بالصور.. «السوريون الغجر» ينضمون لسكان المقابر
دفعتهم الظروف الاجتماعية والتناحرات المسلحة في بلادهم للتواجد بين عالم صامت هادئ، يشكون مأساتهم ويرون آحزانهم لأُوناس لا يتكلمون وإن سمعوا أنينهم لا يُجيبون، بعد أن قطعوا آلاف الكيلوا مترات فارين من ويلات الحروب لم يحملوا خلال رحلتهم أي شيء من الزاد أو الزواد لتستقر راحلتهم بين أحضان الموتى.. أنه حال بعض النازحين السوريين التي احتضنتهم القاهرة، بعد حالة الحرب المسلحة الدائرة التي لم تضع أوزارها بعد في الدولة الشقيقة.
وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار ارتفع إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ.
هناك بين مقابر «باب النصر» بالجمالية تقطن بعض الأسر السورية نتيجة ظروهم الصعبة، بعد أن سمح لهم القاطنين بتلك المقابر بتقاسم المعيشة معهم والجلوس في عالمهم المعزول.
بين حالة من اليأس والعزوف، رفضت الأسر السورية التقاط «الهلال اليوم» صور لهم، مُكتفين بالحديث عن أوضاهم المأسوية الذي عايشوها منذ الوصول إلى قاهرة المعز، فـ"محمد.ص" سوري الجنسية بالغ من العمر 40 عامًا يقول:" عشنا أيام صعبة للغاية بعد أن التهمت الحرب كل ما نملك وخرجنا لم نحمل إلا أرواحنا وتتقطع أنفاسها، شاهدنا الموت مرارًا وتكرارًا حتى وصلنا إلى هنا".
وبلغة يملأها الأسى أكمل:" بعد أن وصلنا إلى القاهرة لم نجد مأوى لنا احتضنتا الشوارع لأيام وقذفتنا الحياة بين أمواجها، لم يكن معنا أموال.. تسولنا.. سألنا الناس حتى نأكل.. حتى أن وصلنا إلى تلك المقابر واستأذنا المقيمين فيها في التواجد بينهم لفترة معينة حتى تستقر الأوضاع".
وتابع:" أعمل بائع متجول لأحصل على بعض النقود حتى أستطيع أن أعول أسرتي وأنفق عليهم"، مطالبُا الحكومة بصرف أي إيعانات مادية أو معنوية للنازحين لأن هناك الكثير خرج من سوريا بدون أي شيء، ولكن هناك حمل معه الكثير من المال استطاع بها افتتاح مشاريح في القاهرة".
"ن. س" سورية الجنسية في العقد الثالث من عمرها، تقول:" كنا نتسول في الشوارع لم نجد أي طريقة آخرى للحصول على الرزق وخاصة أن هناك بعض المحال رفضت أن نعمل لديها بسبب عدم وجود إقامة لنا ونحتاج إلى مسكن، وبحثنا حتى وجدنا تلك المقابر لنقطن بين سكانها".
وأضافت:" أنه بعد استقرارهم عملو ببعض الحرف البسيطة كبيع المناديل وفوط السيارات على الطرق الرئيسية بينما يعمل زوجي في محل سوري بحي الدقي حصل على العمل به قريبًا وعندما ينصلح حالنا سننتقل إلى مكان أفضل".
الحاجة أم أيمن، في العقد الخامس من عمرها قالت:" العرب كلهم أخوات ولازم يقفوا جنب بعض، وأحنا بنرحب بأخواتنا السوريين وبنساعدهم ومعندناش معانع يقعدو معنا طول العمر مع إن المكان مش قد المقام، بس نعمل أيه العين بصيرة واليد قصيرة".
وتابعت:" كانو جايين حالتهم تصعب على الكافر ومش معهم أي حاجة وفرنالهم مكان وبعض المتطلبات والأواني علشان يعرفوا يعيشوا والحمد لله بدأوا يلاقوا شغل والحياة تمشي شوية".
أما "أحمد.ج" يقول وهو يشير لحوش يحيطه بعض القبور:" أجلسناهم هنا في الحوش ده حاجة مدارية وحلوة وكمان يعرفوا ياخدوا حريتهم فيها لغاية لما ربنا يصلح الحال لينا وليهم، ويا ريت الحكومة تساعدنا وتساعدهم أحنا كلنا مش عايشيين وبنواجه مخاطر كل يوم، بنلاقي تجار مخدرات بيجوا هنا وناس بتضرب مخدرات وحقن هيروين، غير اغتصاب البنات، كل ده بنشوفوا بس محدش يقدر يعمل حاجة لأنهم بيبقوا متسلحين واللي حيروح هيموت".