رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرف على سيد الخلق

7-6-2017 | 14:00


بقلم د. آمنة نصير

١ـ سلاما يارسول الله.. يا من بعثت رحمة للعالمين.

٢- سلاما يا ابن عبدالله.. يا محرر الإنسان من عبودية أخيه الإنسان.

٣- سلاما يا رسول السماحة والسماح فى قولك العظيم: “اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون”.

٤-اللهم شفعه فى خلقك، ونكون ممن تشملهم شفاعتك.

٥-سلاما لك يا سيد الخلق.. يا من أوصيت باليتيم، وجعلت من يتكفل به يكون بجوارك فى الجنة.

٦-سلام عليك يا من كفاك ربك شرور زمانك، وقبح زماننا.

٧-صدقت يا رسول الله، وصدقت رسالتك التى طالبت فيها بالإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم لأنهم جميعا لله مسلمون.

٨-سلاما يا رسول التوحيد لله رب العرش العظيم وتجريد عقيدة البشرية من أن يعبد ربا سواه.

٩- يا من جئت بالقول الحق فى قيمة ومكانة الإنسان الذى خلقه خالقه فى أحسن تقويم.

١٠-سلام يا رسول الله.. لقد حملت الرسالة، وأديت الأمانة، وأكدت للإنسان مكانته ودوره من حيث عبادة الله، وتعمير الكون.

١١-صدقت يا رسول الله وأنت تؤكد للإنسان مسئوليته عن عمله: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وعدم مؤاخذته بجريرة غيره: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.

١٢- سلام عليك يا رسول الله وأنت تؤكد التسامى بالنوع الإنسانى حتى يكون أهلا لشرف التكليف، وهذا التسامى يعود على:

وحدة أصل الإنسان: “خلق الإنسان من علق”.

وحدة الغاية: العبودية لله.

١٣- سلام عليك يا سيد الخلق فى سمو أخلاقك فى مساواتك للبشرية على اختلاف الأصل واللون واللغة والجنس، كنت مثالا عظيما لاحترامك للإنسانية.

١٤- سلام عليك يا محرر المرأة من قسوة الأولين، وظلم المتأخرين بتأكيدك بألا يكرمها إلا كل كريم، ولا يهينها إلا لئيم.

١٥- كم أنت عظيم يا رسول الله، وأنت تؤكد فى خطبة الوداع “الصلاة والنساء”، هل يوجد أروع من ربط الصلاة عمود الدين، والمرأة عماد النماء، ثم التأكيد أن: “النساء شقائق الرجال” ليت قومى يعرفون.

١٦- تحياتى وسلامى عليك يا رسول الله باهتمامك بنقل وصية جبريل عليه السلام وهو يوصيك بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه، ثم تفصيل ذلك فى تطبيق دنيا البشر.

١٧- سلام عليك يا رسول الإنسانية يا من جعلت تبسم الإنسان فى وجه أخيه الإنسان صدقة.

١٨-يا سيد الخلق.. يا من ملأت الأرض بأعظم قيم الإنسانية مثل حماية الضعيف، والعطف على الفقير، وإعانة المحتاج والتوصية بزيارة المريض لكل إنسان يحتاج لذلك.

١٩- سلام عليك يا ختام الرسالات، تلقيت قرآنا حوى سير وآداب الأولين ثم طبقت ما جاء فى هذا الدستور من وسطية وتوازن فى أمور الدين والدنيا.

٢٠- سلام عليك يا محررًا ورافعًا من شأن تقبل ميلاد البنت ومساواتها بأخيها الولد فى المعاملة الكريمة والاهتمام بكل شئونها فى واقع الحياة.

٢١-سلام على إنسانيتك فى الغزوات مع الأسير والجريح والمريض والعابد فى صومعته حقا إنك الإنسان الكامل.

٢٢- صدقت يا رسول الله عندما قلت لقد أدبنى ربى، وفى وصف السيدة عائشة لشمائلك بأنك قرآنا يمشى على الأرض.

٢٣- سلام عليك يا رسول الله، تحية حق لكل امرأة أن تحييك بها من أجل إنسانيتك الراقية فى التعامل مع الأسرى من النساء مثال موقفك من بنت حاتم الطائى والسيدة صفية بنت حيى التى تنتمى لليهود.

٢٤- سلام عليك يا صاحب الخلق العظيم، يا رحمة للعالمين، يا من حوت رسالتك وجوب الإيمان بكل الأنبياء والمرسلين، وأن الإهانة والمساس بهم هى إهانة لجميع البشر لو كانوا يعقلون.

٢٥- يا عطر البشرية وختام الرسالات، كم أنت عظيم يا سيد البشرية حتى تترك وفد نجران يؤدون صلاتهم فى رحاب مسجدك، ليت فريقا من أمتك يعرفون هذا السمو من أخلاقك، ويدرك الآخر ذلك حتى يخجلوا من أنفسهم وقبح أفعالهم.

