يشفع القرآن الكريم لصاحبه الذي كان يداوم على قراءته يوم القيامة، فقراءة القرآن من صفات العباد الصالحين، كما أأن قراءة كل حرف في القرآن يأخذ الإنسان عليه حسنة، وكما نعلم أن الحسنة بعشرة أمثالها، فقراءة القرآن ثوابه كبير عند الله-عز وجل-.
حكم البكاء عند قراءة القرآن
قالت دار الإفتاء المصرية، إن البكاء عند قراءة القرآن الكريم مستحب؛ لحديث سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه- قال: قال رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»، أخرجه ابن ماجه .
وأوضحت« الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال:« ما حكم البكاء عند قراءة القرآن؟»، أن البكاء في حال القراءة من صفات العارفين وعباد الله الصالحين؛ يقول تعالى: «وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا».
وذكرت ما قاله الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن: [﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ﴾ هَذِهِ مُبَالَغَةٌ فِي صِفَتِهِمْ وَمَدْحٌ لَهُمْ، وَحُقَّ لِكُلِّ مَنْ تَوَسَّمَ بِالْعِلْمِ وَحَصَلَ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ يَجْرِيَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، فَيَخْشَعَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ وَيَتَوَاضَعَ وَيَذِلَّ، وَفِي مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنِ التَّيْمِيِّ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُبْكِهِ لَخَلِيقٌ أَلَّا يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ".
البكاء عند قراءة القرآن يزيد الخشوع
وأضافت ما ذكره الإمام الزمخشري في "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل"، "وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" أي: يزيدهم القرآن لينَ قلبٍ ورطوبةَ عينٍ".
وتابعت أن الإمام النووي أوضح في "التبيان في آداب حملة القرآن": البكاء في حال القراءة، وهو صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين؛ قال الله تعالى: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا"
وواصلت أنه ورد فى أمر بكاء المؤمن عند قراءة القرآن أحاديث كثيرة وآثار للسلف الصالح – رضوان الله عليهم جميعًا؛ فمن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: "اقرءوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا".