رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أطفال تكلموا فى المهد

3-6-2017 | 13:19


بقلم : ماجدة محمود

بسم الله الرحمن الرحيم «قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيا » صدق الله العظيم.. قول الرحمن عز وجل جاء فى سورة مريم عندما ولد سيدنا عيسى من دون أب وأراد الله أن يثبت براءة والدته فكان سيدنا عيسى أول صبى يتكلم فى المهد يضاف إلى ذلك عدد آخر ذكر مثل ابن ماشطة فرعون وابن جريج ويقال أيضا ابن امرأة الأخدود، والطفل الرضيع وابن رجل اليمامة .

أول من تكلم فى المهد كان سيدنا عيسى عليه السام ليبرئ أمه السيدة مريم قال تعالى: «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كاَن فِى المهْدِ صَبيِا  قَال إنِّى  عَبْدُ اللِه آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا  وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دمُتُ حَيًّا  وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا  وَالسَّاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا .»

أما جريج فكان رجا عابدا اتخذ من صومعته مكاناً لعبادته، وذات يوم حضرت أمه فوجدته يصلى فنادته، فقال يارب أمى وصلاتى فأقبل على صلاته ولم  يلتفت لأمه وتكرر المشهد ثلاث مرات وفى الأخيرة قالت الأم: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ويبدو أن دعوة الأم قد لقيت قدرا من الاستجابة لعلة يعلمها الله، وكانت امرأة بغى  يتحاكى لحسنها الجميع فقالت:

إن شئتم فتنته ولما لم يلتف إليها وظل على عهده فى الاستقامة والالتزام لجأت إلى راعى غنم كان يأتى إلى صومعة جريج واقعها وحملت منه وأنجبت ولدا نسبته إلى جريج فهاج القوم وماجوا وحطموا الصومعة وضربوه فما كان منه إلا أن طلب منهم أن يأتوا بالرضيع حتى يصلى وبعد الصلاة أمسك بالطفل وسأله، من أبوك ؟ فأجاب الصغير فان الراعى ليتبن الحق ويهلل الناس ويطلبون من جريج أن يسمح لهم بإعادة بناء الصومعة من الذهب الخالص فرفض وأمرهم أن يعيدوها سيرتها الأولى أى من الطين

وآخر تكلم فى المهد حيث روى عن رسول الله صلى الله عليه  وسلم أنه قال: «لما كانت الليلة التى أسرى بى فيها أتت على رائحة طيبة فقلت : يا جبريل ما هذه الرائحة فقال : رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها » صدق رسول الله وقصة هذه السيدة وأولادها تتلخص فى أنها كانت ذات يوم تمشط شعر ابنة فرعون ووقع منها المشط على الأرض فقالت : بسم الله فسألتها الابنة بدورها: أبى؟، فأجابتها: لا بل ربى ورب أبيك، فما كان من البنت إلا أن ذهبت وروت لأبيها ما سمعته فأتى بها وسألها ألك رب غيرى ؟ قالت : نعم ربى وربك الله ولم تتنازل عن موقفها فأمر أن تشعل النار أسفل إناء مملوء بالزيت وبعد أن يغلى يلقى بأولادها الخمسة واحدا تلو الآخر وهكذا شهدت موت أولادها الأربعة الأوائل بنفسها وعندما جاء الدور على الخامس الرضيع الذى تحمله انهارت قواها وبدأت تستسلم فأنطق الله الصغير ليثبتها فقال : يا أماه اصبرى فأنت على الحق.

ويقال أن شاهد يوسف كان هو الآخر رضيعا لا يتجاوز عمره السبعة أيام وهو الذى شهد على براءة يوسف من مراودة زليخة زوجة عزيز مصر، قال تعالى: «قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ  وَإِنْ كَانَ قمَيصُه قُدَّ مِن دبُرٍ فكَذَبَتْ وهَو مِن الصَّادِقِينَ  سورة يوسف .»

أما الطفل الرضيع الذى صنف من بين من تحدثوا فى المهد كذلك وذكر فى بعض الأحاديث فهو من كان يرضع من أمه ومر عليهما رجل يمتطى دابته ويبدو عليه الغنى والوجاهة فقالت: «اللهم اجعل ابنى مثل هذا » فترك الولد الرضاعة وقال: «اللهم لاتجعلنى مثله » وعاد مرة أخرى إلى وضعه، وبعد فترة مرت عليهما جارية كان الناس لايطيقونها وكانت تردد: «حسبى الله ونعم الوكيل » فقالت الأم : اللهم لاتجعل ابنى مثلها » فرد الرضيع: «اللهم اجعلنى مثلها ،» ولأن الله يعلم مالا تعلمه الأم أنطق الرضيع، فالرجل الغنى كان كافرا عاصيا والجارية كانت مظلومة وتركت أمرها إلى الله.

وقد ورد فى بعض التفاسير وكتب الأثار التى نقلها المفسرون أن الذين تكلموا فى المهد سبعة من بينهم من تحدثنا عنهم سالفا إضافة إلى: «ابن امرأة الأخدود وابن اليمامة » وقصص كل هؤلاء الأطفال تتفق فى قدرة المولى عز وجل أن يظهر الحق بالمعجزة إذا أوشكت معالم الحق أن تضيع.