عاش الكثير من شيوخ دولة التلاوة حياة الاعتدال والوسطية، فرغم مكانتهم وعلمهم وفقههم في الدين وعلومه فإننا لم نرَ منهم متزمتاً.. منهم من يسمع الموسيقى مثل الشيخ رفعت ومنهم من يعزف على العود مثل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. لكن المفاجأة أن يعمل أحد المقرئين الكبار في السينما، وهذا ما كشفه لنا حوار بمجلة الكواكب في مارس 1960 للشيخ أبوالعينين شعيشع كشف الكثير عن حياته.

يعتبر الشيخ أبوالعينين شعيشع هو المقرئ الوحيد الذي ظهر على شاشة السينما في ثلاثة أفلام، وعن سر اختياره للمشاركة في السينما، وهل هو متميز عن غيره من المقرئين، أجاب أنه لا يتميز عن زملائه في شيء وكلهم يتمتعون بموهبة وشهرة كبيرة، وربما يعود اختياره لحب الناس للشيخ محمد رفعت، فحسب قوله أنه ينتمي لمدرسة رفعت.

أما الأدوار التي قام بها الشيخ أبوالعينين في السينما فكان أولها في فيلم "النائب العام" عام 1946 بطولة مديحة يسري وحسين رياض وعباس فارس وكان يؤدي دور طالب ثانوي.. والفيلم الثاني الذي شارك به هو فيلم ابن عنتر عام 1947 بطولة أحمد سالم ومديحة يسري، وقام شعيشع بدور إعرابي من قبيلة تعادي قبيلة أخرى، وتم الصلح على يديه بعد أن قرأ لهم آيتين.. أما الفيلم الأخير فقد كان فيلم "في صحتك"، وقد كان القارئ في مأتم حبيبة البطل.

وعن الأغنية التي يغنيها الشيخ بينه وبين نفسه فهي أغنية "النهر الخالد" لمحمد عبدالوهاب، وتعجبه أيضاً أغنية شادية "ليالي العمر معدودة"، وعن رأيه في السينما فيقول إنها تتقدم بسرعة وبها أفلام خالدة مثل "رد قلبي" و"جميلة" ، ولم ير فيلم بين الأطلال لكنه سمع عنه كلاماً طيباً، وعن رأيه في المسرح، فقال إن المرح يتأخر بسبب طغيان السينما عليه.