رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المهمة الصعبة

7-6-2017 | 13:08


٣١ مايو ٢٠١٧.. دار الهلال على موعد مع المهمة الأصعب فى تاريخها.. مهمة البقاء والوجود وإثبات الذات للعودة إلى الصدارة لأنه لا بديل سوى أن يصبح هذا الموعد مرحلة تالية للتراخى والكسل ويخيم على تاريخها عناوين التراجع أو الموت البطىء.

دارنا دار الهلال تحمل تاريخًا تنويريًا وصحفيًا عمره ١٢٥ عامًا قضيت منها ٢٨ عامًا أشعر بالأمان والثبات فى مهنة من أرقى المهن وأعلاها تعلمنا فيها على يد أساتذة بمعنى الكلمة، ومفهوم الأمان يأتى دومًا من كلمة “الدار” لذا أنا شخصيًا أحبذ كلمة الدار عن كلمة المؤسسة لأن الدار دومًا تحوى بين حوائطها الأسرة، ولأنها دارى التى تجمعنى بأخوتى سواء فى المصور أو فى الإصدارات الشقيقة، فمن هنا يعم الأمان كل الأشقاء بداية من السعاة وعمال المطابع والإداريين وانتهاء بزملائى الصحفيين.

 

لذا فضلت أن تحمل رسائلى إلى زملائى فى بداية ولاية جديدة لهذه الدار العتيقة لغة المكاشفة فى فترة يسودها التوتر والشخصنة تارة وعدم الانضباط وغياب المساواة تارة، والشخبطة فى التناول المهنى للقوالب الصحفية تارة ثالثة.

لذا أجد نفسى منحازًا إلى أن تحمل رسائلى عناوين الصراحة المطلقة فى هذه المهمة الصعبة والتى أبدأها بعدة تساؤلات.

هل لدينا بالفعل استرخاء فى بيتنا ويوجد بيننا كسالى.. نعم؟

لدينا هموم وضغوط مالية تعانى منها دارنا.. نعم؟

لدينا قصور فى الإنتاج من كبيرنا لصغيرنا.. نعم؟

لدينا مجاملات وربما تصل إلى حد المساءلة.. نعم؟

هل كنا ملائكة ولم نرتكب أخطاء فى السنوات الماضية.. لا الكمال لله؟

هل يوجد فى الدار مظالم.. نعم؟

هل يوجد بيننا منغصون وأصحاب مكالم.. نعم؟

ورغم هذه الأسئلة السلبية هناك تساؤلات إيجابية.

هل يوجد بيننا جادون وأكفاء.. نعم؟

هل شهدت الدار إيجابيات.. نعم؟

هل شهدت الدار إضافات كنا فى حاجة إليها.. نعم؟

وما بين الأسئلة السلبية والأسئلة الإيجابية لدينا سؤال الفصل وهو هل سيشدنا “العزم” ونرتدى حزام القوة والحماس والعمل لكى ننهض وننتفض ويكون عنواننا “الإنتاج” كل منا فى قطاعه، أتصور هنا الإجابة نعم وألف نعم وربما أتصور أيضًا أنها شهوة البدايات حيث نحيط أنفسنا بأجواء الحماس وسرعان ما يذوب ويتبخر؟

وهنا أقول هذا هو الهدف الذى جئنا من أجله إما أن تعينونى وإما أن تفضلوا السير على طرق غير ممهدة ووقتها سيكون مصيرنا رماديًا.

وأؤكد لكل زملائى فى دار الهلال بكل إصداراتها وبواباتها ومطابعها وإداراتها بأن الكسالى لم يعد لهم مكان بيننا ولن نسمح لأحد من الزملاء أن يجرنا أو يجر وقتنا وحماسنا إلى الخلف أو يعطلنا عن مسيرتنا وسيصبح الإنتاج بكل أنواعه هو الحاكم بيننا.

سوف نعظّم من أنفسنا وننمى من ممارستنا بشريًا على مستوى عمال المطابع الشرفاء وزملائنا الإداريين الفنيين والزملاء الصحفيين، وسوف تسودنا القيم التى أهدرت مؤخرًا بشكل ملحوظ وتجاوزت كل الحدود، لأن بيننا الكبير وبيننا الصغير وكلاهما له حقوق وعليه واجبات، لن نسمح بتجاوز فى قواعد الالتزام بالقيم مهما كلفنا الأمر.

سوف نقوم بتسويق أنفسنا بإنتاجنا الصحفى والأدبى والثقافى والإلكترونى وأعمالنا التجارية لكى يرانا الجميع وسوف نتباهى ببضاعتنا والحكم عليها سيكون من الجمهور ولن نشهد لأنفسنا من داخل حجرات مغلقة فى دارنا الكائنة فى شارع المبتديان وسوف تحكمنا مجالس تحرير يترأسها زملاء أكفاء هم السادة رؤساء تحرير هذه الإصدارات، وسوف ننشئ مركزاً للتدريب الصحفى وننشئ مركز دراسات مستقبل الإرهاب والتطرف.

تحكمنا القواعد واللوائح ومن قبلها ضمير العدل الذى يضبط إيقاع كل المجريات فى دارنا دار الهلال.

وأؤكد أيضًا لزملائى الصحفيين أننى سوف أسعى لتوفير أجواء غير خانقة تجعل منهم صحفيين موضوعيين مبدعين خارجين عن الهوى فيما يكتبون يشتمون رائحة ومذاق موضوعاتهم بردود أفعالها ومدى مساهمتها فى صناعة القرار الوطنى الذى يصب فى خانة بناء هذه الدولة وستكون الحرية المسئولة هى القاعدة الحاكمة للصحفى فيما يكتبه ويلتزم به ولا قيود على الزملاء فيما يكتبونه.

القيادات الجديدة فى دار الهلال تلك الكتيبة القوية تسودها أجواء العطاء والانتماء والتصالح مع زملائهم.

الوقت ومعدلات الإنتاج ستكون شاهدًا على أدائنا ولن يرحمنا أحد ولن يرحمنا التاريخ بتراخينا فى حق دار الهلال لكى نترك إرثًا غنيًا للزملاء من بعدنا لأننا لسنا من الراغبين فى التمسك بالكراسى ولكننا عندما نكلف نسعى إلى النجاح مهما كانت الضريبة التى سنسددها.

والذى يشدنا للحماس تلك الكتيبة من الزملاء رؤساء التحرير الذين تباهى بهم دار الهلال المؤسسات الصحفية الأخرى، الجسور أحمد أيوب والرائع محمد المكاوى والنجمة سمر الدسوقى والصاعد خالد ناجح والمميزة الدكتورة شهيرة خليل والهادئة غادة عاشور الذين سينطلقون بإصداراتهم كطلقات البنادق ولم يضيّعوا وقتًا أمام عويل مضى لأنهم لا يعرفون سوى الطريق الصاعد لكى تصل دار الهلال إلى واقع الرجاء المنشود.