رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"نَخُونُ مُضطَرِّين"َ.. القصيدة الـ33 من ديوان «ترمي بشرر» لـ عمر هزاع

9-11-2021 | 22:37


الشاعر عمر هزاع

دار الهلال

تنشر "دار الهلال" القصيدة الـ 33 من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة الـ 33 من الديوان: "نَخُونُ مُضطَرِّين"َ..

لَو يَستَطِيعُ اللَّيلُ أَن يَنسانا..

وَيَغُضَّ عَنَّا طَرفَهُ..

أَحيانا..

وَيَغُطَّ.. فِي سِنَةٍ..

لِيُوقِدَ بَعضُنا؛ فِي اللَّا مَكانِ؛ بِبَعضِنا نِيرانا..

لِنَمُدَّ؛ مُتَّحِدَينِ؛ أَيدِيَنا..

مَعًا..

عَبرَ الحُدُودِ..

وَنَنسِفَ الأَزمانا..

وَنَحُومَ..

مِثلَ فَراشَتَينِ عَلى اللَّظى..

فَيُشِعَّ؛ فِي الجَسَدِينِ؛ قِندِيلانا..

كَي تَدخُلِي فِي جُبَّتِي..

وَتُهَلِّلِي:

(سَلِّطْ عَلَيَّ العِشقَ؛ يا مَولانااا).ز

فَأَصِيحَ..

مِثلَ القَوسِ..

حِينَ كَمَنجَةٌ قَبَضَتْ عَلَيهِ.. لِيُطلِقَ الأَلحانا..

لَكِنَّ؛ بَينَ عُيُونِنا؛ قَشتالَةً يَختَطُّها؛ فِي الشَّامِ؛ أَندَلُسانا..

وَمُوَشَّحًا..

خانَ ابنُ زَيدُونٍ بِهِ وَلَّادَةً..

وَاغتالَ مُوسِيقانا..

سَنَظَلُّ نَقتَرِفُ الغَرامَ خَطِيئَةً..

وَنَصُوغُ حُكمَ حَلالِنا حِرمانا..

نَستَورِدُ الإِرهابَ..

مِن أَفكارِنا..

وَنُصَدِّرُ الأَمواتَ وَالأَحزانا..

فِي كُلِّ يَومٍ..

يا حَبِيبَةُ..

مَرَّةً..

أَو مَرَّتَينِ..

نُبايَعُ الشَّيطانا..

وَنُصارِعُ الإِنسانَ..

فِي وُجدانِنا..

وَعَلى الإِلَهِ..

نُؤَلِّهُ السُّلطانا..

فِي زَحمَةِ الأَحزابِ..

نَأكُلُ لَحمَنا..

مُتَقَمِّصِينَ البَعثَ وَالإِخوانا..

وَنُعَمِّدُ اليَمَنِيَّ بِالكُولِيرا..

وَفِي صَنعائِنا نَستَنبِتُ الإِدمانا..

وَنَخُوضُ فِي جُرحِ العِراقِ..

وَلا نَرى؛ خَلفَ السَّوادِ؛ سِوى السَّوادِ..

الآنا..

لِتَصِيرَ أَلفا طَنجَةٍ مَنفًى لَنا..

أَو أَلفُ قاهِرَةٍ لَنا عُنوانا..

لِنَعِيشَ مُتَّفِقَينِ أَلَّا نَكتَفِي..

مِن جُبنِنا..

حَتَّى نَرى البُرهانا..

فَتُراوِدِي الذِّئبَ المُرَوَّضَ..

فِي دَمِي:

(يا ذِئبُ؛ هَيتَ.. نُمَزِّقِ القُمصانا)..

وَلِنَنحِتَ الصُّلبانَ..

فِي طُورِ الهَوى..

لِيَشُقَّ عِيسانا عَصا مُوسانا..

وَنُمَرِّرَ التَّارِيخَ فِي سُبُحاتِنا خَرَزًا..

وَنَتلُوَ كُفرَنا قُرآنا..

وَلِكَي نُشَمِّسَ؛ كُلَّ يَومٍ؛ طِينَنا..

حَتَّى تَصِيرَ قُلُوبُنا صَوَّانا..

وَنَسِيرَ..

لا ثِقَةٌ تَخِيطُ جِراحَنا..

مُتَقَلِّدَينِ الفُلْكَ وَالطُّوفانا..

مُتَسَلِّحَينِ بِحَربَتَينِ..

كَأَنَّنا نَمشِي وَنَحمِلُ حُبَّنا أَكفانا!

مُتَوَجِّسَينِ مِنَ اللِّقاءِ..

كَأَنَّنا مَيٌّ تُراسِلُ؛ خِلسَةً؛ جُبرانا!

لِنَدُورَ..

حَولَ الماءِ..

دُونَ مَساسِهِ..

وَيَمُوتَ فِينا شَوقُنا..

ظَمآنا..

لِأَخافَ مِن ظِلِّي..

عَلى نَفسِي..

إِذا افتَرَقَ الطَّرِيقُ..

وَلَم يَكُنْ إِلَّانا..

وَأَخافَ أَن تَتَعَمَّدِي طَعنِي..

لِذا سَأَكُونُ أَوَّلَنا الذِي قَد خانا..