رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


العائلة الانقلابية فى قطر الأمير «المنبوذ» هل يواجه تميم مصير والده وجده؟

7-6-2017 | 14:36


بقلم: أحمد أيوب

لم يدرك تميم بن حمد أمير قطر المجنون أنه أمام لحظة فارقة فى حياته وتاريخ الإمارة الخليجية التى بنت كل تاريخها على الانقلابات والمتناقضات أيضا، ظن أن تصريحاته التى أعلن خلالها دعمه لتنظيم الإخوان الإرهابى وبناء علاقات استراتيجية قوية مع إيران وإسرائيل ستمر دون ردة فعل خليجية وعربية، وأن الأيام كفيلة بنسيان ما حدث، ولم يدرك أن المعلومات تراكمت أمام قادة الخليج والدول العربية عن خيانته للجميع، فالقضية لم تعد مقتصرة على تصريحات كشفت عن الوجه الحقيقى لتميم ونظامه، بل إن الأزمة كانت فى تجاوزه لكل الحدود.

 

على مدى السنوات الماضية، تحدثت مصر مرارا وتكرارا عن تنظيم الإخوان الإرهابى والتنظيمات المسلحة والدعم الذى تتلقاه من إمارة قطر، لكن لم يستجِب أحد، حذرت القاهرة كثيرا عبر وسائل عدة وبطريق مباشر أحيانا وغير مباشر أحيانا أخرى من خطورة الصمت على جرائم هذا الأمير ومن حوله فى حق الشعوب العربية عامة والمصريين خاصة، لكن كان البعض يتجاهل هذه التحذيرات، بل ويعتبرها لا تستحق الاهتمام، ثم جاءت القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض ليضع الرئيس عبد الفتاح السيسى الجميع أمام مسئولياته بكلمات واضحة ومحددة، فتحدث بدقة عن الإرهاب ومن يموله ويقدم له يد العون، ومن هذه اللحظة بدأت دول المنطقة ومعهم المجتمع الدولى فى مراجعة مواقفهم والبحث عن مكامن الخطورة، فوصل الجميع إلى قناعة مثبتة بالمعلومات أن الخطر فى مكان عربى واحد، وهو إمارة قطر.

المعلومات التى تجمعت أمام دول الخليج أكدت أن تميم ونظامه متورطون فى عمليات تجسس ونقل معلومات للحوثيين وإيران عن التحالف العربى لدعم الشرعية الدستورية فى اليمن، فالدوحة استغلت اشتراكها ضمن قوات التحالف عبر جنود استأجرتهم من دول أخرى، لتكون مطلعة على كل خطط وتحركات قوات التحالف، وتقوم بإبلاغها إلى إيران التى تقوم بدورها بنقلها للحوثيين، وهذا ما يبرر استهداف الحوثيين لتمركزات خاصة بالتحالف فى اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية، رغم أن هذه التحركات كانت سرا على دول التحالف، لكن وهل هناك سر سيخفى على إيران وحليفتها قطر ممثلة فى التحالف.

معلومات أخرى تجمعت أمام دول الخليج كشفت أن تميم ونظامه متورطون فى دعم من يسمون أنفسهم معارضة داخل دول الخليج، فعلتها قبل ذلك مع الشيعة فى البحرين، حينما استخدمت الجزيرة ذراعها الإعلامية لتوفير الدعم الإعلامى، واليوم تستخدم نفس الأسلوب فى السعودية والإمارات، وزاد الأمر سوءا أن قطر تدعم تنظيمات إرهابية فى دول الخليج خططت لتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة سعوديين وإماراتيين، وهو ما تنبهت له أجهزة الأمن السعودية والإماراتية مبكرا وألقت القبض على عناصر هذه التنظيمات، ليكشفوا عن حجم المخططات القطرية المدمرة.

لكل ذلك، جاءت قرارات فجر الاثنين لتحاول إعادة الوضع إلى مساره الصحيح ووضع حد لشطحات وجنون وغرور تميم وتثبيته أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التوبة والتوقف تماماً عن هذه الجرائم الحقيرة فى حق الشعوب العربية، وإما أن يصبح معزولاً بل وربما يكتب بنفسه فصل الختام فى مسيرة أسرة آل ثان الحاكمة.

قد يكابر تميم لبعض الوقت، قد يعميه الغرور عن حجم الكارثة التى وضع نفسه وبلاده فيها بسبب أفعاله غير المسئولة وخيانته الواضحة للأمة، قد يراهن على أن الوقت والتدخلات الخارجية قد تثنى الدول العربية عن مواقفها، لكن سيخطئ هذا الأمير الموتور إن فعل ذلك، فالقضية هذه المرة ليست مجرد ضغوط عربية عليه قد تنتهى ببعض الترضيات، ولكنها وقفة لا رجعة فيها، فالدول العربية الست الآن تدافع عن نفسها وتعهدت وتعاهدت ألا تسمح أبداً لهذا القزم أن يظل مهدداً لأمنها القومى دون أن تواجهه وبقوة، وأن تلقنه درساً قاسياً لا ينساه أبداً هو ومن يقف وراءه أو يحركه من خلف ستار لتدمير الأمة.

فقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية ليست سوى خطوة ضمن خطوات عديدة قد تلجأ إليها الدول العربية مستقبلًا ضد الأمير الخائن لأمته إن استمر على سياسته العميلة والمعادية لكل الدول العربية سواء من خلال تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان أو دعمه للمخطط الإيرانى الطامع فى السيطرة على المنطقة.

