27-9-2025 | 14:08
أميمة أحمد
منذ أن خطت خطواتها الأولى على خشبة المسرح المدرسى، كانت تحمل فى عينيها حلماً أكبر بكثير من مقاعد الدراسة وضوء الكشافات الصغيرة، تدرجت بين قصر الثقافة ومسرح الدولة، ثم إلى الدراسة بأكاديمية الفنون، لتصقل موهبتها وتستعد لرحلة فنية حافلة، لكن الجمهور لم يتعرف حقاً على زينب العبد إلا مع شخصية «قطة» فى مسلسل «العتاولة»، تلك الشخصية التى فتحت أمامها أبواب الشهرة وأثبتت قدرتها على الجمع بين العفوية والقوة فى الأداء.
فى هذا الحوار الخاص، تكشف زينب عن بداياتها، وكواليس نجاحها، وعلاقتها بالنجوم الكبار، وسر خسارتها للوزن، ولماذا تجد فى الكوميديا أصعب اختبار للممثل، إلى جانب مشاريعها المقبلة التى تراهن عليها بثقة وحب.
لنبدأ من البدايات.. كيف كانت خطواتك الأولى فى عالم التمثيل وصولاً إلى محطة «العتاولة»؟
خطواتى الأولى مع التمثيل بدأت منذ سن صغيرة على خشبة المسرح المدرسي، حيث تعلمت أبجديات الأداء وشغفت بالفن مبكراً، ومن هناك انتقلت إلى قصر الثقافة ومسرح الدولة، ففُتحت أمامى تجارب أعمق وصقلت موهبتى أكثر لاحقاً، ثم جاء التحاقى بأكاديمية الفنون ليمنحنى آفاقاً أوسع ودراسة منهجية، لكن المحطة الفارقة التى قدمتنى للجمهور وأعلنت انطلاقتى الحقيقية كانت عبر شخصية «قطة» فى مسلسل «العتاولة».
الانتقال من خشبة المسرح إلى الكاميرا خطوة فارقة كيف عشتِ هذه التجربة؟
لم أشعر بالخوف أو الارتباك لحظة وقوفى أمام الكاميرا لأول مرة، بل كنت فى حالة من الحماس والثقة، والفضل فى ذلك يعود إلى تجاربى السابقة على خشبة المسرح، فهى التى صقلت شخصيتى كممثلة، ومنحتنى القدرة على مواجهة الجمهور بلا تردد، فالمسرح بالنسبة لى ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو مدرسة حقيقية تعلم الممثل الانضباط، والقدرة على التحكم فى انفعالاته، والتواصل المباشر مع الجمهور، وكلها مهارات انعكست بقوة على أدائى أمام الكاميرا، لذلك حين انتقلت من خشبة المسرح إلى عدسة الكاميرا، شعرت بأننى أكمل رحلة بدأت منذ سنوات، لكن هذه المرة بلغة مختلفة وفضاء أوسع يصل مباشرة إلى قلوب الناس.
قدمتِ أدواراً متنوعة لكن الكوميديا كانت الأبرز فى مسيرتك.. هل كان هذا خياراً متعمداً منكِ؟
الحقيقة أن اتجاهى للكوميديا لم يكن قراراً مقصوداً على الإطلاق، بل جاء بالصدفة البحتة، فمنذ أيام الدراسة فى الأكاديمية كان المخرجون يروننى دائماً مناسبة للأدوار الكوميدية ويضعوننى فى هذا القالب، حتى إننى فى السنة الرابعة طلبت من أحد أساتذتى أن أجرب لوناً مختلفاً، لكنه رفض وفضل أن أستمر فى الكوميديا ومع ذلك، أثق تماماً فى قدرتى على تقديم جميع الألوان الفنية، سواء الدراما أو التراجيديا لكن يظل عشقى الأكبر للكوميديا، لأنها بالنسبة لى أصعب امتحان يواجه الممثل، فإضحاك الجمهور ليس أمراً سهلاً، بل يحتاج إلى موهبة وحضور خاص.
