«ابتسامة مجمدة و غموض محير».. علماء يكشفون سر الخوف من «البهلوانات»
تزامنًا مع اقتراب موعد احتفالات الهالوين، والذي يعرف بعيد الرعب، ويتميز بتقمص الشخصيات الخيالية الشريرة والمرعبة، وتشمل طقوس عيد الهالوين ابتكار الخدع، والتنكر في زي الهالوين والملابس الغريبة، كالشخصيات الكرتونية الشريرة كالساحرة الشريرة، وكرويلا؛ وأيضا التزيين، ونحت القرع ووضع فوانيس، وزيارة المعالم السياحية المسكونة، وقراءة القصص المخيفة ومشاهدة أفلام الرعب.
ولكن الغريب في الأمر كشف علماء النفس عن لغز الخوف المرضي لدى كثيرين من البهلوانات والمهرجين.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يعتبر الكثير من الناس أن المهرجين لديهم جانب شريراً وغامضاً، وهو ما يمنحهم شعوراً بعدم الارتياح يسمى في علم النفس باسم "الكولوفوبيا".
ويؤكد آدم كوكس، مرشد ومعلم الرهاب، أنه لا يوجد أحد يولد ومعه خوف من المهرجين، وأن هناك خوفين لا ثالث لهما يولد الإنسان بهما، وهما الخوف من الضوضاء العالية والخوف من السقوط.
ويرى "كوكس" أن خوف الإنسان من المهرجين قد ينشأ في سن مبكرة، وذلك لما تحمله ملامح المهرجين من "غموض غريب"، إذ إن وجوههم محجوبة ومخفية بالمكياج أو القناع، ما يصعب قراءة تعبيراتهم ونواياهم طبية أم خبيثة، وأضاف أن المهرجين غالبا ما يتم "تجريدهم من إنسانيتهم" بسبب مكياجهم ، أي يجعلك تفصل بين أنه إنسان وتشعر وكأنه سفاح قاتل أو شبح مرعب.
ومن جانبها اعتبرت الدكتورة فرانسيس ماراتوس، من جامعة ديربي، أن "الوجوه هي واحدة من أهم إشارات الاتصال غير اللفظية لدينا، ونحن نستخدم الوجوه لفهم وتفسير ما يفكر فيه الناس ودوافعهم".
وتابعت: "غالبا ما يبدو المهرجون كما لو أن لديهم ابتسامة مجمدة، لذا لا يمكن رؤية ما يفكرون فيه حقاً أو ما هي دوافعهم.
وأضافت ماراتوس "أحد أسباب خوف الناس من المهرجين هو أن الناس يدركون أنهم يجب أن يكونوا مثل البشر، لكنهم في الواقع لا يبدون على ما يرام، وبدلا من ذلك يبدون بشعين، وغالبا ما تكون وجوههم مشوهة".
ويقول البروفيسور، مارك غريفيث، وهو عالم نفس بجامعة نوتنغهام ترينت، إن "المهرجين يتمتعون بتفاصيل مبالغ فيها قد تكون مثيرة للقلق والخوف، مثل الوجه والشعر والقدمين، والأنوف الضخمة والأفواه المخيفة والأحذية الضخمة الطويلة، وهي تفاصيل قد تكون مخيفة لبعض الناس".
و آشار إلي وجود عامل رئيسي آخر وراء الخوف من المهرجين، وهو الطريقة التي يتم بها تصويرهم في السينما ووسائل الإعلام، بحسب آدم كوكس.
ويوضح كوكس أنه "تم تضخيم الخوف من المهرجين أكثر بعد إصدار رواية الرعب الشهيرة "It"، للكاتب الأمريكي، ستيفن كينج، التي نشرت في عام 1986، وتدور أحداثها حول وحش متنكر في صورة مهرج مختبئ في بالوعة لكي يقوم بإختطاف الأطفال ويقتلهم.
ويتفق في هذا الرأي، البروفيسور مارك جريفيث، الذي يعتبر أن هوليوود مسؤولة جزئيا عن رهاب المهرجين، بسبب سلوكهم المريب و الغامض في الأفلام، مثل "الجوكر" في أفلام "باتمان".
يعتقد آدم كوكس أن رهاب المهرجين والبهلوانات بدأ في الانتشار منذ ستينيات القرن الماضي، بداية من جرائم القاتل المتسلسل، جون واين جاسي، الذي كان يعمل بدوام جزئي كمهرج، وتم إعدامه بالحقنة المميتة في عام 1994، بسبب قتله للعديد من الأطفال، ومرورا برواية "it"، والأفلام التي يجسد بطولتها هم سفاحون مختبئون وراء أقنعة، مثل "جيسون فورهيز" و"فريدي كروغر" و"سكريم".
وينصح آدم كوكس أن الطريقة الأفضل للوقاية من رهاب الكولوفوبيا هي تجنب المهرجين، وذلك بعدم الذهاب إلى السيرك، وعدم مشاهدة فيلم مخيف، والبقاء داخل المنزل أثناء الاحتفال بعيد الهالوين.
كما يرى كوكس أنه يجب على الذي يخافون من المهرجين عليهم أن ينظروا إلى حقيقة الشخص المختبئ خلف المكياج، والذي غالبا ما يكون حزيناً وتعيساً في حياته، وذلك من أجل التعاطف معه وليس الرهبة منه