رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بـر الأمان

9-11-2021 | 23:26


عبد الرازق توفيق,

مصر أصبحت تقود المنطقة بحكمة وشرف وصدق نوايا.. وسياسات ثابتة ورؤية هى الأمثل لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام.. فهى من تمتلك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وهى صاحبة التجربة الملهمة.. التى أفضت إلى دولة هى واحة الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتقدم.. فلم تكن الأحداث والمناسبات التى شهدتها مصر مؤخراً من المنتدى العربى الاستخبارى والمؤتمر الدولى للنيابة المصرية.. وافتتاح مركز مكافحة الإرهاب لدول الساحل والصحراء.. إلا تجسيداً لمكانة وثقل مصر.

مصر تقود المنطقة بحكمة وشرف وجدارة واستحقاق.. وقوة وقدرة شاملة مؤثرة تستند على تجربة ملهمة علمت العالم كيف ينتصر فى معارك البقاء والبناء.

توقفت أمام مجموعة من الأحداث فى الأيام الأخيرة التى تجسد قوة وقدرة مصر ومكانتها وريادتها.. فالأسبوع الماضى حضرت افتتاح مركز مكافحة الإرهاب لتجمع الساحل والصحراء ليكون مقره فى القاهرة.. ثم جاء المؤتمر الدولى الذى تنظمه النيابة العامة المصرية حول دور أجهزة النيابات العامة.. ثم المنتدى «العربى الاستخبارى» الذى عقد أمس وكان أول منتدى فى العام الماضى فبراير 2020 فى إطار الدور المصرى للحفاظ على الأمن القومى العربى من التهديدات الخطيرة وسبل مواجهة المؤامرات والمخططات ومكافحة الإرهاب والتطرف على نحو شامل يراعى الأبعاد والخصوصية التنموية والاجتماعية والثقافية للدول العربية.

الحقيقة أن كل هذه الأحداث تجسد مكانة مصر الإقليمية والعربية ودورها فى السعى لقيادة المنطقة نحو الأمن والاستقرار والسلام.. وتعكس صدق النوايا والثوابت المصرية الشريفة.. وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر هى قبلة المستغيثين من الفوضى والإرهاب والتهديدات.. والثقة فى قدرات القاهرة وحكمة القيادة السياسية فى استعادة الأمن والاستقرار.. وأيضا تظل التجربة المصرية على مدار 7 سنوات من العمل والمواجهة الشاملة لكافة التهديدات.. وعلى رأسها الإرهاب هى النموذج للعديد من الدول التى تتطلع إلى تحقيق الإنجازات المصرية فى ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار حتى باتت مصر واحة الأمن والأمان فى المنطقة والعالم.

هذه الأحداث الثلاثة تؤكد عظمة وقوة وقدرة المؤسسات المصرية العسكرية والأمنية والاستخباراتية والقضائية.. فهى الأعمدة الرئيسية لأى دولة كبيرة تستطيع أن تدرأ عنها التهديدات والمخاطر بثقة وثبات ونجاح.. لتكون مصدر ثقة وفخر الشعب.

الحقيقة أيضا.. أنه قد لفت نظرى فى الأحداث الثلاثة ـ سواء المنتدى العربى الاستخبارى أو المؤتمر الدولى الذى تنظمه النيابة العامة المصرية حول دور أجهزة النيابات العامة.. أو افتتاح مركز مكافحة الإرهاب لتجمع الساحل والصحراء ـ الخطاب المصرى الذى أكد أهمية المواجهة الشاملة للإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتوفر فيها كافة الأبعاد سواء الأمنية أو التنموية والاجتماعية والفكرية والثقافية.

الحقيقة ان مصر لعبت الدور الرئيسى فى تأسيس المنتدى العربى الاستخبارى الذى انطلق فى فبراير .. العام الماضى.

وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمس كلمة رحب خلالها بالوفود المشاركة فى المنتدى والحقيقة ان وصف الرئيس للمنتدى بأنه محفل فريد من نوعه فى المنطقة على نحو يعزز التعاون العربى المشترك فى المجالات الأمنية والمعلوماتية هو أمر يؤكد أيضا حرص مصر على مجابهة كافة التهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى فى ظل المتغيرات التى تشهدها المنطقة.