هل سبق أن خرجتِ عن أجواء المشهد بسبب ضحكك على إفيه لكِ؟
فى الحقيقة، لم يحدث أن ضحكت على إفيه قلته بنفسي، فأنا أتعامل مع المشهد بجدية كاملة حتى يخرج كما ينبغى، لكن ما لا أستطيع مقاومته أحياناً هو إفيهات زملائى فى الكواليس، حيث تسود أجواء من المرح والعفوية تجعلنا نضحك من القلب، هذه اللحظات الإنسانية خلف الكاميرا تضيف روحاً خاصة للتجربة الفنية، وتخلق بيننا حالة من الألفة تنعكس لاحقاً على الشاشة، فيشعر بها الجمهور بشكل طبيعى بالنسبة لي، الضحك مع الزملاء خارج المشهد جزء جميل من الرحلة، لكنه لا يؤثر أبداً على التزامى واحترافى أمام الكاميرا.
تعتبرين «العتاولة» بداية جديدة فى مسيرتكِ الفنية.. حدثينا عن سر خصوصية هذا العمل بالنسبة لكِ؟
أعتبر مسلسل «العتاولة» بمثابة بداية جديدة وانطلاقة حقيقية فى مسيرتى الفنية، فما زلت أذكر جيداً عندما تواصل معى المخرج أحمد خالد موسى، وأخبرنى أن هناك شخصية لا يرى أحداً غيرى مناسباً لها، وهى شخصية «قطة» تلك الثقة الكبيرة من مخرج بحجمه كانت دافعاً قوياً بالنسبة لي، وجعلتنى أشعر بمسئولية مضاعفة تجاه الدور، فلم أتردد لحظة فى قبول العرض، فكانت خطوة فارقة وقَّعت بعدها العقد، وبدأت معها مرحلة جديدة من حياتى الفنية أحمد الله عليها كثيراً، لأنها منحتنى فرصة أن أظهر للجمهور بشكل مختلف وأثبت قدراتى كممثلة، فهذه التجربة لم تكن مجرد عمل فني، بل محطة مفصلية ساهمت فى رسم ملامح مسارى المقبل.
عفويتكِ على الشاشة أحبها الجمهور.. هل جاءت بالارتجال أم من السيناريو؟
أغلب تفاصيل الشخصية كانت مكتوبة بالفعل داخل النص، غير أن بعض المواقف ظهرت بروح الارتجال، مثل مشهد النهاية وخطوبة «قطة»، فكل ذلك كان يتم بتنسيق كامل مع المخرج، ليخرج الأداء فى صورة طبيعية وعفوية أحبها الجمهور.
كيف تصفين كواليس العمل مع نخبة من النجوم الكبار مثل أحمد السقا وباسم سمرة وزينة وطارق لطفى؟
تجربتى مع هؤلاء النجوم كانت استثنائية بكل المقاييس، فكل واحد منهم أضاف لى الكثير بخبرته وطيبته.. أحمد السقا مثال حقيقى للإنسان المحترم الذى يهتم بكل من حوله، وباسم سمرة من أطيب الشخصيات التى سعدت بالتعامل معها، أما زينة فهى ابنة بلد أصيلة تحمل روحاً صافية، وفى فيفى عبده وجدت الطفلة البريئة المرحة التى تنشر البهجة فى أى مكان تتواجد فيه، لقد كانت أجواء الكواليس مليئة بالحب والدعم والتعلم.
هل حزنتِ لغياب الفنانة فريدة سيف النصر عن الجزء الثاني من العمل؟
بالتأكيد شعرت بحزن شديد لغيابها، خاصة أنها كانت قريبة جداً منى فى الجزء الأول، واستفدت كثيراً من خبرتها وتعلمت منها أشياء لا تقدر بثمن لكن فى النهاية، يظل الأمر خاضعاً لرؤية المخرج وخياراته الفنية التى نحترمها جميعاً.
