السبت 18 اكتوبر 2025

شائعات هزّت عروش النجوم.. كيف واجهت هوليوود وبوليوود حروبها الخفية؟

شائعات هزّت عروش النجوم.. كيف واجهت هوليوود وبوليوود حروبها الخفية؟

18-10-2025 | 14:16

نيفين الزهيري
في عالم السينما، حيث تقاس النجومية بعدد المتابعين والجوائز والأضواء المسلطة، لا تقل الشائعات خطورة عن أي هجوم إعلامي منظم، فالفنان الذي يبني مجده عبر سنوات، يمكن أن يخسره في لحظة تغريدة، أو منشور مجهول المصدر، أو شائعة متقنة الصنع تنتشر كالنار في الهشيم. في هوليوود كما في بوليوود، تحولت الشائعات إلى ظاهرة شبه دائمة، تمتزج فيها المنافسة بالغيرة، والجمهور بالصحافة الصفراء، والتكنولوجيا بمصالح شركات الإنتاج. لكن ما الذي يجعل بعض الشائعات تهدد مستقبل النجوم فعلًا؟ وكيف تصدى كبار الممثلين والممثلات لهذه الحملات، بين الصمت، والاعتراف، والدعوى القضائية؟ في التقرير التالي نستعرض معاً أبرز الشائعات التي تعرض لها نجوم العالم كما نتطرق لكيفية مواجهتهم لها وأثارها علي حياتهم. براد بيت وأنجلينا جولي: من قصة حب إلى حرب شائعات لم يكن هناك ثنائي هوليوودي أثار اهتمام الإعلام مثل براد بيت وأنجلينا جولي، منذ أن التقطت أول صورة لهما أثناء تصوير Mr. & Mrs. Smith عام 2004، انطلقت الشائعات: «هل خان براد جينيفر أنيستون؟»، «هل أنجلينا السبب في الانفصال؟». ورغم أن العلاقة تطورت إلى زواج وأبوة لستة أطفال، فإن الشائعات لم تهدأ يوما من اتهامات بالخيانة إلى مشاكل في الحضانة وحتى قصص عن عنف منزلي. بعد الطلاق عام 2016، تحولت حياتهما إلى مادة يومية للصحافة، حتى باتا رمزين لطريقة تعامل بعض وسائل الإعلام مع النجوم: لا شيء ينسى، وكل شيء يعاد تأويله. اختار براد بيت الصمت الطويل، بينما لجأت جولي إلى البيانات القانونية، لتوضح أن «الحقيقة لا يمكن أن تختصر في عنوان»، كلاهما قدّم درسا في أن تجاهل الشائعات أحيانا هو أبلغ رد. جوني ديب وآمبر هيرد: حين تتحول الشائعة إلى معركة قانونية من أبرز الأمثلة في السنوات الأخيرة قضية جوني ديب وآمبر هيرد، التي بدأت كشائعة عن «العنف المنزلي» وانتهت بحرب قضائية بثّها العالم مباشرة. البعض لعب الدور الكبير في هذا إذ تحوّلت القضية إلى استعراض رأي عام أكثر من كونها مسألة عدل وإنصاف. واجه ديب خسارة أدوار ضخمة، بينها في Fantastic Beasts، قبل أن تعيد المحكمة الأمريكية الاعتبار إليه بعد إثبات تلفيق بعض الاتهامات،، القضية كشفت الوجه الجديد للشائعات في عصر السوشيال ميديا حيث تنتقل الشائعة من القيل والقال إلى المحاكم، ويصبح الجمهور هو القاضي أحياناً. توم كروز وشائعات وراء انفصاله منذ بداياته، ارتبط اسم توم كروز فى الشائعات بإحدى الجماعات الدينية المثيرة للجدل،، والتى اشار البعض إلي أنها وراء انفصاله عن نيكول كيدمان وكاتي هولمز، ومع كل فيلم ناجح، كانت الشائعات تبحث عن «وجه غامض» في حياة النجم. اختار كروز استراتيجية مختلفة لا نفي ولا تأكيد، بل التركيز على العمل فقط، ليأتي نجاحه في Top Gun: Maverick عام 2022 ليعيد تعريف صورته، ويثبت أن الجمهور في النهاية لا يهتم بالشائعات. بريتني سبيرز: من أيقونة البوب إلى ضحية الشائعات الذهنية في منتصف الألفية، أصبحت بريتني سبيرز أكثر فنانة تتعرض للتنميط والشائعات، بدءًا