دعوة مصر منذ سنوات لحتمية المواجهة الدولية لظاهرة الإرهاب البغيض ــ الذى يهدد الجميع ولا توجد أى دولة بمنأى عن هذا التهديد ــ أصبحت واقعاً على الأرض.. فقد طال الإرهاب الدول الكبرى أيضا وشهدت أوروبا موجة شرسة من الإرهاب الأسود.. لذلك شدد الرئيس فى كلمته للمنتدى العربى الاستخبارى على مبدأ المسئولية المشتركة فى مجابهة التحديات التى تواجه المنطقة خاصة التطرف والإرهاب والذى اكتوت بنيرانه العديد من دول المنطقة العربية وأحدث فراغاً كبيراً فى الدول وفوضى عارمة وإنفلاتاً أمنياً ومعاناة للشعوب واسقاطاً للدولة الوطنية ومؤسساتها وهو ما يستوجب انتهاج مقاربات شاملة خلال التعامل مع الأزمات الإقليمية من خلال التركيز على إنهاء التدخلات الأجنبية فى شئون المنطقة العربية واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدولة الوطنية ومؤسساتها بما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها وفى هذا الإطار جاء اتصال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالرئيس السيسى أمس الأول ليؤكد على ثبات الخطاب المصرى فيما يتعلق بالتدخلات الأجنبية فى شئون الدول العربية حيث أكد الرئيس السيسى أهمية التسوية السلمية للأزمة الليبية والجهود المصرية فى دفع كافة مسارات تسوية القضية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة التى تساهم فى تأجيج الأزمة.

الحقيقة ان مصر وضعت يدها على أصل الداء الذى أصاب دول المنطقة وترى أن التدخلات الأجنبية غير المشروعة فى قرار وإرادة الدول وشئونها الداخلية وانتهاك سيادتها على أراضيها.. وتواجدها فى المشهد برمته ودخول العناصر الإرهابية والمرتزقة هو السبب الرئيسى فى إشعال الأزمات وأنه من المهم أن نترك الحرية لإرادة وقرار الشعوب لذلك أكد الرئيسان السيسى وماكرون أهمية دعم المسار السياسى القائم وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابى المنشود فى موعده المقرر نهاية الشهر القادم.

ان الثوابت المصرية تتأكد كل يوم فى جميع المناسبات والمحافل الدولية والإقليمية والاتصالات واللقاءات الثنائية لا تتغير أبداً خاصة فى التمسك بأهمية استعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها فى دول الأزمات ودعم الجيوش الوطنية فى التصدى للفوضى والإرهاب وأهمية تقويض ومنع التدخلات الأجنبية غير المشروعة وإخراج العناصر الإرهابية والمرتزقة وأيضا عدم التدخل فى الشئون الداخلية وترسيخ وتعظيم قرار وإرادة الشعوب ودعم الحلول السياسية للأزمات هذه القواعد والمبادئ المصرية لم تتغير فى أى وقت أو مناسبة سواء فى ليبيا أو سوريا أو اليمن أو غيرها من الأزمات من أجل استعادة أمن واستقرار وسلام المنطقة.

مصر حاضرة وبقوة وحكمة وشرف إلى جوار الأشقاء العرب والأفارقة ولم تكن كلمات الرئيس السيسى التى أكدت أن مصر لم ولن تألو جهداً فى مساعدة أشقائها على الوصول ببلادهم إلى بر الأمان من فراغ.. فـ«مصر ـ السيسى» لها المكانة والدور والثقل على المستويين العربى والإفريقى.. ويعول عليها الأشقاء فى مواجهة التحديات والتهديدات وما يعكر صفو أمن واستقرار بلادهم أو يهدد سلام واستقرار المنطقة وتأثير ذلك على الجميع.. فيما لدى مصر من قوة وقدرة شاملة ومؤثرة ومؤسسات عريقة وعظيمة وفاعلة تستطيع أن تقدم الكثير لأشقائها العرب والأفارقة وهناك مسئولية نبيلة تقوم بها وتؤديها (مصر ــ السيسى) تجاه هؤلاء الأشقاء.

