يظهر فى عملين فى رمضان أحدهما فى مصر والآخر بلبنان .. ظافر العابدين : استمتع بحلاوة الدنيا في حياتى
حـوار: خـالد فـرج
"تسلح بالموهبة وتجرد من الوسامة" هكذا يتعامل النجم التونسي ظافر العابدين مع أدواره الفنية، التي باتت تبرز قدراته التمثيلية من عمل لآخر، فبعدما تألق في مسلسل "الخروج" العام الماضي، أبي تكرار نفسه مجددًا وارتدي عباءة التغيير في "حلاوة الدنيا" مع تميمة حظه النجمة التونسية هند صبري، التي كانت أول من قدمته للجمهور المصري في "فيرتيجو"، وانطلق من بعدها محلقًا في سماء الفن.
"ظافر" في حواره مع "الكواكب" يكشف أسباب موافقته علي "حلاوة الدنيا"، الذي يعرض حاليًا علي عدد من المحطات الفضائية، ويوضح طبيعة دوره، ورأيه في الأعمال المأخوذة عن "فورمات" أجنبي، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
ما الذي جذبك للمشاركة في بطولة مسلسل "حلاوة الدنيا"؟
أسباب عدة، أبرزها إعجابي بالسيناريو المتضمن لخطوط درامية متشعبة في طيات أحداثه، فضلاً عن انجذابي لطبيعة دوري، لما يحمله مختلفاً عن سابق أدواري، وبعيدًا عن هذا وذاك، وجدت كل الظروف والعناصر مهيأة لتقديم عمل قوي ومحترم، سواء علي مستوي الممثلين أو طاقم الإخراج أو جهة الإنتاج، حيث دفعتني كل هذه العوامل للموافقة علي "حلاوة الدنيا" من دون تردد..
وما طبيعة دورك؟
أجسد شخصية "سليم"، وهو إنسان متفائل يملك وجهة نظر مختلفة للحياة عمن حوله، ويرتبط بعلاقة صداقة خاصة مع والده، الذي يلعب دوره الفنان ياسر علي ماهر، ولكن تلك العلاقة تشهد توترات ما لظروف معينة، وربما تثير طريقة تفكير "سليم" تساؤل فئة من الجمهور، لأنها قد تكون ليست متسقة مع الواقع بحسب آرائهم، بما أن الحياة معروف عنها أن لها واقعها المختلف، ولكن "سليم" صاحب طريقة تفكير مختلف مثلما أشرت، كما أنه يتعرف علي "أمينة"، التي تلعب دورها الفنانة هند صبري، في ظروف معينة، وتشهد علاقتهما تطورًا ملحوظًا بمرور الأحداث.
جسدت شخصية الابن الصديق لوالده في مسلسل "الخروج" العام الماضي.. ألا تري تشابهًا بين الدورين من وجهة نظرك؟
شخصية "عمر" في الخروج غلب عليها طابع الجمود، حيث لم نر تعبيرات مرتسمة علي وجهه آنذاك، لأنه من الشخصيات التي تكتم مشاعرها بداخلها، ولكن شتان الحال بينه وبين "سليم"، الذي تكتسي خلجات ملامحه بما يعتمل في نفسه، كما أن مساحة علاقته بوالده أكثر اتساعًا من علاقة "عمر" بأبيه، الذي جسد دوره حينها الفنان الراحل أحمد راتب، وبالتالي لا مجال للتشابه بين الدورين، نظرًا لوجود اختلاف كبير بينهما، حتي علي صعيد طبيعة الموضوعات التي يناقشها "سليم" مع والده في "حلاوة الدنيا".
بمناسبة ذكر "الخروج" الذي كان ينتمي لأعمال الحركة والتشويق.. لماذا لم تواصل عملك في هذه التيمة الفنية رغم نجاحك فيها؟
لأني اتخذت قرارًا بتقديم عمل مختلف، والابتعاد عن أعمال التشويق هذا العام، وتلقيت عروضًا عديدة ووجدت أن "حلاوة الدنيا" مختلف عما شاهدته علي مدار السنوات الأخيرة، وتحديدًا من الناحية الإنسانية والاجتماعية، كما لمست أن دوري مليئًا بالتحدي.
