ممثلة مساعدة. 7 -Little Miss Sunshine فيلم كوميديا درامية أمريكى مستقل، من إخراج جوناثان دايتون وفاليرى فارس، ويعد واحدا من أنجح أفلام السينما المستقلة فى الألفينيات، يجمع بين الفكاهة السوداء والدراما الإنسانية، وتدور حول عائلة أمريكية غير متجانسة وهى أوليف (آبيجيل بريسلين): طفلة صغيرة حالمة تشارك فى مسابقة جمال للأطفال، وريتشارد (جريج كينير): الأب، مدرب تطوير ذاتى يؤمن بشدة بالنجاح، وشيريل (تونى كوليت): الأم التى تحاول التماسك وسط ضغوط الحياة، ودوين (بول دانو): الأخ المراهق، صامت بعد أن أخذ نذرًا بعدم الكلام حتى يحقق حلمه، وفرانك (ستيف كاريل): خالها، أكاديمى مكتئب حاول الانتحار، والجد إد (آلان آركين): شخصية فوضوية لكنه أقرب شخص إلى أوليف، وتقررالأسرة القيام برحلة طويلة فى حافلة فولكس فاجن قديمة من نيو مكسيكو إلى كاليفورنيا حتى تشارك أوليف فى المسابقة، وتتحول الرحلة إلى سلسلة من المواقف الكوميدية والتجارب التى تكشف التوترات بينهم، لكنها فى النهاية تقربهم أكثر من بعضهم.. فاز الفيلم بجائزتى أوسكار، أفضل سيناريو أصلى، وأفضل ممثل مساعد (آلان آركين)، ورُشح أيضًا لـ 4 جوائز أوسكار أخرى، منها أفضل فيلم، كما حصل على جولدن جلوب لأفضل فيلم كوميدى/موسيقى، ونال إشادة نقدية وجماهيرية، وحقق إيرادات عالية مقارنة بميزانيته الصغيرة. 8 -Before Triolgy سلسلة من 3 أفلام رومانسية درامية من إخراج ريتشارد لينكليتر (Richard Linklater)، وبطولة إيثان هوك (Jesse) وجولى ديلبى (Céline)، والمميز فى السلسلة أنها اتصورت على مدار حوالى 18 سنة، بفاصل زمنى 9 سنوات بين كل جزء، فالممثلون والشخصيات كبروا فعلًا مع الزمن، فالأفلام تعتمد على الحوار المكثف والواقعية، وتركز على تطور العلاقة بين رجل أمريكى وامرأة فرنسية عبر الزمن، الثلاثية تعتبر دراسة سينمائية عن الحب، الوقت، والتطور الإنسانى، الثلاثية نالت إشادة نقدية ضخمة وتُصنف من أعظم السلاسل السينمائية. رُشح الجزآن Before Sunset وBefore Midnight لجائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو مقتبس، وأصبحت السلسلة أيقونة فى السينما المستقلة والرومانسية الفلسفية. 9 -Her هو فيلم دراما ورومانسية وخيال علمى أمريكى، تأليف وإخراج: سبايك جونز، الفيلم مزيج بين قصة حب رومانسية وتأمل فلسفى فى علاقتنا بالتكنولوجيا والعزلة الإنسانية، الفيلم يدور حول ثيودور توامبلى (خواكين فينيكس) رجل وحيد يعمل فى كتابة رسائل عاطفية للآخرين بالنيابة عنهم، يعيش فى مستقبل قريب حيث التكنولوجيا متطورة جدًا، ويقرر تجربة نظام تشغيل جديد يعتمد على ذكاء اصطناعى متطور، النظام يطلق على نفسه اسم سامانثا (صوت سكارليت جوهانسون)، تبدأ العلاقة بينهما كحوار عادى، لكنها تتطور إلى قصة حب حقيقية ومعقدة، رغم أن سامانثا مجرد برنامج بلا جسد، مع مرور الوقت، يكتشف ثيودور أن سامانثا ليست مرتبطة به وحده، بل على اتصال بآلاف الأشخاص، مما يطرح أسئلة عن معنى الحب، الغيرة، والارتباط الإنسانى، الفيلم فاز بـ أوسكار أفضل سيناريو أصلى (سبايك جونز)، ورشح لـ 5 جوائز أوسكار منها أفضل فيلم، كما فاز بجائزة جولدن جلوب لأفضل سيناريو، واعتبره النقاد واحدًا من أفضل أفلام العقد الثانى من القرن الـ21. 10 -The Squid and the Whale فيلم دراما أمريكى شبه سير ذاتية (autobiographical) كتبه وأخرجه نواه بومباك (Noah Baumbach)، مستوحى بشكل كبير من طفولة بومباك نفسها وتجربته مع انفصال والديه، يُعتبر من أبرز أفلامه قبل أن يخرج لاحقًا Marriage Story) 2019)، ويلاحظ التشابه بينهما فى تناول موضوع الطلاق وتفكك الأسرة.. تدور أحداثه فى بروكلين، نيويورك خلال ثمانينيات القرن العشرين، وبرنارد (جيف دانييلز): أستاذ جامعى فاشل يعانى من الغرور والغيرة، وجوان (لورا لينى): زوجته التى تبدأ فى تحقيق نجاح أدبى، وبعد قرار الطلاق، يجد ولداهما نفسيهما ممزقين بين الوالدين: والت (جيسى آيزنبرج): المراهق الذى يقلد والده فى كل شيء ويحاول تبرير أفعاله، وفرانك (أوين كلاين): الطفل الأصغر الذى يعبر عن أزمته النفسية بشكل صادم وسلوكى، الفيلم يستعرض الانعكاسات النفسية والهوية الممزقة للأطفال عندما ينفصل الأهل، وكيف تُترجم الخلافات الزوجية إلى صراع داخلى فى الأبناء.. رُشح لـ جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلى، وفاز بجائزة الإخراج فى مهرجان “صندانس” السينمائى، ونال إشادة نقدية واسعة واعتُبر من أفضل أفلام 2005.