مصر أيضا تدعم الحل السياسى الشامل لكل الأزمات والذى يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة وتفعيل إرادة الشعوب فى الدولة الوطنية ومؤسساتها القوية وفى مقدمتها الجيش الوطنى.

هذه هى ملامح ومكونات الرؤية المصرية للوصول إلى الأمن والاستقرار والسلام ودحر التهديدات والمخاطر وعبور التحديات والتصدى للإرهاب والتطرف.. أنها منظومة متكاملة تستند إلى تجربة ملهمة موجودة على أرض الواقع فى مصر.. هذه التجربة حققت ملحمة ومعجزة مصرية وطنية 100٪ لتقود مصر إلى الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتقدم والتطلع إلى المستقبل الواعد بعد أن تجاوزت وكسرت شوكة أخطر التهديدات والمخاطر ودهست الفوضى والانفلات.

ان التعاون الاستخبارى بين الدول العربية ليس أمراً من قبل الرفاهية ولكنه ضرورة حتمية ومصيرية فى ظل ما يواجه المنطقة العربية من تحديات وتهديدات ومخاطر وتنظيمات وإرهاب وتطرف وأطماع وتدخلات أجنبية غير مشروعة لذلك فإن تعزيز العمل الأمنى العربى المشترك يمثل أهمية قصوى فى المجالات الأمنية والمعلوماتية.

الحقيقة ان مصر تدخل «الجمهورية الجديدة» وهى فى كامل رونقها وتوهجها الإقليمى والدولى تقود بحكمة وشرف فى زمن عز فيه الشرف.. تخلص النوايا.. وترسخ المبادئ النبيلة من قوة وليس من ضعف.. وثقة بلا تردد.. إن مكونات الجمهورية الجديدة ترتكز على القوة والقدرة فى الداخل والخارج.

 

مدينة الهوية المصرية

 

تعيش الأمم العظيمة بأمجادها وقيمها وعاداتها وأصولها وحضارتها وهويتها.. ومع هذا التطور والحداثة والتكنولوجيا والتطور الكبير والذى لا يجب أن يفصلنا عن هويتنا وأصلنا وحضارتنا والتى يجب أيضا أن تكون حاضرة أمام كل الأجيال القادمة مثلما فعل أجدادنا الفراعنة.. لذلك يجب أن نفكر فى عمل قوى وضخم وعن أحدث مستوى وعلى مساحة واسعة من أراضينا أن نقيم مدينة للهوية المصرية وأرشح أن تكون فى العاصمة الإدارية الجديدة عنوان «الجمهورية الجديدة» تضم فى كل مكونات هذه المدينة العملاقة طبائع وعادات وقيم وحياة المصريين على مر العصور فى الصعيد وبحرى والمحافظات الساحلية والنائية والحدودية وأقصى الجنوب لتكون جميعها فى متحف كبير حول عادات المصريين فى كل المناسبات على مر العصور سواء فى الأفراح والانتصارات والانكسارات لتكون ذاكرة التاريخ المصرى بشكل مجسد يتم فيها دعوة كل رموز وأساتذة التاريخ والحضارة والتراث مع أمهر الفنانين التشكيليين وتضم أيضا نماذج لمنازل وبيوت ومقاهى المصريين فى كل ربوعها انه عمل يستحق الاهتمام والرعاية ليربطنا بماض عريق وهوية عظيمة.. ونستطيع أن نلجأ إلى الأفلام السينمائية والمسلسلات لنرى كيف كانوا يعيشون وكيف كانوا يتعاملون فى كل المناسبات وما هى أدواتهم وأشكال صورة الحياة فى مختلف العصور ليدخل الجيل الجديد من المصريين والأجيال القادمة فى حياة المصريين فى كل الأزمنة والعصور بما يشبه (متاحف الشمع) التى تخلد هويتنا المصرية بالاضافة إلى صور الرموز الوطنية والفكرية والثقافية والفنية والنضالية فى تسلسل تاريخى.

 

تحيا مصر