قمع التكنولوجيا.. تعرّف إلى سبب خروج «ياهو» من السوق الصينية
شركة ياهو تعتبر من أهم مواقع التكنولوجيا الأمريكية التي تم الإنتهاء من وجودها تماما في الصين جراء القوانين الصعبة التي قامت بفرضها بكين.
وصرحت الشركة بشأن قرارها الذي يرجع إلى "بيئة العمل والقوانين التي تزداد صعوبة في الدولة"، وأن مستخدمي الإنترنت في موقع شركة ياهو في الصين حاليا، ستظهر لهم رسالة ترحيب تخبرهم إن مواقع الشركة غير متاحة بعد الآن.
وأكدت الشركة إن منتجات ياهو وخدماتها لن تتأثر في أي مكان حول العالم، وللتاكيد على ذلك ذكر بيان للشركة أن "ياهو ملتزمة بحقوق مستخدميها وبإنترنت حر ومفتوح، ونشكر عملاءنا على دعمهم".
وتأتي خطوة ياهو بعد اتخاذ شركة مايكروسوفت الشهر الماضي قرار بنقل موقع لينكدإن وهي الشبكة الاجتماعية الخاصة بالأعمال من الصين، وذلك من خلال الملائمة على "بيئة عمل أكثر تحديا بشكل ملحوظ وشروط امتثال كبيرة".
وتقوم الصين حاليًا بإقامة حملة قمع واسعة لشركات التكنولوجيا الكبرى سواء الأمريكية أو الشركات المحلية العملاقة، وأقرت بكين في السنوات الماضية، مجموعة من القوانين جعلت السوق التكنولو ية صعبة، وذلك كما أكدت ياهو وشركات أخرى.
ويعد قانون حماية البيانات الشخصية، والذي دخل حيز التنفيذ بداية من الشهر الجاري، واحداً من تلك القوانين، وصمم هذا القانون لكي يصبح قانون حماية البيانات الصيني، لأنه يقدم عددا من اللوائح بشأن جمع البيانات وتخزينها، مع التهديد بإمكانية فرض غرامات ضخمة تصل إلى خمسة في المئة من أرباح الشركة السنوي.
وعلى الكيانات الأجنبية التي تتعامل مع بيانات المستخدمين من خلال ملفات تعريف الارتباط والخدمات يجب أن يكون لها حضور، أو تعين ممثلا لها في الأراضي الصينية يكون مسؤولا عن تنفيذ القانون.
وهذا ما تعرضت له بعض شركات التكنولوجيا الغربية حيث تعرضت لبعض الانتقادات لعلاقاتها بالصين أو لتخزين بيانات المستخدمين هناك، وحتى الشركات الصينية تعاني من حملة القمع الواسعة وهي جزء من خطة خمسية للدولة لتنظيم الاقتصاد.
وتعرض تعدين البيتكوين للدمار بسبب الحظر الشامل على تداول العملات المشفرة، في حين تم فرض غرامة قياسية على موقع "علي بابا" قدرها 2.8 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام.
وتمتد الحملة لتشمل الألعاب أيضًا - التي شبهها المسؤولون بالعقاقير الرقمية مع إدخال قواعد تحد بشدة من استخدام الأطفال للألعاب عبر الإنترنت.
وبعدما كان ياهو منافسا لجوجل كمحرك بحث في بدايات ظهور الانترنت، شهدت شركة ياهو تناقصا كبيرا في ثرواتها خلال العقدين الماضيين.
أصبحت ياهو اليوم لا توفر بيانات أو أي خدمات من خلال البوابة الإلكترونية، وتعتبر صفحة استقبال تقدم مجموعة من الأخبار، بالإضافة لخدمتي البريد الإلكتروني والبحث، لكن شركات مثل جوجل فيسبوك وتويتر، طغوا عليه.
كما أن شركة ياهو تمتلك عددًا من العلامات التجارية الإعلامية، مثل مواقع أخبار التكنولوجيا إنغيدجيت وتيككرانش والتي لم تعد متاحة أيضًا في الصين.
وقد تعاقب عدة ملاك عليها، نتيجة عمليات البيع المتكررة، و.كان آخرها في مايو عندما باعت شركة فيريزون كلا من ياهو و AOL إلى شركة أسهم خاصة مقابل 5 مليارات دولار.