الجمعة 27 سبتمبر 2024

في اليوم العالمي للسياحة .. مواقعنا الأثرية قِبلة العالم

معابد فيلة

ثقافة26-9-2024 | 15:16

ياسر علي

تتميز مصر بمجموعة كبيرة من المواقع الأثرية الفريدة من أقصى جنوبها إلى أقصى الشمال، والتي تمنحها خصوصية وفرادة مقارنة بمختلف دول العالم، الأمر الذي جعل مصر قِبلة عُشاق التاريخ والحضارة، فمن منطقة الأهرامات في الجيزة، إلى مُجمّع معابد الكرنك في الأقصر، ومن مجموعة معابد فيلة في أسوان، إلى شارع المُعز ومجمع الأديان في القاهرة، وغيرها الكثير من الأثار المصرية القديمة، واليوناينة الرومانية، والقبطية والإسلامية، ولكل منطقة من هذه المناطق طابعًا مميزًا من حيث الفترة الزمينة التي تُعبّر عنها وتحتضن أسرار عمارتها وثقافتها وعلومها.

وفي اليوم العالمي للسياحة الذي يحتفل به العالم في الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر من كل عام، نستعرض مجموعة من أبرز وأهم المواقع الأثرية المصرية التي تخطف أبصار السُياح الذين يعتبرون زيارتها حلمًا يُسعدهم تحققه يومًا من الأيام.

منطقة الأهرامات

تُعتبر منطقة أهرامات الجيزة من أشهر المواقع السياحية منذ العصور القديمة وحتى اليوم، وتضم المنطقة مقابر ملوك الأسرة الرابعة "حوالي 2613- 2494ق.م" وهي أهرام كل من خوفو "حوالي2589-2566 ق.م"، وهرم ابنه خفرع، وحفيده منكاورع بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الشهير، ويعد هرم خوفو هو الأكبر والأقدم بين تلك الأهرام والأطول في العالم طيلة 3800 عام، ويُعد العجيبة الباقية حتى الآن من عجائب الدنيا السبع.

ويحيط بالأهرامات آثارًا أخرى، حيث كان لكل هرم مجموعة هرمية بالإضافة إلى أهرام الملكات والهريم الصغير الجانبي الذي كان هرمًا رمزيًا للملك، وكذلك كانت هناك مصاطب خصصت لدفن كبار الشخصيات وأفراد العائلة الملكية، ومراكب خوفو المعروفة باسم مراكب الشمس.

 ومنطقة الأهرامات هي المنطقة الأشهر على الإطلاق، ليس في مصر وحسب وإنما في مختلف بلدان العالم، فحينما يُشار إلى مصر أو يأتي أحد على ذكرها، لا يسعه إلا أن يذكر الأهرامات وأبو الهول، دلالة على عظمة الموقع الأثري، وما له من أهمية وقيمة كواحد من أقدم مواقع التراث الإنساني على كوكب الأرض.

مجمع معابد الكرنك

 مجمّع معابد الكرنك هو أكبر تجّمع لمعابد أو دور عبادة على وجه الأرض، ويضم المُجمع معابد الإله آمون وزوجته الإلهة "موت"، وابنها الإله "خنسو"، كما يتضمن مُجمّع المعابد عددًا كبيرًا من المعابد أبرزها معبد "آمون رع" الكبير، الذي يتكون من محراب في أقصى شرق المُجمّع، وأُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله "آمون" وعائلته، وهو المكان المعروف "بقدس الأقداس"، يتبعه فناء مكشوف يغمره ضوء النهار، وينتهي الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجيه.

كما يضم "صرح معبد آمون"، وهو عبارة عن فناء واسع يضمه من الجانبين صفٌ من الأعمدة على هيئة نبات البردي، بالإضافة إلى معبد الملك "رمسيس الثالث"، الذي أقامه الملك لإيواء السفن المقدسة، وهو نموذج فريد للمعبد المصري الكامل من حيث البناء والعمارة، يبدأ بصرح يزينه تمثالان رائعان للملك من الجهة الخارجية، ويليه فناء مكشوف من الداخل، ومن المميز في ها المعبد أن الملك يبدو في هيئة أوزوريس على الأعمدة.

بنى الملك رمسيس الثالث ضمن مُجمّع معابد الكرنك، معبد "خونسو"، والذي اتم بناؤه "حريحور" رئيس الكهنة الذي أصبح آخر ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة، ويتكون معبد "خونسو"، من صرح نَقَشه الكاهن "بي نجم" ثامن ملوك الأسرة الحادية والعشرين.

وتتعامد الشمس على معبد الكرنك مرة واحدة سنويًا يوم 21 ديسمبر مع بدء فصل الشتاء، ويعد تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الكرنك الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد أبو سمبل بأسوان، وهي ظاهرة فلكية يحرص العديد من السياح المصريين والأجانب على مشاهدتها.

معابد فيلة

تعود آثار معابد فيلة إل العصر البطليم، والمؤرخ له بالفترة بين "332 – 30 ق.م"، وهي مجموعة من المباني المتميزة، أبرزها معبد بطليموس الثاني، الذب بدأ بناؤه "285ق.م"، وكان مُكرّسًا للإلهة إيزيس والدة حورس رب الملكية في مصر القديمة، وفي المعبد مشهد عبارة عن حجرة ولادة يتم الاحتفال خلاله بولادة حورس، وتظر فيه إيزيس وهي تُرضع حورس.

ظل معبد إيزيس مُكرسًا لعبادة الإلهة إيزيس، وكان يؤدي دوره في العبادة لفترة طويلة، حتى عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول، ويقع بجوار معبد إيزيس معبدًا مكرسًا لحتحور بناه بطلميوس السادس، ولا تزال مقصورة "تراجان" المقامة أمام معبد فيله قائمة على الرغم من أن سقفها لم يعد موجودًا، وتم نقل هذه الآثار من جزيرة فيلة الأصلية إلى جزيرة أجيلكيا خلال حملة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة.

وادي الملوك والملكات

في وادي نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة، دُفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة ومن هنا جاءت تسميته بوادي الملوك، وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي، بينما الجزء الشرقي الأكثر شهرة حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر، علاوة على العديد من المقابر التي يُرّج علماء الآثار أنها ما زالت مدفونة أسفل الجبل ولم يتم الكشف عنها إلى الآن.

الطبيعة الوادي المنعزل جعلته الموقع الأنسب يكون المُستقر الدائم لملوك مصر العظام، تفاديًا للسرقات التي كانت تتعرض لها مقابر الملوك والأمبراء والنبلاء في مصر القديمة، لذلك اختاروا مقابر مخفية تحت الأرض في وادي صحراوي منعزل، حتى لا تتعرض لمصير المقابر السابقة.

ولعل أشهر مقبرة في وادي الملوك هي مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، من الأسرة الثامنة عشر، وهي المقبر صاحبة الشهرة العالمية لأنها المقبرة الوحيدة التي ترجت لأول مرة إلى العالم بكامل كنوزها دون أن تتعرض للنهب، وتعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الآثرية حتى الآن، ومن المقرر أن تُعرض كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة في جناح خاص بالمتحف المصري الكبير درّة متاحف الآثار حول العالم.