سلطت صحيفة "الخليج" الاماراتية فى افتتاحيتها اليوم الضوء على قمة دول العشرين التي بدأت أعمالها في روما يوم السبت الماضي وتناولت جائحة كورونا والأضرار الاقتصادية والاجتماعية الهائلة الناجمة عنها وضرورة مساعدة الدول الفقيرة التي تواجه صعوبات في الحصول على اللقاحات.
وتحت عنوان " المهم.. الوفاء بالتعهدات " .. قالت صحيفة " الخليج " في قمة دول العشرين التي بدأت أعمالها في روما يوم السبت الماضي وحضرها العديد من قادة الدول مباشرة، في حين شارك فيها عن بُعد بعض القادة الآخرين من بينهم عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج، احتلت جائحة كورونا التي تضرب العالم منذ عامين وأدت إلى وفاة زهاء 1.3 مليون إنسان وإصابة ملايين آخرين، إضافة إلى أضرار إقتصادية واجتماعية هائلة، أهمية خاصة باعتبار أن هذا الوباء وضع العالم أمام اختبار حقيقي لتأكيد قدرته على المواجهة الشاملة والخروج منه بأقل الأضرار.
تابعت من الجيد أن يشدد القادة على ضمان تطعيم 70 في المائة من سكان العالم باللقاحات المضادة للفيروس بحلول منتصف العام المقبل، وأن يدعو بعض القادة إلى مساعدة الدول الفقيرة التي تواجه صعوبات في الحصول على اللقاحات، وأن يعترف غيرهم بالمنافسة غير النزيهة بين الدول والشركات، ما حرم الكثير من دول العالم من الحصول على اللقاحات اللازمة، وخصوصاً الدول الفقيرة.
وأضافت كلام جميل، ومواقف إيجابية ترددت في قاعة المؤتمر تنم عن وعي حقيقي بالأزمة، وإدراك لأهمية التعافي الصحي والإقتصادي. لكن المشكلة التي يعاني منها المجتمع الدولي وسط هذه الأزمة وغيرها، أن المواقف المعلنة للدول الكبرى التي يعّول عليها لقيادة عملية الإنقاذ لا يتم ترجمتها إلى واقع، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها.
وذكرت أنها ليست المرة الأولى التي تصدر عن قمة العشرين، مواقف وقرارات إيجابية توحي بأن الأمور باتت تحت السيطرة، وأن الوعي بأهمية العمل الجماعي بات حقيقة واقعة. ففي قمة العشرين التي استضافتها الرياض في نوفمبر الماضي، تم اتخاذ سلسلة قرارات من بينها التعهد بضمان توزيع عادل للأدوية والفحوص واللقاحات المتعلقة بكورونا، بتكلفة معقولة وسعر مناسب للجميع، والعمل «على حماية الأرواح وتقديم الدعم مع التركيز بشكل خاص على أكثر الفئات ضعفاً، وإعادة الاقتصاد إلى مساره من أجل استعادة النمو الاقتصادي وحماية الوظائف»، أي الربط الوثيق بين التغلب على الجائحة والتعافي الاقتصادي، وهذا صحيح، لكن لا يمكن الوصول إلى هذا الهدف من دون استكمال عملية التحصين ضد الوباء كي يكون شاملاً وليس حكراً على الأغنياء فقط، وترك فقراء العالم في الجنوب ينوؤون تحت ثقل الوباء، جراء الأنانية والاحتكار وسوء التوزيع، رغم أن الجميع يدرك أننا نعيش في «قرية عالمية» واحدة وفي مواجهة جائحة عابرة للحدود والألوان والمعتقدات والثقافات والإمكانات المادية.
ولفتت إلى أن قليل من مقررات قمة العشرين السابقة تم تنفيذه، وخصوصاً ما يتعلق بالدعم المالي اللازم للمنظمات الدولية ذات الصلة، أو تخفيض الديون عن الدول الفقيرة لمساعدتها في تجاوز آثار الجائحة، وهي ديون تصل إلى 72 مليار دولار.
وقالت "الخليج" في الختام : " على الدول الغنية، إذا أرادت الوفاء بوعودها وتعهداتها، إيجاد آليات للتنفيذ".