قال الناقد الدكتور يسري عبدالله أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان أثناء مناقشته لرواية شيطان الخضر للكاتب الروائي محمد إبراهيم طه: إن في رواية شيطان الخضر تحضر تقنيات التكرار المنتج للمعنى، ففي كل مشهد سردي سنرى إشارة تخضع لمنطق الإجمال الذي يعقبه التفصيل الموزع على مشاهد أخرى.

وأضاف يسري عبدالله: ومن هوامش القرى وشخوصها المتمردين على عالمها المستقر، يحضر خضر ويوسف المنعكش بوصفهما وحدتين سرديتين مركزيتين تبنى عليهما رواية ممتعة وسيعة المعنى والدلالة والافق الجمالي الخاص، يحوي المنجز السردي لمحمد إبراهيم طه التماعات متجددة من قبيل العابرون وسقوط النوار ودموع الإبل وباب الدنيا، وتبدو الكتابة لديه مثل رحلة لا نهائية تضع قدما في متن النوع الأدبي وقدما أخرى في التجريب في بنياته وتقنياته.

وتابع: وتستمد النصوص جدارتها من لعبها في المساحات الواصلة بين النوع وخارجه، بين الممكن والمستحيل، بحيث تكون شروط الكتابة الا تكون بلا شرط كما كان يقول جاك دريدا، وهي في هذا تتأسس أصالتها على استبنائها على ذاتها، وتكمن طليعيتها في جسارتها الفكرية والتقنية، أما الأهم فهي أن تتوخي الكتابة صيغتها الفنية الخاصة .

وأشار يسري إلى أن في شيطان الخضر ثمة بحث عما اسميه بالخصوصية الجمالية في الكتابة الروائية، وربما هذا هو مناط الجدارة في رواية تنفتح على قراءات مختلفة تعيد الاعتبار لما أسماه مارتن اسلن بالنص الثري متعدد الطبقات.

وجاء ذلك خلال الندوة النقدية المنعقدة بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع، مساء الثلاثاء 26 أكتوبر بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني بوسط البلد، لمناقشة رواية "شيطان الخضر" للكاتب الروائي محمد إبراهيم طه، ويناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف، والكاتب الروائي أحمد صبري أبو الفتوح، ويدير الندوة الشاعر والقاص أمل سالم.

وصدرت رواية "شيطان الخضر" حديثا عن دار النسيم للنشر والتوزيع، وتأتي بعد مجموعة متميزة من الأعمال الروائية والقصصية للدكتور محمد إبراهيم طه، من بينها: توتة مائلة على نهر، سقوط النوار، العابرون، دموع الإبل، البجعة البيضاء، باب الدنيا، الأميرة والرجل من العامة، وغيرها.

وحاز الكاتب محمد إبراهيم طه عددا من الجوائز الأدبية من بينها جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 2000، وجائزة يوسف إدريس في القصة القصيرة عام 2008، ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.