انتشرت الكثير من الأحاديث حول التحضير لجزء ثالث من العمل.. إلى أى مدى هذه الأخبار صحيحة؟
فى الحقيقة، هذا السؤال تكرر عليّ آلاف المرات من الجمهور والصحافة، وهو دليل على مدى التعلق الكبير بالعمل وحب الناس له، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد أى قرار رسمى بشأن جزء ثالث، على الرغم من النجاح اللافت الذى حققه المسلسل فى جزأيه الأول والثاني، سواء من حيث نسب المشاهدة أو ردود الأفعال وبصراحة، هذا النجاح يجعل الجمهور متحمساً لمزيد من الأجزاء، لكن الأمر يظل فى يد صناع العمل وقرار شركات الإنتاج والمخرج.
قدمتِ ظهوراً مميزاً كضيفة شرف فى مسلسل «عمر أفندى».. كيف تلقيتِ ردود الأفعال على هذه المشاركة؟
صورت «عمر أفندى» قبل «العتاولة»، لكنه عرض بعده، وكنت فى حالة صدمة من ردود الأفعال، استيقظت من النوم فوجدت نفسى «تريند»، وسعدت جداً بهذا النجاح غير المتوقع.
نهاية المسلسل حملت كثيراً من المفاجآت للجمهور.. فهل هناك نية لتقديم جزء ثانٍ؟
حتى الآن لم يطرح رسمياً أى حديث عن تقديم جزء جديد من العمل، لكن لا أنكر أننى أتمنى بشدة حدوث ذلك، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه المسلسل وتعلق الجمهور بأحداثه وشخصياته.
تشاركين حالياً فى تصوير مسلسل «لينك» الذى يترقبه الجمهور.. حدثينا عن تفاصيل هذا العمل وما يميزه؟
أعتبر «لينك» من أبرز الأعمال التى أراهن عليها فى الفترة المقبلة، فهو عمل اجتماعى لايت يتناول تأثير السوشيال ميديا على حياتنا، ولكن برؤية مختلفة ومبتكرة، وتشاركنى البطولة النجمة رانيا يوسف والفنان الكبير سيد رجب، وهو ما يجعل التجربة أكثر ثراءً ومتعة، فالحقيقة إننى سعيدة للغاية بهذا التعاون، وأتوقع أن يترك العمل بصمة مميزة لدى الجمهور.
بعيداً عن «لينك».. ما الجديد الذى تحضرين له فى الفترة المقبلة.. وهل استقررتِ على عملك المقبل؟
فى الحقيقة، ما زلت فى مرحلة القراءة والاختيار، حيث أطلع حالياً على أكثر من سيناريو معروض عليّ، لكن لم أحسم قرارى بعد بشأن العمل المقبل، فأنا أحب دائماً أن أختار بعناية ما أقدمه للجمهور، وأتمنى أن يكون مشروعى المقبل على قدر تطلعاتهم وينال إعجابهم.
فاجأتِ الجمهور بخسارتك الملحوظة للوزن.. ما الدافع وراء ذلك.. وهل كان نتيجة حمية خاصة؟
رحلتى مع خسارة الوزن لم تكن مرتبطة برغبة فى التجميل أو اتباع حمية عابرة، بل جاءت بدافع صحى بحت، فقد تعرضت لإصابة فى ظهرى سببت لى آلاماً شديدة وأثرت على قدرتى على الحركة بشكل طبيعي، وحينها نصحنى الأطباء بضرورة إنقاص وزنى حتى أتمكن من الوقوف والعمل دون معاناة، وقد كان الأمر صعباً فى البداية، خاصة أن وزنى تخطى حاجز المائة كيلوغرام، لكننى تعاملت مع الموضوع كمعركة لا بد من خوضها حفاظاً على صحتى ومستقبلى، وبفضل الإرادة والدعم من حولي، تمكنت من الوصول إلى نتيجة مرضية انعكست على صحتى وحالتى النفسية، واليوم أشعر بأننى أخف، وأكثر طاقة، وأكثر استعداداً لمواصلة مشوارى الفنى بحيوية وثقة