يصدر خلال الأيام القادمة عن دار الأدباء، الديوان الجديد للشاعر السمّاح عبد الله ( طرف من أخبار الحاكي)، ويضم الديوان خمسا وعشرين قصيدة كتبت على فترات متباعدة طوال العقد الأول من الألفية الجديدة.

ويقول الشاعر في تقديمه للديوان:

كنت في صغري أهيءُ نفسي لأن أكون قصَّاصًا يكتب الصغير من القصص، أو روائيا يحكي الملاحمَ الكبارَ والسيرَ الطِّوالَ، وقد كتبت بالفعل عددا من القصص، نشرتُ بعضها هنا وهناك، لكنَ الشعرَ شدَّني من يديّ الاثنتين فسرت وراءه مغمضَ العينين مسلوبَ القوى، وكأنني أسيرُ إلى قدري. لكن السردَ ظل يزاحم الشعر في حنجرتي، وظل يلوح في الكثير من التفاعيل وكأنه التميمة السحرية التي تمنح النص فضاءه الوسيع، والمتتبع لدواويني السابقة سيجد في الكثير من قصائدها حكيا ممتلئا بالشخوص والأماكن والعلاقات المشتبكة، حتى أن ديوانا كاملا سابقا لي جاء كله شعرا سرديا هو ديوان "أحوال الحاكي"، ولا أظن إلا أن السرد سيظلُّ معي مرافقا خطاي الشعرية وملحا على موسيقا التفعيلات، ولست أخاف من أحدهما على الآخر، بل ربما أراه مُكَملا له ومتمما لقصده الفني.

وديواني هذا إن هو إلا خطوة في الدرب، أنا فرحٌ به، أرجو أن تشاركني – عزيزي القاريء – فرحي به، وأن يحلو في عينيك كما أتمنى له.

من أجواء الديوان قصيدة اَلرَّائِي

منحتك عينيها لتبصرها يا أيها الأعمى

فلما أن رأيتَ رأيتها عمياءَ كاسلةً عن الخطواتِ

فانطلقتْ خطاك تسابق الشجراتِ

تبحث عن نهارٍ فاتنٍ

أو فضةٍ تبرقُ بين الأخضر الممزوجِ بالأزرقِ والبنيِّ في حنائِه المغسولِ

أنت قضيتَ أعوامًا طوالا ليس تبصر غير لونٍ واحدٍ