رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد تكريمها فى الإمارات .. "ماما ماجى" .. صانعة الأمل

3-6-2017 | 13:06


كتبت: شيماء أبو النصر

يلقبها البعض بـ "أم القاهرة" الخيرة، بينما يطلق عليها آخرون "القديسة ماجي" أو "الأم تيريزا" المصرية، لكن آلاف الأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة ويعانون مرارة العوز والحاجة يعرفونها باسم "ماما ماجي"، إنها ماجدة جبران مؤسسة جمعية "ستيفنز شايلدرين" الخيرية لمساعدة الفقراء والتى كُللت مجهوداتها بإعلان اسمها ضمن 6 شخصيات فازوا بجائزة صناع الأمل فى الوطن العربى التى ينظمها الشيخ راشد آل مكتوم، حاكم دبى..

فى السطور القادمة نتعرف على صانعة الأمل المصرية ماجدة جبران أو ماما ماجى كما يعرفها كل من غيرت حياتهم ورسمت ابتسامة على وجوههم.

ولدت ماجدة جبران عام 1969، وهي الابنة الصغرى لفيزيائي معروف، نشأت بعيدا عن واقع الأحياء الفقيرة في القاهرة، تخرجت فى الجامعة الأمريكية وتزوجت من رجل أعمال ثري، ولديها 3 أبناء، عملت أستاذة في الجامعة الأمريكية وتخصصت في علوم الكمبيوتر، اختارت أن تهب حياتها لخدمة الفقراء ،عاشت تجربتها الأولي مع عشوائيات القاهرة من خلال توزيع الطعام والملابس على العائلات المحتاجة.

صدمت ماجي من البؤس والعوز الذي يعانى منه سكان تلك المناطق الفقيرة فطاردتها صور الأطفال المحتاجين للاهتمام والرعاية لتبدأ خدمتها في مجال الاهتمام بأطفال الأحياء الفقيرة عام 1985 بمساعدة زوجها.

بدأت نشاطها في خدمة الفقراء خاصة الأطفال عبر مؤسسة "ستيفنز شايلدرين" وشجعت كثيرين على الانضمام إليها في تلبية احتياجات الأسر الفقيرة حتى تمكنت من مساعدة نحو 30 ألف أسرة مصرية، وتقول "إن الله أعطانا أكثر مما كنا نأمل أو نتخيل، أعطانا فرصة رائعة للوصول إلى الأطفال الفقراء وإذا أردنا أن نتقرب إليه أكثر علينا أن نستمر في دعم ومساندة آلاف الأطفال الذين يحتاجون إلى الحب".

ترشحت ماجي 4 مرات لنيل جائزة نوبل، وفي حوار مع إحدى الصحف اليومية عام 2012 قالت ردا على سؤال حول التوقعات بأن تحصل على الجائزة بـ "حب ربنا وهو اللي يفرق معايا لا يشغلني الفوز بجائزة نوبل للسلام وهذا الأمر لا يهمني، فضحكة طفل عندي أهم".

قانونها فى الحياة

"قيمة الإنسان لا تضاهيها أى قيمة أخرى" هذا هو المبدأ الذي تؤمن به "ماما ماجى" كما يلقبها الكثيرون وهو مبدأ ترجمته إلى فعل يومى حين نذرت نفسها نحو ثلاثة عقود لخدمة الفقراء، وكانت البداية أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد حينما ذهبت ماجي إلى حي "الزبالين"، لتقديم الهدايا للأطفال وهناك وجدت أكواما من القمامة داخل البيوت وأطفالا يلهون في مياه المجاري ومنازل آيلة للسقوط فكرست حياتها لخدمة الفقراء والمعدمين فى مثل تلك الأحياء وبدأت على نطاق ضيق فى مصر القديمة حيث تبنت أطفال الشوارع وقدمت لهم الرعاية والحنان والتعليم دون تمييز، ثم قررت إنشاء دار خيرية لخدمة هؤلاء الأطفال عام 1985 وأطلقت عليها دار "ستيفن تشيلدرن الخيرية" وكان أهم أهدافها البحث عن الأطفال فى الأحياء الفقيرة والمناطق المهمشة، واتخذت منهجًا شاملًا لخدمة الأسر من جميع النواحي المادية والجسدية والاجتماعية والتعليمية بجانب توفير فرص عمل للشباب من خلال تعليم الأعمال اليدوية ومصانع الجلد، وتعمل الدار من خلال مجموعة من المتطوعين يصل عددهم إلى 1400 متطوعا يخدمون أكثر من سبعة وعشرين ألف أسرة أسبوعيا بتقديم المال والغذاء والملابس لها.

تم ترشيح "ماما ماجي" أو الأم تيريزا المصرية كما يطلقون عليها ثلاث مرات لجائزة نوبل للسلام وفي كل مرة ترفض الحديث عن عملها وجهودها وتكتفي بتسليط الضوء على الفقراء والمساكين، حديثها قليل وابتسامتها لا تفارق وجهها ودائما تقول "شكرا يا الله على كل شيء"، لا تسعى إلى الشهرة ودائما تعمل في الخفاء بعيدا عن الإعلام.

أسست ماجي من خلال جمعيتها 92 مركزا لتوفير الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم الجمعية في توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنويًا، ويستفيد من خدمات الجمعية  نحو 33 ألف طفل ضمن نشاطها المتزايد الذي يساهم فيه نحو ألفي متطوع، إلى جانب القيام بزيارات تفقدية يقدم فيها المتطوعون في الجمعية الإرشاد النفسي والتدريب لأكثر من 13 ألف طفل، كما أسست الجمعية ثلاثة مراكز للتدريب المهني للأطفال والفتيان، إلى جانب تقديم دورات تدريبية للأمهات لمساعدتهن في تحسين وضع أسرهن.

لا تنتظر ماما ماجي، التي ترشحت لجائزة نوبل عدة مرات أن تكافأ على عملها بل يكفيها أن يشار لها بوصفها صانعة أمل حقيقية أحدثت فرقًا حقيقيًا في حياة من هم أحوج للأمل.