٢٦- صدقت يا رسول الله عندما حذرت من التشدد فى القول والرأى فى قولك الكريم ثلاث مرات: هلك المتنطعون.. هلك المتنطعون.. هلك المتنطعون.

٢٧- سلام عليك يارسول الله يا مطمئن الإنسان فى علاقته بربه فى توجيه رشيد إلى باب الاستغفار ونافذة الرحمة فيبشرنا بقول الحق: فبعزتى وجلالى لا أبرح أغفر لهم ما استغفرونى.

٢٨- صدقت يا رسول الله وأنت تبلغ قول الحق سبحانه: “قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا”.

٢٩- صدقت يا رسول الله وأنت تقرب الإنسان من ربه فى قولك الكريم «أنا عند ظن عبدى بى» «فليظن بى ما شاء» كم أنت يا رسول البشرية من معلم ومربٍ للإنسان فى علاقته بربه دون عنت أو تفكير.

٣٠- صدقت يا رسول الله وأنت تحمل رسالة ربك للبشرية حول خلق الإنسان من عنصرين: الجسم من عالم الشهادة والروح من عالم الغيب ولبقاء كل منهما فى حدود ما قرر له الحكمة الإلهية من الحق دون تطرف، أو غلو روحى.

٣١- عليك السلام يا رسول الله ترسيخك أبواب الأخلاق وأمهات الفضائل، فقدمت ما يهذب الفرد والمجتمع، ويسير الناس فى أقوم السبل من منطلق يريد الله ليطهر الانسان ويتم نعمته على البشر.

٣٢- يسر الله على أمة الإسلام طرق المعاملات، والعقوبات، ورفع الحرج، وخفف أعباء التكليف وقدم علماء الاسلام وفقهاؤهم من الاجتهاد ما يكفى حاجة البشرية كما يشهد بذلك بعض المنصفين من علماء الغرب مثل «هوكنج وسلانتيلانا وفمبرى».

٣٣- -ما أعظم إنسانيتك يا رسول الله وأنت تؤكد مجموع الضروريات الخمسة لحماية الإنسان: حفظ الدين- النفس- النسل- المال والعقل، وشرع الله لكل واحد من هذه الضروريات للناس أحكاما تكفل إيجاده وتكوينه وأحكاما لصيانته واستمراره حفظه.

٣٤- سلام عليك يا رسول الله يا من حملت للبشرية رسالة ربك العظيم فى قوله: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»..

٣٥- صدقت يا رسول الله وأنت تؤكد توالى الأديان فى إطار من المحبة والتواصل، وليس للتخاصم والتنابذ، ولذلك يجب أن ندرك مغزى قول المسيح «ما جئت لأنقض الناموس- إنما لأتمم» والنبى يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

٣٦- ما أعظم نعمة هذا الدين وصدق نبيه الكريم وليدرك الإنسان الفرق ما بين نبى الرحمة فى قوله، وبين ما جاء عند «صمويل هنتنجتون» الذى يفترض أن الصراع هو القاعدة فى علاقة الإنسان وأخيه الإنسان.

٣٧- صدقت يا رسول الله وأنت تؤكد التعايش بين البشر صدقًا وقولًا وفعلًا، وأن الإسلام قادر على التعايش مع العقائد الأخرى، وجعل الحكمة ضالة المؤمن، وتحث على: «اطلبوا العلم ولو فى الصين» ولم يكن بها مسلمون.

٣٨- وأكدت يا سيد الخلق صدق قولك على صدق التعايش مع غيرك، عندما استعنت فى هجرتك إلى المدينة بابن أريقط ولم يكن مسلمًا، وتأمر صحابتك للهجرة إلى الحبشة وتطلب الحماية من ملكها الذى لا يظلم أحدا عنده وهو نصرانى.

٣٩- قدمت للبشرية رسالة رائعة تميزت بخصوصية أنه لا تنفى كل مشابهة وتواصل بينه وبين ثقافات الشعوب، فالخلق كلهم «عيال الله» وأن أفضلهم أنفعهم لعياله.

٤٠-ما أروعك يا رسول الله، وأنت تقدم مفهوم الإسلام ومن يتخلق به يكمن فى أنه من سلم الناس من يده ولسانه وأذاه.

٤١- يا رسول الله لا تعبأ بما فعل السفهاء فى زمانك، ولا فى زماننا فقد كفاك الله شرهم، وقيد لك من بينهم من أنصفك وبين عظمة رسالك.

٤٢- صدق الحق فى وصفك: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» إنسهم، جنهم، رحمة بالحيوان والنبات والجماد وأعظم رحمة هداية الناس إلى المعرفة.

٤٣- ما أعظمك يا رسول الله فى قولك: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء».

٤٤- ما أعذب قولك يا رسول الله وأنت توصى بالرفق: «إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه».

