السبت 31 اغسطس 2024

بعد تصريحات بن جفير.. الاحتلال يمول لأول مرة اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى

إسرائيل تريد تغيير الوضع القائم بـ الأقصى

تحقيقات27-8-2024 | 15:39

محمود غانم

في خضم أزمة أشعلتها تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير الرامية إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، تسعى حكومة الاحتلال لأول مرة لـ تمويل اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد.

تمويل اقتحام المسجد الأقصى

ووفق ما أورته هيئة البث الإسرائيلية، فإن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستمول لأول مرة اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وذلك من خلال وزارة التراث، حيث ستقوم الدولة بتمويل جولات وصفتها بـ"الإرشادية" في الحرم القدسي الشريف.

وأوضحت الهيئة الإسرائيلية، أنه سيتم  تخصيص مليوني شيكل، وهو ما يعادل نحو 545 ألف دولار، للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو، في ظل توقعات بأن تبدأ الجولات الإرشادية للمستوطنين في الأسابيع المقبلة.

وأفات بأن وزارة التراث تواصلت مع مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، للحصول على موافقة الشرطة على إقامة جولات المستوطنين بالحرم القدسي.

وبالفعل، قالت وزارة التراث الإسرائيلية، إنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية في جبل الهيكل، التي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون إلى الجبل كل عام، بالاطلاع على التراث اليهودي للجبل، على حد زعمها.

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى

من جهتها، اعتبرت الخرجية الفلسطينية ذلك الدعم المعلن يمثل سياسة إسرائيلية رسمية تمعن في تهويد المسجد الأقصى وتغيير واقعه القانوني القائم، وتنذر بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية وإغراقها في دوامة من الفوضى، بشكل يترافق مع ما ورد في الإعلام العبري بشأن توسيع نطاق عمليات الاحتلال العسكرية والدموية في الضفة المحتلة، كما أنه يتزامن مع تصعيد ملحوظ في اعتداءات ميليشيات المستوطنين الإرهابية كما حدث مؤخرًا في قرى جنوب بيت لحم.

ورأت ذلك دليل واضح على تورط حكومة الاحتلال في تلك الاعتداءات، كما أن هذا الإجراء ترجمة لسياسة بن غفير الاستعمارية العنصرية للسيطرة على المسجد، وتندرج في إطار ترويج ادعاء الحق المتساوي في الصلاة، لكنها في حقيقة الأمر تدنيس للمكان المقدس وخطوة باتجاه تهويد المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني تمامًا كما يفعل الاحتلال في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وفق قولها.

ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون هجماتهم على الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 652 فلسطينيًا، إضافة إلى إصابة نحو 5400 آخرين.

وأمس، قتل مستوطنون إسرائيليون مواطنًا فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة 3 آخرين بهجوم شنوه بالأسلحة النارية على بلدة واد رحال بمحافظة بيت لحم.

إثر ذلك، دعت حركة حماس، الفلسطينيين بكافة محافظات الضفة الغربية إلى إشعال نقاط التماس والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، والاشتباك والتصدي للمستوطنين بشتى السبل.

غضب ضد بن جفير

وأثارت تصريحات بن جفير بخصوص إقامة كنيس يهودي بالمسجد الأقصى موجة غضب واسعة سواء في الداخل والخارج، وسط تحذيرات من تأثيرها على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فداخليًا، كتبت إحدى صحف اليهود المتدينين في خبرها الرئيسي باللغة العربية: "يمنع منعًا باتًا صعود اليهود لجبل الهيكل"، وهو الإسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.

 وأضافت:" هذا هو رأي (فتوى) كل رجال الفقه والإفتاء اليهود على مر العصور، وهذا الرأي لم يتغير ولا يزال ساري المفعول حتى الآن".

وبشكل عام، تلتزم الأحزاب العبرية بالفتوى الدينية الصادرة عن الحاخام الأكبر لـ إسرائيل عام 1967، والتي تمنع اليهود من اقتحام المسجد الأقصى، رغم أنهم يزعمون أن الهيكل كان مقامًا مكان المسجد الأقصى، لكنهم يحظرون دخول المنطقة بدعوى عدم المس بقدسية المكان لحين إقامة ذلك الهيكل.

فلسطينيًا، اعتبرت الخارجية دعوات الوزير الإسرائيلي المتطرف دعوة علنية وصريحة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، محذرة من المخاطر المترتبة عليها بصفتها وصفة لتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها، وتخريب متعمد للجهود الدولية والإقليمية المبذولة لوقف العدوان وحرب الإبادة والتهجيرعلى شعبنا.

دوليًا، أكدت مصر على أن تلك التصريحات غير المسئولة في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالأراضي الفلسطينية تزيد الوضع في الأراضى الفلسطينية تعقيدًا واحتقانًا، وتعيق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

أمميًا، قالت الأمم المتحدة، إن تصريحات بن جفير تأتي على أقل تقدير بنتائج عكسية للغاية، ما يخاطر بتفاقم الوضع الحرج بالفعل، مشددة على أن هناك وضع قائم يجب على الجميع احترامه.