الإثنين 17 نوفمبر 2025

فى ذكرى رحيله.. عبد المنعم إبراهيم كوميديان أضحك الملايين واحتفظ بالحزن لنفسه

عبد المنعم إبراهيم

17-11-2025 | 12:01

نانيس جنيدى
فى يوم السابع عشر من نوفمبر تحلّ ذكرى رحيل فنان لا يمكن أن يمرّ اسمه مرور الكرام فى سجل الفن المصرى والعربي؛ إنه الفنان القدير عبد المنعم إبراهيم، الذى غادر عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1987 عن عمر ناهز الثالثة والستين عاماً. اشتهر عبد المنعم إبراهيم بلقب «الكوميديان الحزين»، وهو لقب يجسّد ببراعة التناقض العميق بين ما قدمه على الشاشة وبين ما عاشه فى حياته الخاصة المليئة بالصعاب والفقد، فعلى خشبة المسرح وأمام الكاميرا، كان أيقونة فى خفة الظل والقدرة على تجسيد مختلف الأدوار ببراعة فائقة، من «الموظف المطحون» إلى «الطالب الطائش» وصولاً إلى دور «الشيخ الأزهري» الذى يتقن اللغة العربية الفصحى بأسلوب لا يُنسى. ترك عبد المنعم إبراهيم إرثاً سينمائياً ومسرحياً ثرياً، ولا تزال إفيهاته وعباراته المميزة عالقة فى الذاكرة الجمعية. من أشهرها دوره فى فيلم «سر طاقية الإخفاء» حيث جسد شخصية «عصفور»، ودوره الأيقونى فى فيلم «إشاعة حب» بشخصية «محروس»، كما برع فى الأدوار الدرامية والتراجيدية التى أظهرت قدرته الفائقة على التحول الفني، وهى مهارة اكتسبها من دراسته فى المعهد العالى للفنون المسرحية وتتلمذه على يد زكى طليمات. خلف الكوميديا الساحرة، عاش عبد المنعم إبراهيم فصولاً من المآسى الشخصية؛ حيث فقد والدته وشقيقه، وكان أصعبها فقدانه لزوجته التى رحلت تاركة له أربعة أطفال صغار، وهو ما تحدث عنه بدموع فى لقاء تليفزيونى شهير. هذه التجارب القاسية هى ما منحته العمق فى تقديم الأدوار التراجيدية وسمحت له بالانتقال بسلاسة بين الضحك والبكاء على الشاشة. تحل الذكرى ويظل عبد المنعم إبراهيم حاضراً بأعماله التى لم تتقادم، ليبقى شاهداً على أن الفن الحقيقى هو ما ينبع من موهبة أصيلة تلامس الواقع بكل تناقضاته. هو فنان لم يمت برحيله، بل تخلد بروحه المرحة التى تركها فى قلوب الجمهور.