تتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية باهتمام كبير، وتدرس تطوراتها على مصر أولاً ثم على المنطقة وعلى مختلف دول العالم، ولأن مصر من الدول النامية المتضررة من التغيرات المناخية، فإن سياستها فى هذا الملف تتجه لرفض أي التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة آثار هذه الظاهرة كما تؤكد على مبادئ إعلان ريودى جانيرو وخطة عمل بالي.

وأكد دبلوماسيون أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة المناخ تكتسب أهمية كبرى، انطلاقا من كون الرئيس صوت أفريقيا في القمة، لعرض القضايا الهامة وتأثيرات التغيرات المناخية على الدول.

وقد توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم إلى بريطانيا للمشاركة في الدورة الـ 26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ والتي ستعقد على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر بمدينة جلاسجو، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس السيسي بقمة المناخ تأتي تلبيةً لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة، وذلك في ضوء الدور المهم الذي تقوم به مصر على المستويين الإقليمي والدولي في إطار مفاوضات تغير المناخ.

​موقف مصر في قمة المناخ

وفي هذا الصدد، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العالم كله أصبح يهتم الآن بالمناخ والبيئة حيث صار العالم كله يشتكي ويشعر بمشكلة تغير المناخ، الذي صار مدي تأثيرها واضح على جميع البلدان، لذلك أصبح ملف المناخ محط اهتمام العالم بأكمله.

وأوضح بيومي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، ومصر بصفتها دولة رائدة في العالم وفي الشرق الأوسط وإفريقيا، سيكون موقفها في القمة مؤثرا وفعالا في كثير من الدول، كما أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة لها معنيين وهما، الاهتمام بالمناخ، ثم تقدير العالم لموقف مصر المؤثر في كثير من البلدان.

وأضاف "نعود ونركز على أن مشكلة البيئة من أساسها والسبب فيها هم الدول الكبرى، وأن أكثر دول ملوثة للبيئة هي الولايات المتحدة والصين بحكم أنهما أكبر دولتين صناعيتين، كما أنهما لا تحرصان على البيئة لأن الأمر مكلف، لذلك يجب التشديد على مراعاة الدول الصناعية وبعض بلدان غرب أوروبا للاشتراطات البيئية.

وأشار إلى أن وضع المناخ في العالم أصبح صعبا، وأيضا هناك أمر من سيتحمل التكلفة هل هم الدول المستهلكة أم الدول المصنعة صاحبة التلوث الأكبر، كل هذه نقاط يتم دراستها، ودور مصر مهم فيها للتعبير عن صوت دول إفريقيا والعالم العربي بشكل عام. 

واستطرد قائلا: " يجب أن تتكاتف الدول في هذا الملف لأن هناك ضغوطا كبيرة من مجال الصناعة في هذا الشأن، وأيضا هناك مشاكل التجارب النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية والبرنامج النووي الإيراني. 

وأكد أن أهمية القمة تكمن في مواصلة الحوار لمحاولة الوصول إلى موقف مشترك بين دول العالم إيذاء هذا الأمر.

أهمية قمة المناخ

 ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن قمة تغير المناخ قمة مهمة في ظل أوضاع المناخ التي يمر بها العالم، خاصة وأن مصر في الفترة الأخيرة كان لها مساهمات إيجابية في الموضوعات الخاصة بتغير المناخ والتركيز على خطورة ما يجري، وضرورة وجود إجراءات دولية لحد من ظاهرة تغير المناخ.

وأوضح عرابي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تسعي لاستضافة مؤتمر المناخ الدولي لعام2022، وبالتالي مشاركة مصر في القمة مهمة خاصة وأن هناك حرص بريطاني على أن تمثل مصر في القمة، حيث أصبح ملف تغير المناخ هو الحدث الأبرز والاهم في العالم وعلى دول العالم حشد جهودها لحل أزمة المناخ.

وأضاف أنه من المؤكد أن الرئيس سيقوم بعقد لقاءات ثنائية كما هو معتاد منه في مثل هذه المناسبات، لتعود بالفائدة على الدولة المصرية وسياستها كما أنها فرصة مناسبة لتبادل الآراء ومناقشة القضايا المطروحة على الساحة وتخص الدول المشاركة في القمة.

وأشار إلى أن العالم بأكمله الآن أصبح يولي ملف تغير المناخ أهمية كبري لأن تأثيره يصل لجميع الدول وليس دولة بعينها، وبالتالي يجب أن يكون هناك إسهاما فعالا في هذا الشأن وبالفعل العالم الآن يتحرك نحو إجراءات متعددة للحد من الأمر.