الثلاثاء 18 نوفمبر 2025

في القاهرة السينمائي.. فيلم «المهاجر» يترجم وجع الهجرة

المهاجر

18-11-2025 | 11:48

هدى إسماعيل
بعد 31 عامًا من عرضه الأول يطل علينا فيلم «المهاجر» عبر شاشات المسرح الكبير بدار الأوبر المصرية وبحضور أبطاله " يسرا وخالد النبوي"، من خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي . صمت يعم أرجاء المسرح وكأن الفيلم يعرض لأول مرة فرغم سنواته الطويلة لازالت أفلام يوسف شاهين تعبر عن الماضي والحاضر وتقدم المستقبل، جاء فيلم "المهاجر" إلى شاشة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليضع الجمهور أمام رحلة إنسانية شديدة العمق، رحلة تبدأ من الهروب ولا تنتهي . الفيلم عمل يلامس وجدان المشاهد قبل عقله، إذ يفتح بابًا واسعًا لسرد حكاية شاب يقرّر ترك وطنه بحثًا عن حياة جديدة، شاب لم يجد الحب والأمان في قلوب عائلته إلا والده فهاهو أشقائه يبحثون عن طريقه للتخلص منه كما فعل أخوة يوسف وفي النهاية لم يستطيعوا قتلوه بل كانت مجرد إصابة لم تسبب له الوفاة السيناريو يتحرك بخطوات ثابتة، يتنقل بين محطات الألم والأمل، فيما تأتي الصورة محمّلة بدفء إنساني وألوان متدرجة تشبه مشاعر البطل المتأرجحة بين الخوف والرغبة في النجاة. الأداء التمثيلي في "المهاجر" كان أحد أهم نقاط القوة، إذ نجح أبطاله في تقديم شخصيات من لحم ودم، بملامح متعبة وأحلام مشروخة، لكن بإصرار لا ينطفئ، كل مشهد يكشف طبقة جديدة من الصراع الداخلي: هل الهجرة خلاص أم بداية لوحدة أشدّ؟ هل يمكن للإنسان أن ينجو من الغربة وهو ما زال غريبًا عن نفسه؟ الفيلم، رغم بساطته الظاهرية، يملك قدرة كبيرة على إثارة الأسئلة، ويرسم على وجوه الجمهور مزيجًا من التعاطف والتأمل، ليصبح أحد الأعمال التي أضافت عمقًا لبرنامج المهرجان هذا العام، فالهجرة من أجل الوطن هي الطريق لبداية جديدة، فيلم "المهاجر" ليس مجرد قصه عابرة جسدها يوسف شاهين على الشاشة بل هي حقيقة حية نعيشها كل يوم نهاجر داخل أنفسنا قبل الهجرة خارجياً.