من حياتها الشخصية وحتى صحتها العقلية، حيث أُطلقت عليها أوصاف تتعارض مع استقرارها النفسي. لكن في العقد الأخير، تحول الأمر وظهر كيف استطاع البعض استخدام بعض وسائل الإعلام فى نشر الشائعات للسيطرة علي حياة الفنانة حتي كتبت بنفسها علي مواقع التواصل «لقد صُنعت شائعاتي لتكون سجني». ويل سميث وكريس روك: الشائعة التي وُلدت من صفعة الصفعة التي هزّت الأوسكار عام 2022 تحولت إلى مادة خصبة لشائعات لا تنتهي: هل كانت «مرتبة مسبقًا»؟ هل هي دليل على انهيار سميث النفسي؟ النجوم الذين شهدوا الواقعة تحدثوا، والمواقع فسّرت كل إيماءة أو دمعة،، بعد الاعتذار العلني، اختار سميث الانسحاب لفترة قصيرة، ثم عاد بفيلم جديد، مظهرًا أن المعالجة الصادقة أفضل من الدفاع المتشنج. سلمان خان: النجم الذي لا يسقط رغم العواصف يلقب سلمان خان في الهند بـ«الرجل الذي لا يهزم»، ورغم ذلك، فقد واجه منذ التسعينيات سيلًا من الشائعات حول علاقات متقلبة، قضايا عنف، وتورط في حوادث. فى كل مرة كان الجمهور ينقسم بين من يهاجمه ومن يدافع عنه، لكن خان اختار سلاحه الخاص الظهور القوي المستمر في الأعمال الجماهيرية. يقول في أحد لقاءاته «الناس يصدقون ما يرونه على الشاشة أكثر مما يقرؤونه في الصحف»، وقد صدّقوه فعلًا؛ فإيرادات أفلامه كانت الرد الأبلغ على كل شائعة. شاروخان: الشائعة لا تكسر الإمبراطورية ملك بوليوود شاروخان هو مثال آخر على كيفية إدارة الشائعة بذكاء، حيث واجه شائعات عدة عن خلافات مع زملاء، بل وحتى عن تهريب أموال، لكنه دائما ما استخدم الذكاء والسخرية كدرع دفاعي، وقال ذات مرة «في الهند، إذا لم يطلقوا عنك شائعة، فأنت لست مشهورًا بعد». وفي عام 2021، حين اتُهم ابنه أريان في قضية مخدرات ملفقة، وقف شاروخان صامتا حتى ظهور الحقيقة، ليثبت أن الكرامة في الانتظار أقوى من التصريحات الغاضبة. ديبيكا بادوكون: معركة ضد الاضطراب النفسي واجهت ديبيكا بادوكون، إحدى أبرز نجمات بوليوود، شائعات حول «اضطراباتها النفسية» بعد أن تحدثت علنا عن معاناتها مع الاكتئاب، تحولت بعض الصحف إلى السخرية منها، متهمة إياها بأنها «تبحث عن التعاطف». لكن ديبيكا قلبت المعادلة بإطلاق مؤسسة لدعم الصحة النفسية، لتصبح من أوائل النجمات اللاتي حوّلن الشائعة إلى حملة توعية مجتمعية ناجحة. كارينا كابور وسيف علي خان: الزواج الذي كسر الحواجز حين أعلنت كارينا كابور زواجها من سيف علي خان، وُوجهت بموجة من الشائعات حول الاختلافات بينهما، والفوارق العمرية، مع توقعات بفشل العلاقة، لكن الثنائي أثبت العكس، وظهر في الإعلام أكثر توازنا وهدوءًا من كثيرين، كارينا صرحت لاحقًا: «الشائعة لا تقتل إلا إذا صدقتها أنت»، لتصبح مقولتها رمزًا لقوة النجمات في مواجهة التنمر. كانجانا رانوت: من فنانة مثيرة للجدل إلى صانعة ضجيج واعٍ تعتبر كانجانا رانوت واحدة من أكثر الشخصيات الجدلية في بوليوود، واجهت اتهامات متكررة بالغرور، وبالخلافات مع كبار النجوم، وحتى بشائعات حول تطرف آرائها. ورغم ذلك، استخدمت كانجانا المنصات الاجتماعية سلاحا مزدوجا لترد بقوة، وتكشف تناقضات الإعلام.تقول دائما «الشائعة تخلقها صحافة خائفة من امرأة لا تخاف منهم»، سواء أحبها الجمهور أو كرهها، فقد نجحت في فرض وجودها كرمز للاستقلال والجرأة.