دهشت حينما شاهدت تزيل فريق الإسماعيلي ترتيب فرق الدوري الكروي بدون أي نقاط، وتذكرت أمجاد هذا النادي العريق وصولاته وجولاته مع جيل الكبار الذي أطلق عليهم الدراويش فصنعوا تاريخ هذا النادي العريق بجهدهم وتميزهم، واستطاع النادي الوصول لدوري أبطال أفريقيا 10 مرات من ضمنها عام 1969 حينما فاز بلقب البطولة، وأصبح أول فريق مصري في التاريخ يفوز بها، كما استطاع الفوز بالدوري العام المصري 3 مرات وكأس مصر مرتين، حتى أنه اشتهر بلقب برازيل مصر وأفريقيا.
هذا النادي العريق فقد الاستقرار في السنوات الأخيرة، وبات تغيير المدربين ظاهرة ملفتة لكل متابعيه، لدرجة أنه قام بتغيير 12 مدربًا في آخر ثلاث مواسم فقط، أي بمعدل 4 مدربين في الموسم الواحد، مما أصابه بالخلل وعدم الاستقرار، ومن الطبيعي أن يعاني ويفشل في حصد أي نقطة في الموسم الحالي من الدوري المصري الممتاز، بعدما خسر في أول 3 جولات، ليحطم رقمه القياسي السلبي بالمسابقة في آخر 20 عامًا.
والملفت أن يستغني النادي عن مدربه لمجرد أنه لا يبتسم كما صرح بذلك رئيس مجلس الإدارة، وكأن تقييم العمل يتم من خلال توزيع الابتسامات، وهذا مؤشر يعكس ما يدور داخل النادي وما ألت إليه الأمور، والخلل واضح ويكمن في الآفة المنتشرة في معظم أندية الدولة وهو المرض الإداري، الذي أوصل الرياضة المصرية إلى درجات سفلى لا تستحقها على الإطلاق.
والمشكلة هنا لا علاقة بابتسامة طلعت يوسف أو الاستعانة بفييرا، ولكن المشكلة الأكبر وأد المواهب الواعدة بالاستغناء عنهم للقوة العظمى من أندية الأغنياء، والاعتماد على لاعبين من مراكز الشباب والأندية الصغرى، مما أدى لتراجع مخيف ليس في الفريق الأول وحسب، ولكن على صعيد كل فرق النادي، حتى منشآته التي تئن من الإهمال فأصبح النادي كهلا بلا حيلة ولا مكانة مرموقة.
السطر الأخير
الجماهير المحبة لهذا النادي العريق تأمل في إعادة ترتيب أوراق ناديهم، وبحث ما يحتاجه الفريق خلال المرحلة المقبلة، وتكوين قاعدة قوية قادرة على استعادة انتصارات الدراويش، كونه واحدًا من أكبر الأندية العربية.