رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لا يميز بين الواقع والخيال.. أعراض الفصام الشخصي وطرق علاجه

12-11-2021 | 22:29


الفصام الشخصي

هند هانى

الفصام أو ما يعرف بالانفصام العقلي، هو اضطراب عقلي حاد يشوّه مجمل أفكار المصاب به، وينجم عنه اضطرابات فكرية وحسية وإدراكية، كما يعد الفصام من أكثر الأمراض تقييداً وصعوبة من بين جميع الأمراض النفسية الشائعة، وفي الغالب تبدأ الأعراض بالظهور في مرحلة متأخرة من سن المراهقة أو في مرحلة مبكرة من سن النضج. 


يتسم الفصام بسلوك اجتماعي غير طبيعي وعدم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، وخلافاً لما هو شائع، فإن الفصام ليس ما يعرف بـ «انفصام الشخصية»، بل هو اضطراب نفسي ويدرج تحت مسميات «الحالات الذهانية».

 تشمل أعراضه على الوهم والخداع السمعي أو البصري وغير ذلك من الصعوبات الإدراكية، وغالباً ما يلازم مرض الفصام المصاب به طوال فترة حياته. 

غالباً ما تبدأ أعراض الفصام بالظهور في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 16 و30 عاماً، وتبدأ ملامح المرض بالظهور على الذكور بسن يصغر الإناث بفارق بسيط، وتبدأ مراحل تطور المرض بالاضطراب العقلي في كثير من الحالات ببطء شديد، بحيث يصعب على المريض فهم دلالة وجود المرض لعدة سنوات طويلة، ويبدأ بعدها بمداهمة الأشخاص في حالات أخرى على حين غرة ويبدأ بشكل سريع ومفاجئ.


يصيب مرض الفصام حوالي 1% من البالغين، ويرجح الخبراء أنه من ضمن الأمراض الكثيرة التي تتنكر على هيئة مرض واحد. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مرض الفصام قد يكون ناجماً عن خلل في الخلايا العصبية لدماغ الجنين، والذي قد يظهر في وقت لاحق كمرض ذي أساس بيولوجي. 

قد يسمع المصاب أصواتاً ليست حقيقية ولا وجود لها على أرض الواقع، وقد يكون على قناعة تامة بأن أحدهم يقرأ أفكاره أو يتحكم بها أو يترصده للتآمر ضده، ما يسبب للمريض حالة من الضيق الشديد بشكل متواصل، فإما أن يعزل نفسه عن محيطه أو يدفعه ذلك إلى حد الجنون.

أسباب الفصام

يعتقد الخبراء أن لمرض الفصام عدداً من العوامل التي من شأنها أن تسهم في الإصابة بالمرض. وتشير الأدلة إلى أن للعوامل الوراثية والبيئية دوراً كبيراً وجوهرياً في إبراز المرض. ورغم أخذ عامل الوراثة الحيز الأكبر للتسبب بالمرض إلاّ أن العامل البيئي يلعب دوراً حيوياً في نشوء وظهور أعراض الفصام. وهنالك العديد من المسببات الأخرى نذكر بعضاً منها المسببات الوراثية، إذ تقل فرص الإصابة بالمرض في حال عدم ظهور أعراض تدل على وجود المرض لدى كلا الوالدين إلى أقل من 1%، في حين يزداد خطر الإصابة إلى 10% في حال تشخيص المرض عند أحد الوالدين. 

العوامل البيئية

هنالك اعتقاد شائع أن رضوخ ما قبل الولادة والالتهابات الفيروسية قد تسهم في تطور المرض، بيد غياب الأدلة القاطعة التي تثبت هذا الاعتقاد. غالباً ما تسبق التجارب المضطربة فترة ظهور مرض الفصام، فقبل أن تظهر لدى المصاب أي أعراض حادة، يميل إلى أن يكون قلقاً وسريع الغضب وغير قادر على التركيز بشكل عام، ما يؤثر سلباً في حياته الاجتماعية، فيصبح عرضة للوقوع في مشاكل البطالة والطلاق وغيره من المشاكل الأسرية.


والجدير بالذكر أن هنالك اعتقاداً آخر يدحض نظرية اعتبار العوامل البيئية هي المسبب الرئيسي للفصام، بل على العكس تماماً، حيث يُعتقد أن الفصام هو المسبب الرئيسي للعوامل البيئية التي قد تنشأ إثر المرض، لذا فلا يكون لزاماً إلقاء اللوم على العوامل البيئية، إلا أنه لم تظهر أي دراسات أو أبحاث تدحض أو تنفي ما سبق من النظريتين حتى الآن. 


طرق علاج الفصام

يمكن لمريض الفصام أن يحيا حياة طبيعية ومستقلة، وأن يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه من خلال التزامه التام بتعليمات العلاج المناسب، الذي يسهم بدوره في تخفيف حدة أعراض المرض. تشمل الخطة العلاجية مزيجاً لا يتجزأ من العلاج الدوائي والعلاج النفسي، فضلاً عن التأهيل الذي يعمل على تطوير المهارات الاجتماعية لمساعدة المريض على الاندماج والتمتع بحياة مستقلة عوضاً عن قضاء وقته في الاستشفاء في الأماكن المخصصة لتلقي حالات الاضطراب النفسي.