رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«رمضان» ولا شيء جديد!

9-11-2021 | 14:02


د. هبة سعد الدين,

منذ أيام جاءت جريمة الإسماعيلية كزلزال هز أركان مصر؛ فقد كانت جريمة صادمة غريبة على المجتمع بكل تفاصيل وقوعها وما أثير حولها، وانطلقت التخمينات والخناقات التى تنتهى كالعادة بذكر اسم "محمد رمضان" والذى ينتشر كالنار فى الهشيم على صفحات السوشيال ميديا؛ نظراً لبطولته بعض الأفلام التى أنتجها السبكى له منذ سنوات.

لا خلاف حول دور الفن وتأثيره فى المجتمع بصورة عامة والدراما السينمائية أكثرها تأثيراً خاصة فيما يتعلق بسلوكيات الشباب؛ ولكن حالة العودة لمربع "رمضان" وتلك الأفلام؛ تختزل الأعمال السينمائية والمشكلة فى ذات الوقت، فلا تسمح بالرؤية الواقعية والتى أصبحنا فى حاجة ملحة لها.

فهذا الاختزال لايضع ظاهرة زيادة معدل الجريمة كماً وكيفاً فى واقعها ليتم دراستها من كافة الجوانب، وأولها: من مختصى علم الاجتماع وتحديد مدى التأثير لهذه السينما التى جاءت من الواقع؛ حتى يمكن رؤية واقع الجريمة الذى جعل مصر فى المركز الثالث عربياً والرابع والعشرين عالمياً.

قد يكون ارتفاع معدل الجريمة ليس محور التساؤل الأساسى بقدر نوعيتها وكيفية تنفيذها الذى صدمنا منذ أيام، فما حدث فى الإسماعيلية هو جريمة قتل مهما قيل عما وراءها من أسباب، ولكن كيفية تنفيذها هو الكارثة والذى لانعرف هل حدث مسبقاً ولم نعرف به؟ أم أنها المرة الأولى؟ وهل يمكن أن يتكرر؟ ولماذا تنتشر حالة "العنف" فى ارتكاب الجريمة بصورة لم يعتدها المجتمع؟ أما الأكثر أهمية والذى يحتاج لوقفة ودراسة وتحليل: استخدام الموبيل لتصوير الجريمة بدلاً من الإبلاغ عن حدوثها! وهذا الانتشار السريع لفيديوهات عنيفة لا يقبل رؤيتها الإنسان العادي على مواقع التواصل وكم المشاهدات المرتفعة لهذا العنف!

 ارتفاع معدلات الجريمة فى حد ذاته من خلال الإحصاءات الرسمية ليس كبيراً ولم يتجاوز فى السنوات الأخيرة السبعة بالمائة؛ ولكن ارتكاب الجرائم وردود الأفعال هو الذى من المفترض أن يكون محل دراسة سريعاً.

فعندما نعرف أن جرائم القتل الأسرى فى مصر بمفردها تزيد عن الخمسة والعشرين بالمائة من جرائم القتل ككل، ذلك يجعلنا للوهلة الأولى نتعجب ونتساءل؟ ولكن عندما نعرف أن الأسباب الشرف والخلافات والشائعات وغيرها من جوانب اجتماعية أو نعود لمكان حدوثها من الممكن أن نرى أبعاداً أخرى للجرائم وهكذا.

لذلك فنحن نفتقد فى هذه الفترة لحالة الرؤية الشاملة للمشكلة، الذى نجد بدلاً منه "خناقات" السوشيال ميديا التى تتكرر وتختزل كل شىء فى مجموعة من البوستات والصور والكوميكس التى لا تتعدى صلاحيتها عدة أيام مهما كانت!

حالة قصر أسباب الجريمة على شخص محمد رمضان جانب طفولى سببه الأساسى لعبة القط والفأر التى يلعبها باقتدار رمضان مع جمهور السوشيال ميديا، ويتقنها الطرفان ورغم تكرارها إلا أن لا أحد يصاب بالملل؛ لدرجة تكرار ردود الأفعال من التعليقات والصور والكوميكس وكأننا أمام إعادة تصوير ذات المشهد بكافة التفاصيل فى كل مرة وكأن الجميع فقد الذاكرة! تلك الحالة لن تسمح لنا سوى بحالة "الصدمة" مع وقوع كل جريمة لندور حولها عدة أيام، ثم كالعادة نعيد تكرار اسم محمد رمضان.