هل تشهد أحداث "حلاوة الدنيا" وجود قصة حب تجمعك بهند صبري كالتي رأيناها بينكما في مسلسل "فيرتيجو"؟
لن أحرق أحداث "حلاوة الدنيا" علي الجمهور، ولكن المسلسلين مختلفان تمامًا في طبيعة أحداثهما، كما أن ملابسات لقاء "سليم" بـ "أمينة" مختلفة عن نظيرتها في "فيرتيجو"، وبعيدًا عن هذه الجزئية، فأنا سعيد بتعاوني للمرة الرابعة مع هند صبري، بعد أن قدمنا معًا مسلسلات "مكتوب" و"فيرتيجو" و"امبراطورية مين"، الذي ظهرت ضيف شرف فيه، وعلي الرغم من وجود كيمياء متبادلة بيننا وتوافق في وجهات النظر والرؤي، إلا أننا تعاملنا مع "حلاوة الدنيا" وكأنه أول تعاون بيننا، لإيماننا بأن أي عمل جديد يتطلب فكر مختلف وطاقة جديدة لتقديمه علي النحو الأمثل.
بما ترد علي الآراء التي تقلل من قيمة الأعمال المأخوذة عن فورمات أجنبية، لاسيما أن "حلاوة الدنيا" مأخوذ عن فورمات أجنبي؟
فيلم"vanilla sky" لتوم كروز أصله إسباني، ولكن تم إعادة تقديمه في أمريكا بشكل مختلف، وبعيدًا عن هذا المثال، فالمسألة ليست سهلة كما يعتقد البعض، لأن التعامل مع "الفورمات" باستسهال أو بطريقة "كوبي بيست" سيضر العمل المأخوذ منه، بحكم وجود أعراف وتقاليد مجتمعية لابد من مراعاتها، فمثلاً مسلسل "جراند أوتيل" الأصلي حينما عُرض علي إحدي المحطات الفضائية المصرية منذ وقت قريب، تبين أن النسخة المصرية منه أفضل بكثير علي مستوي الصورة والشكل والمضمون، وأعلن عن رأيي هذا وأنا لست واحدًا من أبطاله، ولكنها الحقيقة المجردة من أي شيء، وبالتالي لا أجد عيبًا من العمل علي فكرة تم تقديمها مسبقًا، لأن "مفيش أفكار متعملتش" فكل الأفكار تم تقديمها في أعمال فنية سابقة.
وهل شاهدت حلقات من "الفورمات" المأخوذ عنه "حلاوة الدنيا"؟
علي الإطلاق، فلم أشاهد أي حلقة من "الفورمات" الأصلي، لأن "سليم" إنسان مصري له ظروفه وسماته ويمتاز بعلاقة خاصة مع والده، وبالتالي لن استفيد شيئًا من الشخصية المقدمة في أمريكا أو المكسيك، لأنها لن تتسم بنفس الصفات، وتقاليدها مختلفة عنا شكلاً ومضمونًا، وانطلاقًا من رأيي هذا، اعتمدت علي السيناريو ووجهة نظر الكاتب والمخرج، كما أطلقت لخيالي العنان لرسم تفاصيل الشخصية بصدق، ولذلك لا تعنيني المقارنات بين "الفورمات" الأصلي وما نقدمه، لأن كل عمل يقدم وفقًا لظروف مختلفة.
متي لمست "حلاوة الدنيا" في حياتك الشخصية؟
ألمس حلاوة الدنيا بسعادتي بكل ما هو إيجابي، وعلي سبيل الذكر وليس الحصر، لقائي بأصدقائي وتبادلي الضحكات معهم، ونجاحي في مهنتي وإعجاب الجمهور بما أقدمه من أعمال فنية، وحينما أجلس مع ابنتي "ياسمين" وأداعبها، وفي المقابل، نمر جميعًا بظروف صعبة ومشكلات، ومع ذلك تجد حلاوة الدنيا في تلك الأوقات، لأن الحياة إذا استمرت علي وجه واحد فقط فلن تشعر بمذاقها وحلاوتها علي الإطلاق.
