الكلاب من أوفى الحيوانات على وجه الأرض وهي الأقرب للبشر من الناحية العاطفية ولكن اتضح أنها يمكن أن تتشابه مع البشر في بعض الأشياء الأخرى فعندما كنا أطفالًا، كنا نتعلم اكتشاف الكلمات الجديدة في تدفق الحديث أولاً، قبل أن نتعلم بالفعل ما تعنيه كل كلمة على حدة وتوصلت دراسة إلى أن الكلاب قادرة على التقاط الكلمات الفردية في الجمل المنطوقة لهم باستخدام حسابات ومناطق دماغية مماثلة للأطفال الرضع وذلك حسب نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

لمعرفة أين تنتهي كل كلمة وتبدأ كلمة أخرى، يستخدم الأطفال حسابات معقدة تتعقب المقاطع التي تظهر معًا - وبالتالي تشكل الكلمات على الأرجح وباستخدام مزيج من تقنيات التصوير الدماغي، أظهر خبراء بقيادة جامعة Eötvös Loránd المجرية أن الكلاب قادرة على القيام بمآثر مماثلة.

هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها القدرة على تطبيق ما يسمى بالتعلم الإحصائي في الثدييات غير البشرية وتأتي النتائج في نفس الأسبوع الذي كشفت فيه دراسة أن الكلاب تميل رؤوسها عند الاستماع لأنها تساعدهم على سماع المعلومات ومعالجتها بسهولة أكبر.

تشرح مؤلفة الورقة وعالمة الأخلاق ماريانا بوروس من جامعة Eötvös Loránd أن "تتبع الأنماط ليس فريدًا بالنسبة للإنسان - فالعديد من الحيوانات تتعلم من مثل هذه الأمور المنتظمة في العالم المحيط ، وهذا ما يسمى التعلم الإحصائي".

ما يجعل الكلام مميزًا هو أن معالجته الفعالة تتطلب عمليات حسابية معقدة، لتعلم كلمات جديدة من الكلام المستمر، لا يكفي حساب عدد المرات التي تحدث فيها بعض المقاطع معًا وهذه هي بالضبط الطريقة التي يحل بها البشر، حتى الأطفال الرضع بعمر 8 أشهر، المهمة التي تبدو صعبة في تجزئة الكلمات - فهم يحسبون إحصائيات معقدة حول احتمالية وجود مقطع لفظي يتبع الآخر.

حتى الآن لم نكن نعرف ما إذا كان أي حيوان ثديي آخر يمكنه أيضًا استخدام مثل هذه الحسابات المعقدة لاستخراج الكلمات من الكلام. قررنا اختبار قدرات دماغ كلاب العائلة للتعلم الإحصائي من الكلام.

الكلاب هي أقدم أنواع الحيوانات المستأنسة وربما النوع الذي نتحدث إليه كثيرًا. ومع ذلك، فنحن لا نعرف سوى القليل جدًا عن العمليات العصبية الكامنة وراء قدرات تعلم كلمتهم.

في الدراسة، قاس الباحثون نشاط الدماغ الكهربائي للكلاب باستخدام مخطط كهربية الدماغ (EEG).

كشفت عمليات المسح عن الاختلافات الرئيسية في موجات دماغ الكلاب للكلمات المتكررة والنادرة.

أوضحت Lilla Magyari، مؤلفة الدراسة: لقد رأينا اختلافات في موجات دماغ الكلاب بالنسبة للكلمات المتكررة مقارنة بالكلمات النادرة.

ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أننا رأينا أيضًا اختلافات في موجات الدماغ للمقاطع التي كانت تحدث دائمًا معًا مقارنة بالمقاطع التي تحدث في بعض الأحيان فقط، حتى لو كانت الترددات الإجمالية هي نفسها.

لذلك اتضح أن الكلاب لا تتبع فقط الإحصائيات البسيطة (عدد المرات التي تحدث فيها الكلمة) ولكن أيضًا الإحصائيات المعقدة (احتمال ظهور مقاطع كلمة معًا).

هذا لم يسبق له مثيل في الثدييات الأخرى غير البشرية من قبل، إنه بالضبط نوع الإحصائيات المعقدة التي يستخدمها الأطفال لاستخراج الكلمات من الكلام المستمر.