الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن.. دبلوماسيون: نقطة الانطلاق لعلاقة أكثر قوة بين البلدين
يعد انطلاق الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة نقطة هامة في سير العلاقات بين البلدين وتعزيزها، مما يكون له مردود إيجابي على صعيد التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وعقدت أمس الإثنين الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة برئاسة وزيري خارجية البلدين سامح شكري وأنتوني بلينكن، وبمشاركة ممثلين عن كل من وزارة الدفاع، والتجارة والصناعة، والتعليم العالي، والهيئة العامة للاستثمار.
وأكد دبلوماسيون أهمية عوده استئناف الحوار الاستراتيجي بين البلدين في تعزيز العلاقات في كافة المجالات وأيضا مناقشة القضايا الهامة على الساحة الإقليمية، مما يؤكد على دور مصر الريادي في المنطقة وحرص الولايات المتحدة على مواصلة الحوار، موضحين أن الفترة القادمة ستشهد قدر اكبر في التفاهم بين البلدين.
وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن شكري أكد في كلمته الافتتاحية تفرد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على كل الأصعدة، وضرورة مواصلة العمل نحو تعزيز كل أُطر التعاون الثنائي بين البلدين، بما في ذلك مجالات التجارة والطاقة والبحث والتطوير والتكنولوجيا والتعليم العالي والتبادل الثقافي والرعاية الصحية، وهي المجالات التي توفر آفاقًا وفرصًا لتعميق العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين.
كما أعرب شكري عن أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة مع الولايات المتحدة، والدور الذي أسهمت فيه أطر التعاون من أجل تعزيز قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، وفي دعم جهود الدولة الدؤوبة لتحقيق التنمية للشعب المصري، مشيرا إلى دور مصر الريادي كركيزة للاستقرار في المنطقة، وأهمية التنسيق القائم مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
نقطة انطلاق لقوة العلاقات
وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن مبدا انعقاد الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في حد ذاته يدل على حرص الطرفين على الارتقاء بمستوي العلاقات، ووضعها في إطار يمنع حدوث أي تقلبات فيها صعوبة، وبالتالي أهمية الحوار تكمن في أنه يضمن استقرار العلاقة بين الطرفين.
وأوضح العرابي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا يؤكد وجود تفاهم أكثر وتوقعات بردود الفعل المختلفة بين الطرفين على قضايا المختلفة والالتزام بالشفافية إذاءها، ووعي كل طرف بالمحددات التي تحكم موقفه اتجاه هذه القضايا، موضحا أن هذا يضمن قدر كبير من الاستقرار في العلاقة بين البلدين.
وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن الذي بدأ أمس، هو الجولة الأولى في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد قدر أكبر في التفاهم بين البلدين، وأيضا الحرص على العمل المشترك لفرض وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، وهذا في حد ذاته أمر جيد للمنطقة و الدول المجاورة للإقليم وأيضا جيد بالنسبة لموقف الولايات المتحدة نحو قضايا كثيرة.
وأضاف العرابي أن هذا الحوار سيكون نقطة الانطلاق لعلاقة أكثر قوة بين مصر والولايات المتحدة وحدوث فهم مشترك أكثر، والبعد عن وجود أي ذبذبات في العلاقة بين البلدين، وبالتالي يمكننا أن نرى بوادر نجاح الجولة الأولي من الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
توافق في وجهات النظر
ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الحوار تم العودة للحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بناء على رغبة من الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة استئناف الحوار الذي توقف منذ عام 2015 حتي الآن، وفي اللقاءات الأخيرة لوزير الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية الأمريكي أعرب عن رغبته في استئناف عقد اجتماعات الحوار الاستراتيجي وذلك لبحث عده ملفات مهمة، منها الملف الأول بطبيعة الحال هو العلاقات الثنائية التي تشمل موضوعات كثيره من تعاون في المجال العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب.
وأوضح رخا، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنه مع بدء الحوار الاستراتيجي تم استئناف المناورات المشتركة الأمريكية المصرية بعد أن توقفت عده سنوات، أيضا هناك التعاون في المجال الاقتصادي فمصر تعمل على زيادة الصادرات المصرية إلي الأسواق الأمريكية، أيضا زيادة الاستثمارات الأمريكية لأنها مازالت دون المستوي المتوقع حيث كان هناك أحاديث كثيره بين أعضاء المجلس المصري الأمريكي لرجال الأعمال، ولقاءات مشتركة سواء في القاهرة أو واشنطن عن الاستثمارات والمجالات المتاحة في مصر فمصر لديها مجالات واعدة جدا ولكن أمريكا اقتصرت على عده جوانب محدده منها الطاقة والبترول.
وأضاف أن هناك التعاون في المجال الصحي فالولايات المتحدة تساهم مع مصر لمكافحة وباء كورونا على جانب التعاون الآخر في هذا المجال، إلي جانب التعاون العلمي والثقافي هناك أيضا مسالة حقوق الإنسان، وقد شرح سامح شكري أن مصر اتخذت إجرائين مهمين في الفترة الأخيرة أولهم أطلاق استراتيجية حقوق الإنسان في مصر وثانيهم وقف العمل بقانون الطواري، وسيتبعهم إجراءات أخري تؤدي إلي مزيد من التحسن في أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وأشار إلى أنه يأتي بعد ذلك الملفات الإقليمية والدولية نجد على راسها دور مصر في عملية إرساء السلام في المنطقة، كما أن مصر تعد مركز استقرار في منطقة شرق الأوسط، دور مصر في الصراع العربي الإسرائيلي والمساعي في قضية تبادل الأسري، وأيضا ملف الأزمة الليبية وتداعياتها وقضية خروج المرتزقة المسلحة في ليبيا وأيضا مشكلة سد النهضة فكان هناك توافق كبير بين الآراء وتقارب في وجهات النظر.