بما أن مسلسلك الجديد يشهد خطًا رومانسيًا في أحداثه.. هل تري أننا أصبحنا نفتقد المشاعر في حياتنا العادية؟
نعم، وهذه الجزئية كانت أحد أسباب موافقتي علي "حلاوة الدنيا"، لأننا أصبحنا نكتم مشاعرنا دون أن ننفس عنها، فتارة تجدنا لا نرغب في البكاء ونحن مهمومين ونزعم حينها أننا بخير، ولكن لابد في الوقت ذاته من احترامنا لمشاعر الغير، وأري أن مسلسلنا يسدي جزئية المشاعر حقها، لأننا نقدمها بمنتهي الصدق.
ماذا عن مسلسلك "كاراميل"...
مقاطعًا:
"كاراميل" تتم إذاعة حلقاته حاليًا في لبنان، وهو عمل مختلف تمامًا عن "حلاوة الدنيا"، ومن هنا أقدم عملين مختلفين بحيث لا يتسبب أحداهما في حرق الآخر. كيف تُقيم مسألة أنك أول ممثل تونسي يحقق نجاحًا كبيرًا بعد وصوله لمصر؟
أتمني تحقيق الموهوبين في العالم العربي لأحلامهم، وأري أن مصر هي المكان المناسب لهم، لأنها هوليوود الشرق حقًا، ونري فيها أعمالاً فنية عديدة علي صعيد السينما والتليفزيون، فنحن نتحدث عما يقرب من 40 مسلسلاً في رمضان، بخلاف الأعمال المعروضة خارج الشهر الكريم، وكلاهما يمتاز بالتكلفة الإنتاجية المرتفعة، مما يعكس مستواها الفني المرتفع، وكذلك الأمر بالنسبة للأفلام السينمائية، ولكن بالعودة إلي أصل سؤالك، فهناك ممثلون جيدون جدًا في تونس، وكلما أشاهد الأعمال التونسية كل عام أفاجأ بوجوه جديدة، ويظل اختيار التوقيت وتهيأ الظروف المناسبة بمثابة الفيصل في دخول أي فنان لمصر، لأن خطوات الفنان الأولي إذا لم تكن متزنة، سيواجه صعوبة بالغة في مشواره الفني، ولكن عن نفسي أتمني مشاهدة وجوه تونسية جديدة في مصر..
بمناسبة السينما.. هل من جديد بشأنها بعد اقتحامك للسينما المصرية في فيلم "عصمت أبو شنب" مع ياسمين عبد العزيز؟
هناك فكرة لمشروع سينمائي ربما تتضح ملامحه في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، حيث نكون قد انتهينا من الموسم الرمضاني، ولكني أتروي كثيرًا في خطوة السينما، لأن الفنان لابد أن يكون علي قدر المسئولية فيها، لاسيما أن الجزاء فيها يكون وقتيًا إما بنجاح الفيلم أو فشله علي صعيد الإيرادات ومستوي الفيلم نفسه، وبالتالي لابد أن تكون الخطوة مدروسة بشكل جيد.
ماذا تمثل لك القاهرة التي انتقلت للعيش فيها أخيرًا؟
أصبحت أملك منزلا في القاهرة وآخر في لندن، بحكم إقامة أسرتي وتعليم ابنتي هناك، كما أسافر تونس في فصل الصيف، أي أنني اتنقل بين 3 بلدان في حياتي، وكل منهم يحتل مكانة خاصة في قلبي، وأنا أحب القاهرة كثيرًا منذ أول يوم تصوير في "فيرتيجو"، وأشعر بالراحة فيها، لأنك لن تتمكن من العيش في مكان تكون علاقتك به مقتصرة علي العمل فقط.
وما أحب الأكلات المصرية التي تحب تناولها؟
أحب وجبة الكشري، وأذكر أنني كنت أصور مشاهدًا في "الخروج" بمنطقة وسط البلد، وانتابتني رغبة في تناول الكشري، فذهبت إلي أحد المحال الشهيرة هناك، كما أحب الممبار والكبدة كثيرًا.
كيف تقضي وقت شهر رمضان خاصة وأن تصوير "حلاوة الدنيا" ممتد حتي نهاية الشهر الكريم؟
ربما أسافر لعائلتي في لندن لأيام عدة، ومن الممكن مجيئهم إلي القاهرة حال وجود إجازة لديهم، ولكني مثلما أشرت سوف أواصل تصوير "حلاوة الدنيا" حتي نهاية رمضان، وأتمني أن ينال العمل إعجاب الجمهور.