رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التنمية الحضرية أبرز الأولويات.. خبراء يوضحون نجاح «حياة كريمة» في تقليل الفجوة بين المدن والقرى

1-11-2021 | 14:29


حياة كريمة

أماني الشيخ

كان ملف التغيرات المناخية مطروحًا على أجندة اليوم العالمي للمدن، أمس، حيث ناقش المؤتمر الذي عقد في الأقصر، قضية تكيف وتعزيز قدرات المدن لمقاومة التغيرات المناخية، كما ناقش أهم البرامج التي تتبعها مصر لمواجهة التغيرات المناخية، والتحدث عن رؤية مصر 2030 والهدف من الاستدامة البيئية، وعن أهم المحطات التي واجهت الدولة أثناء محاولاتها في تقليل الفجوة بين القرى والمدن.

ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد، كان مشروع حياة كريمة الذي أسهم في تقليل الفجوة بين المدن والقرى، موضحين أن المبادرة هي أعظم مبادرة في تاريخ مصر يكاد يكون من حكم محمد على إلى الآن.

مواجهة تغيرات المناخ

قال الدكتور مجدي علام الخبير البيئي عن احتفالية اليوم العالمي للمدن، أمس في الأقصر، تسهم في لفت النظر إلى ان المدن تحتاج لإعادة النظر في كونها نموذج للمستوطنات، لان المدن تعتبر هى الملجأ الذي لجأ له المواطنين بدلا من قرى الريف والصعيد، وبالتالي عندنا ظاهرة القرى الريفية وظاهرة المدن، فأصبحت مدينه مثل القاهرة تحتوي على ما يتجاوز ١٨ مليون نسمة، فأصبحت القاهرة والإسكندرية والمنصورة وبعض المدن الأخرى هى مدن مليونية، أي تتعدى المليون نسمة، فالاحتفال بالمدن يعتبر ندائه الرئيسي هو المطالبة بالاتساع العمراني .

وأشار الخبير البيئي من خلال تصريحه لبوابة :دار الهلال" إلى أن الاحتفال يعتبر عن الحياه الكريمة المطروحة للمواطن المصري، والتي تحتوي على مساحات خضراء وهادئة وبلا تلوث أي تحتوي على٢٥٪ مباني والباقي مساحات خضراء وخدمات بيئية صحية، وهو احتفال بعودة المدن لرونقها ولشكلها الجمالي ولإعادة الهواء فيها ولمساحتها الخضراء وحدائقها .

وتابع الدكتور مجدي علام أن المقصود بالاستدامة البيئية وهى الحفاظ على النظم البيئية الثلاثة وهى المياه والتربة والهواء، اي انه ليس سببا ان تبني وسائل ترفيهيه ان تقضي على وسائل أساسية هامة، فالمطلوب هو وجود مناطق خضراء المتطلب وجودها بمساحات واسعه ومناسبه للكثافات السكانية الموجودة فيها، وهو عودة الإنسان مره أخرى إلى ما يسمى بالمدينة الطبيعية.

أما عن البرامج التي وضعتها مصر للحفاظ على التغيرات المناخية، قال الخبير البيئي أن لها جانبان والبرنامج الأول هو تخفيف غازات الاحتباس الحراري والبرنامج الثاني هو التكيف، وهاذان البرنامجين بجانب الاعتماد على الموارد البشرية والموارد الطبيعية .

وأكمل الدكتور مجدي علام عن أهم مكاسب مبادرة حياة كريمة وتفعيلها للتصدي للفجوة التي كانت بين القرى والمدن ان هذه المبادرة قامت بتقديم الكثير من الخدمات للمواطنين من رعاية صحية لتطوير الطرق وجميع الاحتياجات الخاصة لأهالى قرى الصعيد والريف، قد وفرت لهم من قبل مبادرة حياه كريمة حيث أصبحت تتضاءل الفجوة بين المدن والقرى، وأصبحت المساواة قائمه بين القرى المصرية والمدن الكبيرة .

 

تقليل الفجوة بين القرى والمدن

ومن جانبه، قال الدكتور سيف الدين فرج، خبير الاقتصاد العمراني عن اليوم العالمي للمدن، أن اختيار محافظة الأقصر  كعاصمة هذه المدن لهذه الاحتفالية هو إثبات لنجاح القادة السياسية من ٢٠١٤ إلى الآن، فالدولة المصرية الآن لديها اعلى الوسائل التقنية الحديثة في العاصمة الإدارية الجديدة، والكثير من المدن التي تمثل نتائج تثبت نجاح القادة السياسية ونجاح الشعب المصري كله.

وأوضح في تصريحه لـ"بوابة دار الهلال" أن من أهم الملفات المطروحة هو كيف يمكن مواجهة التغييرات المناخية، والانبعاث الحراري وجميع المشكلات التي تؤثر بالسلب على المناخ في العالم كله، ولأن العمارة المصرية والتخطيط العمراني أصبح في مواجهة مباشرة لهاذا التحدي، فالمواطن يحتاج للمناطق الخضراء كبيئة لتتنفس، واستخدام مواد البيئة وعدم الاعتماد على الطاقة الكهربية كمصدر أساسي ولكن الاعتماد على الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية والعناصر الصديقة للبيئة.

وأشار خبير الاقتصاد العمراني إلى أن الاستدامة البيئية هى العنصر المهم للرئة وتتمثل في المناطق الخضراء المتطلب وجودها بمساحات واسعة ومناسبة للكثافات السكانية الموجودة، كما أن هناك علاقه بين التوسعات البنائية من مراكز الشباب والنوادي، وأن كلما زادت هذه التوسعات كلما قل اعتماد المواطنين على الأدوية ومراكز العلاج، موضحا أنه كلما صنعت بيئة عمرانية سليمة كلما حافظت على صحة المواطنين.

أما عن برامج مصر لمواجهة المناخ، قال فرج إن اعتماد هذه البرامج سيكون على المدن الذكية، والتكنولوجيا، والاعتماد على الموارد البشرية، والموارد الطبيعية وتعظيم دور المواطن المصري للتأكيد على الانتماء لتلك البيئة للحفاظ على الأراضي الزراعية، والاقتناع التام بأنها ثروه اقتصادية.

وأوضح خبير الاقتصاد العمراني أن مبادرة حياة كريمة قد نجحت في تقليل الفجوة بين القرى والمدن، حيث قال إن المبادرة هي أعظم مبادرة في تاريخ مصر يكاد يكون من حكم محمد على إلى الآن، فهذا المشروع هو مشروع ضخم جدا، وبالفعل مرصود له أكبر ميزانية في تاريخ مصر، ويعتبر أول ما جنت مصر من مشروع حياه كريمة هو تقليل ظهور الهجرة العكسية من المدن إلى الصعيد والريف مره أخرى.

وأكد أنه خلال السنوات الماضية، كان هناك اهتمام كبير بالمدن وإهمال تام بالصعيد والريف المصري، ولم يكن هناك فرص عمل ولا بنية أساسية، فكان من الطبيعي الهجرة من الريف والصعيد إلى المدن والمناطق العشوائية التي كان سببها الأول هو عدم الموائمة بين الصعيد والريف المصري بالمدن الجديدة مثلما فعلت مبادرة حياة كريمة.