وأعتقد أن من يطالع البيانات والتصريحات الصادرة عن الدول الست سواء مصر أو السعودية والإمارات والبحرين أو ليبيا أو اليمن سيجد فيها ما يؤكد هذه النية والتوجه الواضح للحساب العسير لتميم ومن حوله ومن يدعمه، فإن كانت البداية بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية أمام قطر، وطرد كل من لهم علاقة بنظام تميم، فالله وحده يعلم إلى أى مدى سيصل التصعيد والتأديب العربى للأمير الشارد.

بالتأكيد هذه القرارات صعبة لكنها فى نفس الوقت ضرورية ولم يكن هناك بد عنها بعدما فتحت قطر أبواب النار على نفسها، فهى لم تكتفِ بتصريحات أميرها المسيئة للجميع، وإنما أطلقت ذيولها الإعلامية لمهاجمة مصر ودول الخليج، وعلى رأس هذه الذيول قناة الجزيرة وشخصيات إعلامية وسياسية قطرية ليست فوق مستوى الشبهات، منها على سبيل المثال عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية، والذى يستخدمه تميم دوما للنبح على من يعتبرهم أعداء له، وكذلك الإسرائيلى عزمى بشارة الذى كشفت المعارضة القطرية عن قرار بتعيينه مستشارا بالديوان الأميرى، ولم يكتفِ تميم بذلك وإنما فبرك قصة تسريبات إيميل سفير الإمارات بواشنطن، وكأنه يريد أن يقول للجميع إنه كان وسيظل عدوا للأشقاء، وما من وسيلة قذرة إلا وسيسلكها ليعبر عن هذه العداوة الدفينة فى قلبه تجاه الأشقاء والجيران.

المؤكد أيضا أن الموقف القطرى كان سببا فى إعاقة جهود خليجية سعت خلال الأيام الماضية للملمة الوضع، فقادت الكويت مبادرة زار خلالها وزير خارجيتها الدوحة، ثم أعقبها استقبال أمير الكويت لتميم، وفى نفس الوقت زار يوسف بن علوى وزير خارجية سلطنة عمان القاهرة وعقد جلسة مباحثات مطولة وسرية مع وزير الخارجية سامح شكرى، وبعدها بثلاثة أيام حل وزير خارجية السعودية عادل الجبير ضيفا على القاهرة لتنسيق المواقف، لكن الجميع وقفوا أمام حقيقة واحدة أنهم أمام طرف فاجر فى عداوته للأشقاء، ووصل به الأمر وفقا لما سمعت من مصادر عربية أنه فكر فى تدبير محاولة اغتيال لشخصية سعودية رفيعة المستوى.

أمام هذا الفجور القطرى كانت مواقف القاهرة والرياض والإمارات متناسقة حول سياسة واحدة تجاه تميم، فالجميع يرفض تكرار ما حدث فى ٢٠١٤ حينما وعد تميم العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبدالعزيز، بأنه سيلتزم بالإجماع العربى والخليجى، بعد أن تعيد السعودية والإمارات والبحرين سفراءها مرة أخرى إلى الدوحة، وأعلن تميم التزامه ببنود اتفاق ٢٠١٤ التى كانت تشمل وقف تدخلات قطر فى الشأن الداخلى لدول الخليج والدول العربية، ووقف التحريض الإعلامى القطرى، خاصة من جانب قناة الجزيرة، وعدم تجنيس أى مواطن من دول الخليج، والتوقف عن التحريض الذى تمارسه الدوحة ضد مصر، ووقف الدعم القطرى لجماعة الإخوان، وإبعاد العناصر المعادية لدول مجلس التعاون عن الأراضى القطرية خاصة الإخوان، كما تضمنت بنود الاتفاق أيضًا عدم السماح لرموز دينية فى قطر باستخدام منابر المساجد والإعلام القطرى للتحريض ضد دول مجلس التعاون، خاصة السعودية والإمارات، وبعد أن عاد السفراء مرة أخرى للدوحة عاد تميم إلى عادته القديمة، وهو ما يتحسب له الجميع الآن، ولذلك القضية بالنسبة لهم لا تتعلق فقط بإجراء مصالحة سريعة، لكن الأساس هو أن تلتزم قطر وتعود إلى الطريق الصحيح، وهذا فى اعتقادى لن يحدث إلا من خلال قيادة جديدة فى قطر بديلة لتميم الذى تحول إلى دمية فى يد والدته الشيخة موزة بنت ناصر آل مسند، ومدير مخابراته، وحتى يحدث ذاك فإن الأجواء لن تصفو.

الأمر الآخر المؤكد والمهم فى الأزمة الحالية أن هناك تقديرا كبيرا سواء من جانب الحكومات العربية أو الشعوب العربية بوجه عام للشعب القطرى الشقيق الذى ندرك أنه يرفض تماما مواقف تميم المسيئة له قبل أن تسىء للخليج ومصر، ونحن ندرك أيضا أن هذا الشعب مغلوب على أمره وأنه يخضع لنظام حكم تربى قادته داخل الموساد الإسرائيلى والحرس الثورى الإيرانى على تعلم كافة الأساليب القمعية التى يخرسون بها ألسنة المعارضين، لكن فى نفس الوقت ندرك أن القطريين سينتفضون قريبا على هذا النظام الذى تسبب لهم فى الكثير من الأزمات.

وقد نستيقظ يوما على سيناريو انقلابى جديد لكنه هذه المرة انقلاب حميد لصالح الشعب القطرى يخلصه من هذا الأمير الشارد المغرور العميل، ويسلم السلطة إلى من يعى معنى الأمة العربية ولا يخونها أو يبيعها لصالح إسرائيل.