٤٥- نعم أدبك ربك بأخلاق الرحمة والعدل واللين فى محكم آياته : «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر «.

٤٦- يا أيها الرسول العظيم هكذا تخلقت بعظائم الأخلاق حتى مع أعدائك فقيد الله لك من ينصفك من الآخر أمثال «مايكل هارت»، «أرنولد توماس، ماسينيون، جوستاف لوبون، الكونت هنرى دى كاسترى، ودوزى « وغيرهم من المنصفين لعظمة وسماحة سيد الخلق وبرسالة الإسلام بما حوت من عدل وحضارة إنسانية.

٤٧- كم أنت رائع يا رسول الله وأنت توسع دائرة حماية ورعاية البيئة الإنسانية لكى تحمى طعامه، وشرابه، يصونها حتى تصونه لأنها موطن الحياة الأساسية، ولذا وجب على الإنسان أن يصونها من عواديه عليها «وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الأرض جميعًا منه أن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون».

٤٨- تركت لنا يا نبى الرحمة أعظم درس يقتدى به المسلمون عند دخولك مكة فى الفتح العظيم، ويهتف سعد بن عبادة وهو زاحف بقوله: «اليوم يوم الملحمة، اليوم نستحل المحرمة، اليوم أذل الله قريشًا»، فلم يسمح الرسول بهذه الشماتة، وينقل اللواء من سعد إلى ابنه، وهو يلقن الجميع السمو الأخلاقى ويردد اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشًا بالهدى.

٤٩- سلام عليك يا رسول الله يا من رسخت دستور الإسلام فى القتال والجهاد فى الدفاع عن النفس لرد الظلم والفتنة بكل الحزم والجدية دون سعى إلى مظلمة أو استعباد، وعرف عنه أنه ما قاتل قومًا حتى دعاهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم تطبيقًا لقول الحق سبحانه: «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».

٥٠- ومن عظمة عدالتك مع المحاربين الذين يقبلون السلام، كانت تفرض الجزية، وهى ضريبة مالية خفيفة تقل عن الزكاة عند المسلمين وشهد بذلك بعض علماء الغرب مثل «درايبر، مونتسكيو» ويعفى منها غير القادرين وكبار السن والأعمى والمترهبون الذين فى الأديرة..

٥١- سلاما يا رسول الله فى عدلك وإنصافك لأهل الذمة فى وجوب حمايتهم والدفاع عنهم، ومنحهم حريتهم فى دينهم، ومعاملتهم بالعدل والمساواة كالمسلمين، وهذا ما سار عليه خلفاء المسلمين وأمرائهم، عظيم أيها الإسلام.

٥٢- يا رسول تركت منهجًا ودستورًا فى أشق اللحظات بين البشر عندما سار على نهجك صحابتك الكرام، فهذا أبو بكر يوصى قائده أسامة بقوله: «لا تخونوا، ولا تغلوا، وتغدروا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا

إلا لمأكله»، أين هذا مما نراه من ثقافة العصر من حروب حرق الأرض بما عليها وإبادة البشر. اللهم اشهد.

٥٣- يا سيد الخلق بما أوحى إليك من قيمة نور العقل، واتساع البصيرة، وبما أثمرت من مدارس وعلماء، عرفوا ثراء الاختلاف وأدبه فى قضايا ومصالح البشر، ليت ممن يوسمون بعلماء هذا اليوم، يدركون عظمة هذا المنهج بوعى وحكمة حتى نستحق وصف خير أمة أخرجت للناس.

٥٤ -سلام عليك يا خير مؤسس دستور «صحيفة» المدينة التى خلقت جوًا من التعاون والتسامح بين الطوائف، فى معاهدة بين المسلمين وغيرهم، لتصبح المدينة وحدة تدافع عن كيانها وتواجه أعداءها، فتحقق لهم قوة العزيمة والانتصار.

٥٥- يا أعظم قائد حققت لأمتك الانتصار على الفوضى وتفكك أوصال المجتمع بما رسخت من قواعد عادلة وقوانين شاملة وأسوق هذه البنود من هذه الصحيفة مما سطر فيها:

١- أن للجماعة شخصية دينية وسياسية، ومن حق الجماعة أن تعاقب المفسد، وأن تؤمن المطيع.

٢- أن الحرية الدينية مكفولة للجميع.

٣- على سكان المدينة من المسلمين وغير المسلمين أن يتعاونوا ماديًا وأدبيًا وعسكريًا، وعليهم أن يردوا متساندين أى اعتداء قد يوجه لمدينتهم.

٤- الرسول هو الرئيس الأعلى لسكان المدينة، وتعرض عليه القضايا الكبرى وصور الخلاف بين طائفة وأخرى ليفصل بينهما، سيرة ابن هشام لمن يريد المزيد.

وللحديث بقية الاسبوع القادم للتعرف على سيد الخلق