رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لماذا أطلق على غزوة الخندق «غزوة الأحزاب»؟

13-11-2021 | 16:03


غزوة الخندق

زينب محمد

خاض رسول الله– عليه الصلاة والسلام- بالعديد من الغزوات والحروب، لمحاربة الكفار أعداء الإسلام، ولنشر الإسلام في الكثير من البلاد، ومن ضمن هذه الغزوات هي غزوة الخندق التي سميت أيضًا بغزوة الأحزاب.

وفي هذا السياق تستعرض بوابة «دار الهلال» سبب تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب، وأسباب ونتائج غزوة الخندق، وهي كالآتي:

سبب تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب
 يعود سبب تسمية غزوة الخندق بهذا الاسم نسبةً للخندق الذي حفره المسلمون استعداداً لِمواجهة الأعداء الذين توجّهوا لقتالهم في السنة الخامسة من الهجرة، حيث تمكّن اليهود من حشد العديد من الطوائف في جيشٍ عظيمٍ لِمحاربة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أمل منهم في القضاء عليه، لِاعتقادهم أنّ اجتماع معاديه وتكاتفهم على قتاله يُحقّق لهم ذلك، فأخذوا بتحريض قريش على قتال المسلمين وتأليبها عليهم، فسرعان ما استجابت لهم، لا سيما وأنّها قد رجعت من غزوة أحد تجرّ أذيال الخيبة لِعجزها عن هزيمة المسلمين في المدينة المنورة، فقد انتشر الإسلام فيها، وقد تبع قريش عددا من قبائل العرب؛ منها قبيلتَي تهامة وكنانة بقيادة أبي سفيان، وعددهم حينئذ أربعة آلاف، ومعهم ثلاثمئة فرسٍ وألف وخمسمئة بعيرٍ، وبني سُليم بقيادة سفيان بن عبد شمس وعددهم سبعمئة، وبني أسد بقيادة طليحة بن خويلد.

وقد خرج اليهود نحو قبائل غطفان بقصد تحريضهم على المشاركة في الحرب ضد المسلمين، فاستجاب لهم عددٌ من القبائل؛ منها قبيلة بني فزارة بقيادة عُيينة بن حصن وعددهم ألف، وبني مرة بقيادة الحارث بن عوف وعددهم أربعمئة، وبني أشجع بقيادة مسعر بن زُخيلة وعددهم أربعمئة، فهذه هي الأحزاب المُؤلّفة من قريش ومن تبعها من مشركي قبائل العرب، واليهود ممّن يَقطُن في المدينة كبني قريظة، أو خارجها كيهود خيبر، بالإضافة إلى المنافقين، وقد اتّحدت لِقتال المسلمين، فسارت إليهم بنحو عشرة آلاف مقاتلٍ تقريباً، فكان ذلك سبباً في تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب.

سبب غزوة الخندق
 أخفقت قريش في تحقيق الهدف المَرجو من غزوة أحد، وهو تأمين طرقها التجارية إلى الشام من خطر المسلمين، فرأت أنّها لن تتمكّن من القضاء على المسلمين وحسم الموقف لصالحها بقوّة واحدة، بل لا بدّ من تكاتف القوى للنّيل منهم، وفي ذلك الوقت كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أجلى نفرٌ من يهود بني النضير وأخرجهم من المدينة المنورة إلى خيبر؛ ومنهم سلام بن أبي الحُقيق، وسلام بن مشكم، وحُيي بن اخطب، وكنانة بن الربيع.

فخرج وفدٌ منهم نحو مكة لدعوة قريش لِحرب المسلمين، وحتّى يتمكّنوا من استمالتهم إلى نصرهم ومؤازرتهم بيّنوا لهم أفضلية دينهم عن دين الإسلام، قال -تعالى-: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا»، إلّا أنّ الله -تعالى- لعنهم بقوله: «أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا»، وأخبر أنّه لا ناصر لهم في الدنيا والآخرة، وسرعان ما أُعجِبَت قريش بحديث اليهود واستجابت لهم، ثمّ خرج وفد اليهود إلى عددٍ من قبائل العرب؛ كغطفان، وأشجع، وفزارة، بقصد تحريضهم على المشاركة في الحرب ضد المسلمين، ولِإغرائهم في التّحالف معهم بنصف تمر خيبر، فاستجابوا لهم.