ألبير كامو.. أهم الكتاب الفرنسيين في القرن العشرين
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي والروائي الفرنسي" ألبير كامو" الذي يعد من أهم الكتاب الفرنسيين في القرن العشرين، وترجمت أعماله الأدبية والفكرية إلى 75 في العالم، وتناولت مواضيع عدة مثل الموت والعدمية والثورةوالمقاومة والحرية، وفلسفته في الحياة والعمل كانت تعايش عصرها، وأهلته لنيل جائزة نوبل المرموقة، فكان ثاني أصغر من نالها من بين الأدباء.
ولد " كامو" في 7 نوفمبر 1913 في قرية " الذرعان " التي تعرف أيضًا ببلدة مندوفى قسنطينة بالجزائر، وكان من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر وكانت اسرته فقيرة وقُتل والده بعد مولده بعام واحد في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، وفعاش " كامو" مع والدته الإسبانية، وقد تمكن من إنهاء دراسته الثانوية، ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنح الدراسية وذلك لتفوقه ونبوغه، حتى تخرج من قسم الفلسفة، وكان يلعب في فريق كرة القدم في الجامعة في موقع حارس المرمى، إلا أنه ترك الفريق بعد ذلك بعد الهزيمة التي لحقت بالفريق عام 1930 وأخذ بعدها يركز على تحصيله الأكاديمي، وبحلول عام 1936 كان كامو قد حصل على الدراسات العليا في قسم الفلسفة.
دخل كامو عالم السياسة أثناء سنوات دراسته بالجامعة، فانضم للحزب الشيوعي 1935 ثم تركه بعد ذلك وانضم لحزب الشعب الجزائري، وانضم " كامو " في بداية الحرب العالمية الثانية للمقاومة الفرنسية بهدف المساعدة على تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، والتقى "كامو " بالفيسلسوف "جان بول سارتر" أثناء فترة خدمته العسكرية، وكتب كامو مثل " سارتر" ونشر تعليقاته السياسية حول ذلك الصراع طوال أعوام اشتعاله، وفي عام 1945 كان واحدا من بين قلة قليلة من صحفيي دول الحلفاء ممن يدينون استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية في هيروشيما، كما كان ناقدًا حادًا للنظرية الشيوعية، الأمر الذي قاده أخيرًا إلى الشقاق مع سارتر.
كان "كامو" روائيا وكاتبا مسرحيًا ماميزا في كل مايكتب، وإضافة لذلك كان فيلسوفًا وجوديا وكانت معظم إسهامات كامو الفلسفية تصب في المدرسة العبثية، ففي حين أنه غالبًا ما يتم ربطه بالوجودية، إلا أنه رفض وصفه بالوجودي مبديا دهشته من وضعه في الفريق ذاته الذي يوجد فيه سارتر، إلا أنه في جميع الأحوال تتواجد عناصر كلا العبثية والوجودية في أكثر كتابات كامو انتشارًا، فكتاب أسطورة سيزيف عام 1942 يوضح نظريته عن العبث بشكل مباشر، كما أن أبطال كل من الغريب 1942 و الشاطئ 1947 يتوجب عليهم أن يواجهوا عبثية التقاليد الاجتماعية والثقافية ليلقوا عواقب وخيمة.
ومن أشهر روايات " كامو " الأخرى السقوط 1956 ، الطاعون ، السقطة، المقصلة، الإنسان المتمرد ، الموت السعيد، المنفى والملكوت، الرجل السعيد وهي التي قدمها كسيرة ذاتية عن حياته في الجزائر، كتب " كامو" العديد من المقالات في الفترة بين 1955 و 1956 لصحيفة الإكسبريس وفي السنة اللاحقة، وحاز على جائزة نوبل في الأداب، من أجل سلسلة مقالات كتبها وانتقد فيها عقوبة الإعدام.
و من أشهر أقوال "كامو" و"لا أبغض العالم الذي أعيش فيه ولكن أشعر بأننى متضامن من الذين يتعذبون فيه" وأيضًا" إن مهمتى ليست أن أغير العالم فأنا لم أعط من الفضائل ما يسمح لى ببلوغ هذه الغاية، ولكننى أحاول أن أدافع عن بعض القيم، التي بدونها تصبح الحياة غير جديرة بأن نحياها ويصبح الإنسان غير جدير بالاحترام".
توفى "ألبير كامو" في حادث سيارة في ورحل عن عالمنا في 4 يناير عام 1960 وكان قد كتب في بداية رحلته مع الكتابة الأدبية، أن أكثر موتا عبثيا يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة.