يحاول غير المؤهلين من إعطاء بعض الفتاوى في الإسلام، مما يتسبب في تشويه صورته، حيث كانت تميل الإفتاءات إلى المصالح والمفاسد، لأنها خرجت بدون فكر وعلم يتعلق بفقه الموازنات الشرعية.
وتبنت دار الإفتاء المصرية تلك الطريق لتوضح للعامة، خطورة الإفتاء في الإسلام، حيث أوضحت أن المفتي هو الذي يُبلغ الشرع للناس، مشيرة إلى أن قول الإمام الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" «المفتي قائم في الأمة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك أمور أحدها: النقل الشرعي ففي الحديث الشريف: «العُلماءُ ورثةُ الأنبياءِ، وإن الأنبياءَ لم يورثوا دينارًا ولا درهما، وإِنما ورثوا العلم».
وأشار دار الإفتاء إلى أن الإسلام قد حذر من الإفتاء بغير علم، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين علامات فساد الزمان أن يكثر عدد الذين يفتون بغير علم؛ ففي "الصحيحين" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وتابع أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من أفتي بغيرِ علم كان إِثمه على من أفتاهُ». أي: من أفتاه شخصٌ بغير علمٍ فعمل بالفتوى كما سمع وكان فيها ذنبٌ فهو على مَن أفتاه.
ومن جانبه أوضح دار الإفتاء أنه يمكن إعادة جسور الثقة والتغلب على هذه المشكلة عن طريق بيان الأحكام الشرعية وأصول الإسلام الصحيح للمسلمين وغيرهم بالصورة الصحيحة، بعيدًا عن التشدُّد والتعصُّب والغلوِّ في الدين، عن طريق العلماء لمتخصصين في المراكز الإسلامية المتخصصة؛ كالأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وجامعة الأزهر ونحو ذلك.