أسباب نزول سورة الفرقان .. وسبب تسميتها
سورة الفرقان من السور المكيّة، وجاء عن ابن عباس وابن الزُّبير أنها نزلت في مكة، وتبلُغ آياتها سبعٌ وسبعون آية، وهي السورة الخامسة والعُشرون حسب ترتيب المُصحف، وهي السورة السادسة في المجموعة الثالثة من قسم المئين، وجاء عن ابن عباس وقتادة أنها مكية إلا ثلاثُ آياتٍ منها فقد نزلت في المدينة، وقال الضحاك: إنها مدنيّة إلا أولها فهي مكيّة.
تسمية سورة الفرقان
سُمّيت سورة الفُرقان بهذا الاسم؛ لِوقوع لفظ الفُرقان فيها ثلاث مرات، فقد وردت في أولها، وأوسطها، وآخرها، وأطلق المؤدبون من أهل تُونس عليها اسم تبارك الفُرقان، ويُطلق العُلماء لفظ الفُرقان على القُرآن؛ أي أن كلامه فارقٌ بين الحق والباطل، والفُرقان مصدرٌ يُطلقُ على القُرآن فصار علماً عليه، لِقولهِ -تعالى-: (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً).
وجاء في سبب تسميتها بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر في بدايتها الكتاب المجيد الذي أنزله على رسوله، فكان نعمة البشر الكُبرى، كما أن الله -تعالى- فرّق به بين الحق والباطل والكُفر والإيمان، فاستحق أن يُطلق عليه فُرقاناً؛ ليكون تخليداً له ولذكره، ويُثبت ذلك أن السورة تدور حول إثبات صدقه، وبيان عاقبة المُكذبين به.
نزول سورة الفرقان
تُعدُ سورة الفُرقان من السور المكيّة، وكان نُزولها بعد سورة يس، في السنة العاشرة من بعثة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فهي من السور التي نزلت بين الهجرة إلى الحبشة وبين رحلة الإسراء والمعراج؛ وتميزت هذه الفترة بقسوة المُشركين على الإسلام والمُسلمين، فكانت من باب الإيناس للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، والتطمين له.
وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ السبب في نُزول آية: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ)، أنها نزلت عندما قام المُشركون بتعيير النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بالفقر، فحزن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فنزل عليه جبريل -عليه السلام- وقال: "السلام عليك يا رسول الله، ربُّ العزَّة يُقرئك السلام، وقرأ عليه الآية، فسمعا صوتاً، فقال جبريل -عليه السلام-: يا محمد، فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم، وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة، فبشره أنه رضوان يُبشره بالرضا من الله، وقال للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: يا محمد، ربُّ العزَّة يقرئك السلام، ومعه سقط من نور يتلألأ، ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة