اعرف الصح.. الإفتاء تجيب على حكم عمارة المساجد وتزينها
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر الصفحة الرسمية (فيس بوك) إستكمالا لحملة أعرف الصح، حول حكم إعمار المساجد وترميمها وتزيينها، وتجيب الإفتاء كالاتي:
أجابت دار الإفتاء رداً على هذا السؤال، أن ترميم الماسجد وإعمارها، من الأمور المشروعة التى أمر بها الإسلام، والاشتغال بذلك يدل على الإيمان وذلك لقول الله تعالى:»إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ« التوبة 18، وأن تزين المساجد أمرً مستحب، وهوا من تعظيم شعائر الله، وفيه تحقيق لقول الله تعال : »أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ« والمعنى أن تكون مرفوعة ومعظمة على غيرها، وعلى هذا الأمر جرى عمل المسملين منذ القرون الأولى، فقاموا بالتفنين في عمارة المساجد وتزينها، وأصبح التزيين علامة على التعظيم والتقديس.
وذكرت الإفتاء،أن كثير من الفقهاء نصو على جواز زخرفة المساجد ونقشها، وذلك من تعظيمها وإعلاء شأنها، وهذا الأمر إمتثالا لى أوامر الشريعة الإسلامية، برفعها وعمارتها وتشييدها، وجاء ذلك في قوله تعالى: »فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ« وقوله تعالى: »إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ« ويتضمن أيضا كتابة الأيات القرانية على جدار المساجد، ولا يخفي أن الإستدلال بهذه النصوص يقتضي استحباب ذلك والحث عليه شرعًا.
والدليل على أن تزين المساجد وإعمارها، أنه قد روى أن أول من بنى مسجد بيت المقدس داود عليه السلام، ثم أتمه سليمان عليه السلام بعده، فكان يضيء مِن ميل، وكن الغزَّالات يبصرن ضوءه بالليالي من مسافة ميل، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أول من زين المسجد الحرام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه زين مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزاد فيه، وكذلك عثمان رضي الله عنه بعده بنى المسجد بماله وزاد فيه وبالغ في تزيينه، فدل ذلك أن لا بأس بهذا الأمر، وأن تأويل ما روي بخلاف هذا ما أشار إليه في أخر الحديث «وقلوبهم خاوية من الإيمان» اى: يزينون المساجد ولا يداومون على إقامة الصلاة فيها بالجماعة، والمراد: التزين بما ليس بطيب من الأموال، أو على قصد الرياء والسمعة.
وأشارت أن الأعراف قد تغيرت، قد تنافس الناس في تزويق بيوتهم وتفننوا في زخرفتها ونقشها، فاقتضي ذلك مع قوله تعالى: «أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ» النور 36، والمعنى أنه يجوز ويستحب تزويقها، لتكون مرفوعة كما أذن الله تعالى، ومعظمةً على البيوت المزوقة، وإلا كانت دونها وغير مرفوعها عليها، ولا يليق أن تكون المساجد أقل شأنا من المنازل.
وأختتم الإفتاء أن إعمار المساجد وتشييدها وتزيينها من الأمور المشروعة في الإسلام، وهو أمرٌ جرى عليه عمل المسلمين منذ القرون الأولى، وتفننوا فيه، وعَدُّوه تعظيمًا لشعائر الله تعالى، وامتثالًا للأوامر الإلهية بعمارة المساجد ورفعها وتشييدها، وذلك يتأكد في العصر الحاضر الذي صار النقش والتزيين فيه رمزًا للتقديس والتعظيم، وشيد الناس فيه بيوتهم ومنتدياتهم بكل غالٍ ونفيس.