رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أزهريون عن جريمة الإسماعيلية: قلة الدين والوعي السبب.. وتجديد الخطاب ضرورة

2-11-2021 | 20:21


جريمة الإسماعيلية

أماني محمد

وصف علماء بالأزهر الشريف جريمة ذبح مواطن بالإسماعيلية والتي تشغل الرأي العام المصري منذ أمس، البشعة والمؤسفة وأرجعوا حدوثها إلى قلة الدين والوعي، مؤكدين أنها نتاج ثقافة فرضتها بعض الأعمال الفنية المحرضة على العنف، وشددوا على أهمية الخطاب الديني والإعلامي والثقافي والتربوي لتلافي تكرار حوادث مماثلة.

وشهدت محافظة الإسماعيلية، حادثا مأساويا، عندما أقدم شخص على ذبح آخر وسط أحد الشوارع الرئيسة والسير برأسه وسط ذهول الأهالي، وألقت أجهزة الأمن القبض على القاتل وأمرت بحبسه 3 أيام على ذمة التحقيقات، فيما كشفت التحريات أنه سبق احتجاز المتهم بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان وأن المتهم كان تحت تأثير مخدر الشابو وقت الحادثة.

قلة الدين والوعي

ومن جانبه، قال الشيخ أحمد ترك، من علماء الأزهر الشريف، إن جريمة الإسماعيلية حادثة بشعة لا بد من دراسة أسبابها ودوافعها لمنع تكرارها مرة أخرى، مطالبا بضرورة زيادة الوعي لمنع هذه مثل هذه الجرائم في المستقبل.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الجرائم موجودة في العالم أجمع، ولا يمكن منعها منعا باتا لكن في الوقت يجب دراسة أسباب العنف الشديد والدوافع التي قد تؤدي لهذه الأفعال والتوعية والتربية السليمة للأجيال، مضيفا أن جريمة الإسماعيلية بها قتل وتشفي من المجني عليه وهو أمر محرم شرعا.

وأكد أنه يقع على عاتق رجال الدين دور التوعية، لأن مثل هذه الجرائم ترجع إلى سببين قلة دين وقلة وعي، مضيفا أنه يجب دراسة مثل هذه الوقائع لتحديد أسبابها مع التعامل معها من خلال خطاب ديني وإعلامي وتربوي مؤثرة لبعث الضمير مرة أخرى في المواطنين وألا يصل التغيب إلى هذه الدرجة.

وأشار إلى أن الانتقام والرغبة في التشفي من الآخر يمكن علاجها إذا عرفنا بنية أحد الأشخاص الإقدام على ذلك من خلال حوار عقلاني وتوعوي معه، مطالبا بضرورة ترك الأمر والدوافع وراء الجريمة لجهات التحقيق وعدم ترديد شائعات أو البحث في الأسباب لأن هذه مسئولية جهات البحث والتحري بالأجهزة الأمنية والقضائية.

 

ثقافة العنف

ومن جانبه، قال الدكتور فؤاد عبد المنعم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن جريمة الإسماعيلية من الأمور المؤسفة التي تؤلم الجميع ألما كبيرا، وهي حصاد لما نراه من ثقافة سادت مجتمعنا خلال الفترة الماضية وهي ثقافة العنف وعدم معرفة أخلاقيات وقيم المجتمع ونتاج لبعض الأفلام والمسلسلات التي خرجت على شبابنا بدون استئذان، ويحمل أبطالها السواطير والسكاكين.

وأوضح عبد المنعم، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الثقافة أنتجت ما نراه الآن من حوادث عنف، ويجب عودة المجتمع لقيمه وأخلاقه وتربية النشء تربية مناسبة للمجتمع المصري تخلق فيه القيم والترابط الاجتماعي وبيان الحلال والحرامي، ونشر ثقافة الآية "وقولوا للناس حسنا".

وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم بمصر خير فقال "استوصوا بمصر خيرا"، مطالبا بضرورة إيقاف أعمال العنف والبلطجة ونشر مثل تلك الثقافة الدخيلة على المجتمع، فالإسلام والمسيحية يدعوان إلى الترابط وحسن المعاشرة، وينصان على أن قتل النفس ليس أمرا هينا فهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تناولت ذلك.

وطالب بضرورة تغيير الخطاب الفني والثقافي والإعلامي والديني لزيادة الوعي والتوعية بخطورة مثل هذه الأفعال واحترام القانون والعودة إلى القواعد الشرعية والأسس الدينية التي حرمت قتل النفس وإزهاق الروح.