قال أسامة زرعي الباحث الاقتصادي والمحلل الفني، إن الفيدرالى هو الضاغط الأول والأخير علي سعر الذهب في العالم لأن كل أونصه تساوى ما في قيمتها للدولار الأمريكى، فإن ارتفع الذهب فسوف يؤثر بكل تأكيد علي قيمه الدولار الأمريكى وهو ما يفرضه الفيدرالى الامريكى، لافتا أن هناك دراسات عديدة من البنوك تؤكد بأن الذهب مقيم بأقل من قيمته، ولكن نحن نرى بأنه وإن حتى كان مقيما بأقل من قيمته فإن الأسواق لها تسعيرات أخرى، لافتا أنه في حالة بدء الفيدرالى في التقليص فسوف يهبط سوق الأسهم لسحب السيولة منه، موضحا بأن في أغلب الأوقات عندما يهبط سوق الأسهم مع تحركات الفيدرالى يحدث هبوط ف الذهب وذلك لتلبيه نداء المارجن الذي سوف يحدث في سوق الأسهم، لذلك نتوقع أن يهبط الذهب مع بداية التقليص ويهبط أكثر مع بداية رفع سعر الفائده، ولكن سوف يعود الذهب مره اخرى ليتخطي قمة 2020.
وأوضح "زرعي" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" خلال الأسبوع المنقضي أعلن مجلس الذهب العالمي عن تراجعات في سوق الذهب بقيمه 7% أي إلى 831 طن، حيث حدث خلل ف قطاع الاستثمار في إجمالى الطلب لينخفض إلى 235 طنًا، بانخفاض أكثر من 50٪ عن الربع الثالث من عام 2020 وكان هذا الانخفاض مدفوعًا بفرار 27 طناً من الذهب من سوق الصناديق المتداولة في البورصة، ولكن زاد الطلب علي السبائك المادية فقد وصل الطلب على سبائك الذهب والعملات المعدنية 261.70 طن بزيادة 18٪ عن العام الماضي.
وأشار إلي أنه كانت تلك الزياده بسبب الخروج المستمر من قيود COVID في العديد من البلدان واستمرار المخاوف بشأن ارتفاع التضخم وتراجع الأسعار في أغسطس مما شجع العديد على امتلاك الذهب، لكن كان هناك جزئيه فى التقرير تم ملاحظتها وهي مدى الطلب علي الذهب ف قطاع التكنولوجيا والطلب الصناعي تحديدا، فقد أشار التقرير إلى نمو قوي في قطاع التكنولوجيا حيث ارتفع الطلب الصناعي على الذهب بنسبة 9٪ في الربع الثالث إلى 83.3 طن.
وأضاف المحلل الفني أنه في إطار خروج أجزاء كبيرة من العالم من وباء COVID-19 ، أدى إلي تحسن ثقة المستهلك في خلق طلب قوي على سلع باهظة الثمن مثل المركبات والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية المتطورة ولكن تم التحذير من ذلك القطاع بسبب أنه سوف يعود العمال إلى المكاتب وينخفض الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمعدات وأشار المحللون إلى أن النقص المتزايد في الرقائق يمكن أن يؤثر أيضًا على طلب قطاع التكنولوجيا على الذهب لذلك نتوقع ان نشاهد بعض الاتجاهات الهابطه ف الذهب.
كما أعلن الفيدرالى الأمريكى عن تباطئ في الاقتصاد ف الربع الثالث من العام الجاري، حيث أفاد مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي أن الاقتصاد الأمريكي تباطئ بشكل حاد في الربع الثالث حيث أظهر التقدير المسبق أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث ارتفع بنسبة 2٪ مقابل توقعات السوق بزيادة 2.7٪. في الربع الثاني ، جاء الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة عند 6.7٪، كما أنه تباطئ الاستهلاك الشخصي الحقيقي في الربع الثالث، حيث ارتفع بنسبة 1.6٪ فقط بعد قراءة قوية بلغت 12٪ في الربع الثاني. ساهم متغير دلتا ، وقضايا سلسلة التوريد ، والزيادات في الأسعار في الانخفاض،خلال الاسبوع المنقضي.
أما علي صعيد تحركات الذهب الأسبوع القادم، فقد توقع "زرعي" أن تتحرك الأوقية في الاتجاه الصاعد إلى مستويات 1790 دولار لكل أوقيه، ومن ثم تعاود الهبوط مرة أخرى إلى مستويات 1780 دولار ومن ثم 1770 دولار، وعلي صعيد السعر المحلي فتشير رؤيتنا إلى أنه من المتوقع أن يصل جرام 21 مع بداية تداولات الأسبوع إلى مستويات 788 جنيها، ومن ثم الهبوط مره أخرى الى مستويات 780 جنيه، وقد تصل الأسعار إلى 775 جنيه.