الهلالية قادمون..
مدين ببعض السعادة التى لوّنت أيامى بعد عبوس للزميلين مجدى سبلة وأحمد أيوب، كلاهما يدعوانى إلى العودة إلى الدار، دارنا الطيبة، دار الهلال لوصل ما انقطع مع أحبة كرام، دار الهلالية الطيبين.
وإن شاء ملبيا وسألبى الدعوة الكريمة إلى الدار التى لم أنقطع عنها يوما، ولكن باعدت بينى وبيت العائلة الكبيرة مشغوليات، كل فى شغل، ربنا يقدر الجميع على الوفاء بما تستحقه هذه الدار الكريمة فى عطائها، بيت العائلة، فاتحة بيوتنا جميعا، والدعاء للأحباب واجب، يا رب، لا عمر كاس الفراق المرّ يسقينا، ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا، وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا فى دار الهلال.
خلاصته لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وفضل منهما (سبلة وأيوب) أن يخفا سراعا بالدعوة، للمّ الشمل، والفضل من شمائل المحبين، فضل منهما ما بعده فضل، أنا اليوم جد سعيد.
ثنائية ( سبلة / أيوب ) التى تشكلت بهذه الروح سريعا وفى غمضة عين، خليقة بأن تعيد الروح فى دار ظن البعض أنها ماتت أو كادت، وتنتظر الدفن، وأبى نفر من أولادها المخلصين أن يواروها التراب، وجيل ورا جيل، وقيادات وراء قيادات نحتت فى الصخر لتبقى شمعة هذه الدار منورة، دار الهلال منورة بأهلها.
من هنا وجب الانتباه والتوقف والتبين من الهلالية الأصلاء، وأطلب دعما كاملا لثنائية ( سبلة / أيوب )، كما كان دعم الهلالية لرئاساتهم السابقة، وهم بيننا، وأنا منهم، نحن السابقون وهم اللاحقون، سابق يجتهد، ولاحق يجتهد على اجتهاد سابق، ويبنى على البناء ويعلى البناء، طوبى للسابقين، وكل التمنيات الطيبة للقيادات الجديدة من جيل الشباب والوسط، وهم يتسلمون راية الهلالية مرفوعة خفاقة.
الدعم للرئاسات الجديدة ليس منة ولا فضلا، بل حق علينا نصرهم، ليس رفاهية لأمثالنا من الشيوخ أن يتخلوا عن بيت العائلة، ولا مجال لتصفية الحسابات، ولا تخليص الثارات، إحنا عائلة واحدة، خلينا فى النهارده، إحنا ولاد النهارده.
وعلينا جميعا واجب إنقاذ الدار من الانهيار، سابقين ولاحقين، لم يعد فى الدار ما تستند إليه وعليه إلا عزيمة أبنائها، الدار فى ظرف عصيب، ووضع حرج، نحن نجتاز موقفًا تعثرت الآراء فــيه وعثرة الــــرأى تردٍ.
دون تلكؤ، شخصيا تحت أمر الرئاسات الجديدة، وعلينا جميعا بالالتفاف شباب وشيوخ الدار من حول ثنائية سبلة / أيوب وبقية الزملاء رؤساء تحرير المطبوعات وعلى رأسها الهلال، درة الدار وأثمن جواهر التاج تحت رئاسة تحرير شابة ومتحمسة، أخى خالد ناجح، ليس لشخوصهم، وهم أولى بالدعم، بل هو دفاع شرعى شرس عن دار الهلال العظيمة، وإذا لم تدافعوا عن حياضكم، هذا سيكون آخر أيامكم.
الدفاع هنا عن تاريخ، قرن وربع القرن من التأسيس، تأسست ١٨٩٢، واحتفلت بمئويتها الأولى فى العام ١٩٩٢، وليت الأستاذ مجدى سبلة يعكف على احتفال يليق بربع قرن بعد اليوبيل الذهبى، وسيكون احتفالا عظيما، نحتفل بدارنا المنيرة بأبنائها، نحتفل بالأجداد والآباء والأخوة الذين سلموا الراية لجيل جديد.
دفاع عن القيمة الثقافية، عن القامة الصحفية، عن دار ترسم الأدباء، وتسمى الموهوبين، دار ولادة، لم ينقطع خلفها، ولم تعقم، أرض خصبة صالحة للزرع والحصاد، وللأسف صادفت الدار أياما عصيبة، من خارجها، وتحمل شبابها وشيوخها الغرم صابرين، آن لفجرها أن يبزغ وسط العتمة، فقط بإخلاص المخلصين.
اختيار صادف أهله، وهم أهله، وأولى به، وجحا أولى بلحم طوره، ليسوا هابطين على الدار، من صلب الدار والهلالية لا يعرفون قبيلة، تعرفهم من سيماهم، دفعات رسمها العميد مكرم محمد أحمد، صحفيون وكتاب ورئاسات محترمة توالت على الدار فى الإدارة وتحرير المطبوعات..
مجدى سبلة ابن دار الهلال، لم يعرف غيرها، ولم يبتغ بديلا، مثله مع كثير من المقدرين من أبناء الدار، متسلحا بأخلاق الهلالية، وأيوب من وجوه الدار الهلالية، هواه هلالى، ابن أصيل من أبناء دار الهلال دما ولحما، إذ هو بار بأهلها، وناجح الذى جاء شابا صعيديا يافعا إلى الدار العريقة بحلم تبينته باكرا، حلم من أول يوم برئاسة التحرير، وقد جربت هذا الحلم، وأنصح كل شاب إذا استهوته الصحافة، واستلبته النداهة، أن يحلم برئاسة التحرير، ولا يركن جنب الحائط منتظرا فرصة لا تأتى إلا للمجتهدين، وناجح مثل أيوب مثل محمد المكاوى (الكواكب) وسمر الدسوقى (حواء) وبنت دفعتى ١٩٨٦ غادة عاشور (طبيبك) كانوا من المجتهدين.
وتحقق الحلم، صاروا رؤساء لتحرير مطبوعات دار الهلال، وما أدراكم ما الهلال، الكبيرة، كبيرة المجلات جميعا، وأخص بالذكر منهم أحمد أيوب فى رئاسة تحرير المصور، وهى مهمة أعانه الله عليها، مهمة الإبحار بمجلة عمرها ثلاثة أضعاف عمره، ربما كان أصغر من ترأس تحرير المصور، كسر الرقم المسجل باسمى كأصغر رئيس تحرير لمجلة الكبار.
وعليه، على أخى مجدى سبلة أن يكون الأخ الكبير لإخوته الصغار، والأخ الصغير لإخوته الكبار، هذه الدار تحتفى بكبارها، لا تلقى بهم فى عرض الطريق، وتحنو على صغارها، هذه الدار تملك من الأخلاقيات والمبادئ التى خطها الآباء المؤسسون ما يمكنها فى الخروج من النفق الذى دخلته غصبا وظلما، وهذا كلام أعرف أنه ميثاق غليظ لأبناء هذه الدار، بيت العيلة كما يقولون.