رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمد سليم شوشة: طه حسين حالة استثنائية ليس لها نظير في تاريخنا الحديث حتى الآن

28-10-2021 | 12:23


الدكتور طه حسين

عبدالله مسعد

قال الروائي والناقد الدكتور محمد سليم شوشة، لقد كان المفكر العظيم وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حالة استثنائية لم يكن لها نظير في تاريخنا الحديث حتى الآن، فهو رمز تنويري وإنساني عظيم وله جهود استثنائية ومؤسس للدراسات الأدبية والنقدية ونقلهما من الانطباعية إلى الطابع العلمي المنهجي، والحقيقة أن جهود الدكتور طه حسين غطت محاور ومجالات عديدة.

وأضاف الدكتور محمد سليم شوشة في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" قائلا: فهو كذلك روائي من طراز فريد، قدم أعمالا مهمة وبعضها مازال خالدا مثل: الأيام ودعاء الكروان والفتنة الكبرى وغيرها، فهو ذا مخيلة عظيمة وجمع بين الإبداع والنقد، ويكاد يكون الأول من بين رموز الأدب العربي الذين نجحوا في الجمع بين هذه الثنائية ودلل على عدم صعوبة أن يكون الناقد والأكاديمي القدير روائيا مهما يقدم أعمالا متميزة.

وتابع "شوشة": في تقديري الشخصي أن الأدب العربي حافل بالشخصيات العظيمة في كافة العصور ولكن إذا اخترنا شخصية واحدة في العصور الأدبية القديمة سنجد أنه لا يمكن لأحد أن يتفوق على الجاحظ، والأمر نفسه في تقديري الشخصي بالنسبة للدكتور طه حسين في العصر الحديث، فقد كان محركا للعقل العربي نحو التجديد والابتكار الفكري ولم يقصر الأدب على التسلية أو الإمتاع فقط، بل أثبت أن الأدب مجال صراع فكري للذات مع نفسها لأن تكون متحققة وأن الأدب مسألة مصيرية وصراع للمجتمعات لتحقيق ذاتها حضاريا وتنتصر على إشكالياتها وقيودها التي تجمد تطورها، مازال أثر الحراك العقلي والفكري الذي أحدثه الدكتور طه حسين فاعلا ومؤثرا حتى اليوم وهو المعنى الحقيقي للخلود، لا أقول إن ذلك حاصل عبر تلامذته لأن كثيرا من تلامذته خانوا رسالته وأهدافه وكثيرا منهم تاجروا وحاولوا استثمارها للمكاسب الفردية فقط، بل إن أثره ممتد بكتبه ومؤلفاته وأفكاره.

وليس هناك من دليل على أن شخصية الدكتور طه حسين مازالت تستفز كراهية وعنف الإرهابيين فكريا والمتطرفين الجامدين ممن أفسدوا حياتنا لعقود، مازال الدكتور طه حسين منتصرا في قضيته برغم الرحيل بالجسد، وهذا هو المعنى الحقيقي للخلود، فطه حسين خالد بجهده وعبر طه حسين نفسه وليس عبر أي عوامل أخرى، وربما يتجدد حضوره ويتأكد أكثر مع بقاء احتياجنا للتطور والتجديد وتجاوز الجمود والخرافات إلى الطابع العلمي الموضوعي والنهج الوطني الصادق. 

واختتم حديثه: لعل طه حسين يكون واحدًا من القلائل الذين كانوا واضحين في مواقفهم الوطنية وهذه مسألة أخرى جديرة بالاهتمام وجديرة بأن نبرزها ونحتفي بها، ومن الأحداث المميزة هذا العام صدور كتاب مهم عن الدكتور طه حسين وهو "طه حسين من الملكية إلى الجمهورية" وهو كتاب مهم جدا لأنه أبرز تفاعل الدكتور طه حسين مع القضايا الوطنية بكل حيوية وصدق وانفعال وكتب كثيرا يناصر ثورة 23 يوليو بل كان هو أول من أطلق عليها ثورة بعد أن كانت تعرف بالحركة المباركة للجيش وهو الذي وصفها بالثورة البيضاء. وفي رأيي أنه ليس هناك احتفاء بالدكتور طه حسين أفضل من أن نقتدي به وأن نشتغل على ميراثه العلمي وأن ندرسه ونعيد تأمل مقالاته وكتبه.

وقد رحل عن عالمنا الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، في مثل هذا اليوم  28 أكتوبر من عام 1973م،  ويعد طه حسين أحد أبرز مثقفي مصر ومن أهم صناع نهضتها في القرن العشرين، وقد ولد في 15 نوفمبر من عام 1889م، وسط طبقة متوسطة، وكان ترتيب طه حسين السابع بين 13 طفلًا.

أصيب طه حسين في سن مبكرة بعدوى في العين، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقى العلاج اللازم أصيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات، تم إلحاقه بالكُتَّاب ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر.

التحق طه حسين بالجامعة الأهلية بعد تأسيسها فى عام 1908، وفي عام 1914 كان أول خريج من هذه الجامعة، حيث حصل على الدكتوراه مع أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، وحصل على شهادة الدكتوراه الثانية في الفلسفة الاجتماعية عام 1917 من جامعة السوربون فى باريس.

وفي عام 1919 حصل على دبلوم في الحضارة الرومانية من الجامعة ذاتها عام 1919، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ بالجامعة المصرية.

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي.

تولى منصب وزير التربية والتعليم في عام 1950، وتمكن من وضع شعاره "التعليم كالماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه".