كيف نافست مصر في السوق العالمية للمحاصيل؟.. خبير يجيب
قال الدكتور يحيى متولي أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن الدولة المصرية تزيد صادراتها بشكل أساسي عن طريق زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية القابلة للتصدير، فعندما يزيد الإنتاج عن الاستهلاك فإننا نصدر الفائض، فنحن في مصر لا نقوم بزراعة السلع التصديرية، وتابع مثلا النباتات الطبية والعطرية تستخدمها مصر في تصنيع الأدوية، والكمية المتبقية من تلك النباتات يتم تصديرها للخارج.
وأضاف في تصريح لبوابة دار الهلال، أن من أهم صادرات مصر هي الموالح، والتي تأتي في مقدمة الصادرات المصرية، فالبرتقال المصري منافس شرس في الأسواق العالمية، حيث أنه أفضل من البرتقال الإسرائيلي والمغربي، لارتفاع جودته وجمال طعمه، ونأمل الآن بزيادة الصادرات إلى أكثر من 5 ملايين طن.
وأوضح أن للإنتاج الزراعي محددات تؤثر في حجم الإنتاج، منها المياه والجو والتربة، بالإضافة إلى المستحدثات التكنولوجية المتمثلة في التقاوي والبذور والأسمدة، وكذلك طرق الزراعة المختلفة، كل هذه تمثل محددات للإنتاج الزراعي، وللأسف مصر تعاني من التفتت الزراعي في الوادي، بسبب توزيع الحيازة الزراعية بالميراث، مما يؤدي إلى انخفاض الحيازة الزراعية للفرد الواحد.
وتابع: وصلت الحيازة الزراعية في مصر إلى ثلاثة قراريط للفرد، وكلما زادت الزيادة السكانية اشتدت الأزمة وانخفضت الحيازة الزراعية للفرد، فالحيازة الزراعية تتغير تبعا لعدد السكان ورقعة الأرض الزراعية.
ومن جانب آخر، أوضح أن الصادرات المصرية تواجه تحديًا كبيرًا، وهو المنافسة في الأسواق الخارجية، لأن مصر تعتمد على ميزة التنافسية، فالدول التي تستورد من مصر تستورد أيضا من دول منافسة، ويتحدد تواجد المنتج تبعا لجودته وسعره، وهو ما يجعل السوق في حالة حركة مستمرة، والمنتج المصري ينافس بقوة في الأسواق الخارجية.
وأكد أهمية تكثيف الجهود على الدراسة السوقية في المرحلة القادمة، والتركيز على الأسواق ذات السعة السوقية العالية (أي أسواق الدول عالية التعداد السكاني)، والاهتمام كذلك بالقنصل التجاري في البلاد المستوردة لمعرفة احتياجات السوق في هذه البلاد، وكذلك أن التصدير يواجه مشكلات أمام الأمراض التي قد تصيب الفاكهة والخضروات.
وأوضح أن زيادة الصادرات من أهم العوامل المؤثر في الاقتصاد المصري، فالميزان التجاري العام يتحدد بالصادرات والواردات المصرية بشكل عام، أما الميزان التجاري الزراعي يتحدد بالصادرات والواردات الزراعية، فلو استطعنا زيادة الصادرات عن الواردات يكون هذا الميزان موجبًا، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري، والعكس صحيح.
وأشار إلى أن الدولة تهدف إلى إبقاء الميزان التجاري في الحالة الموجبة، لأن ذلك يوفر العملة الصعبة، والتي نحتاجها في الواردات، وتوفير العملة الصعبة للواردات هي مشكلة في ذاتها، وفي فترة كورونا لم يتأثر اقتصاد مصر الزراعي، بسبب أن إنتاجنا كان يكفي استهلاكنا، وبالتالي قللنا الواردات خصوصا في الخضروات والفاكهة.
وأعلن وزير الزراعة اليوم عن وصول حجم الصادرات الزراعية المصرية إلى 5 ملايين طن من المحاصيل لأول مرة هذا العام، موضحا وجود زيادة قدرها 600 ألف طن عن العام الماضي في نفس هذه الفترة، وأن قائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة ضمت: الموالح، البطاطس، البصل، الفراولة، الرمان، البطاطا، الفاصوليا، البنجر، الجوافة، الفلفل، المانجو، الثوم، العنب والبطيخ.