رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ماذا لو عاد الماضى؟

11-11-2021 | 19:03


وفاء أنور,

لماذا نبكى ماضينا؟ ألم تكن أيامه تشبه أيامنا التى نحياها الآن؟ ستقولون: لا بل كانت أفضل؛ سأتفق معكم، وأدعوكم للذهاب معى فى رحلة عبر الأيام. رحلة نستعيد فيها ما مر بنا من أحداث نذكرها بالخير، أو بالشر لا يهم. إن كل ما يهمنا هو الإتيان بماضينا، أنبهكم أننا إن عدنا ستعود معنا مهام، ومسئوليات قمنا بإنجازها من قبل.. فهل ستقبلون؟ أم أنكم سوف تضعون شروطًا تضمن لكم تفقد ما فات من أيام، وأحداث سعيدة فقط، ثم تعودون؟

 

صفقتنا لن تتم هكذا أبدًا.

إن عاد الماضى سيعود بكل ما فيه!

دعونا نبقى فى حاضرنا ننسج أحلامًا وردية، نبنى أعشاشًا كالطير نلجأ إليها، حين تشتد علينا مصاعب الحياة. دعونا نجاور من يشبهوننا، ونلقى بمن لا يفهموننا، ولا يقدرون طبائعنا بكلتا يدينا إلى أبعد مكان.

كثيرًا ما توقفت لأوجه لنفسى هذا السؤال: هل سنقبل العودة لماضٍ ما زلنا نبكيه، ونقسم بأنه كان أفضل من الآن بكثير؟ هل يعقل أن نبدأ رحلتنا من جديد أم أننا سنرجع بكل مصاعب، ومسئوليات الماضى الجسام؟

 

هل ستعود سنوات شبابنا التى مرّتَ كمرور البرق؟ هل ستملأ ضحكاتنا العالم من حولنا؟ هل سنتمنى البقاء هناك للأبد؟ فى ظنى لا أعتقد. لقد تسللنا من بين يدى الأيام، لنكبر سريعًا، وها نحن مطالبون بالمزيد من العطاء. كفانا توجيه أبصارنا لماضينا. يكفينا فقط أن نسترجع فى مخيلتنا أحداثه السعيدة، فنبتسم، وحسب.

 

تعالوا نواجه أنفسنا، ولا نهرب. تعالوا نصارع مخاوفنا، وسننجح. تعالوا نشيد صروحًا، وسنفعل. تعالوا نؤمن بقدراتنا، وسنقدر. اقنعوا أنفسكم أنكم من تصنعون السعادة بأيديكم حين تواجهون، ولا تستسلمون. أنتم من فجرَّ فى الماضى ينابيع الحب وبعزيمتكم ستكررون. انثروا الحب، وستحصدون. كونوا نورًا يضئ الطريق لمن فقدوا الإحساس بجمال الحياة. كونوا للسعادة باعثين.