رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده.. تعرف على أبو الشعر الإيراني الحديث

12-11-2021 | 14:59


علي إسفندياري

سارة أشرف

تحل اليوم 12 نوفمبر ميلاد واحدًا من أهم مؤسسي الشعر الفارسي الحديث " نيما يوشيج" أو كما يُلقب بـ "أبو الشعر الإيراني الحديث" ، اتسمت قصائده بالتحرر من الوزن والقافية وهذا ما لم يعتده الجمهور آنذاك، لم يستطع استكمال حياته بنمطية مثل بقية أبناء جيله، بل تمرد على الروتين المتمثل في الوظيفة في الدوائر الرسمية لتيجه لسماء الإبداع ويحلق كطير وحيد خلق لنفسه سرب مغاير.

ولد "علي إسفندياري" والذي عرف لـ نيما يوشيج"  في قرية  "يوش" الجبلية شمال إيران في 12 نوفمبر 1895 لأب مزارع و راعِ للمواشي ولكنه اهتم بتعليم ابنه وتثقيفه، التحق بمدرسة " سان لوئيس" التي تعلم بها الفرنسية ، أحب الشعر من خلال مدرسه "نظام وفا" ، تكرر هروبه من المدرسة لمرات عديدة ليلقي بنفسه بين أحضان الطبيعة وينظم الشعر لأصحابه ويقص عليهم الحكايا المختلفة.

اطلع " يوشيج" على قصائد الشعرالفرنسي بسبب اتقانه الفرنسية وتأثر بشعرهم من مختلف الاجيال مثل شاتوبريان، لامارتين، بودلير، رامبو، مالارميه وبول فاليري، سمى نفسه بـ " نيما" والتي تعني "الطبيعة" حبًا بها وتيمنًا بإسم جبل عتيق، ظهر حب نيما للطبيعة في اشعاره حيث امتلئت قصائده بوصفها من هضاب وسهول وغابات و بحار وأشجار.

ثار " نيما" على الشعر الكلاسيكي ووصفه بأنه مجرد " تقليد" لا ابتكار فيه وصنع لنفسه اتجاه جديد من الشعر، لم يخلو هذا الاتجاه من أصالة القالب الإيراني بل مزجه بحداثة الصور الشعرية ذاكرًا فيها مميزات بيئته التي كبر وترعرع فيها، تأثر لحد كبير بالأدب الروسي أمثال "تولستوي" و " دوستويفسكي" مما جعل نتاج أعماله هو التأثر بالشعر الفرنسي والروسي والمازندراني والكلاسيكي وثم اتجه لخلق اتجاهه الخاص الذي مشى على إثره العديد من شعرا إيران المعروفين مثل أحمد شاملو، وسهراب سبهري، وفروغ فرخزاد، بالإضافة للشاعرة "سيمين بهبهاني" والتي لقبت بـ "نيما الغزل الفارسي".

كانت قصيدة " قصة شاحبة" هي أولى قطرات الغيث لنيما لتتوالى بعدها الأشعار التي سقت تربة الشعر الإيراني الحديث مثل " عازف الناي، إنه الليل، بيتي ملبد بالغيوم، ذاك الذي يبكي" ، مرض "نيما" إثر اصابته بداء الرئة تأثرًا بالبرد الشديد لقريته ثم نقل لطهران وتوفي في السادس من يناير 1960 ، مخلفًا ورائه إرثًا و ممهدًا طريقاً معبدًا بالإبداع للشعراء من بعده .