بعد إصابة مواطنين في أسوان.. كيف تتعامل مع لدغات العقارب وسبب ظهورها بعد السيول؟
أدت موجة السيول التي تعرضت لها أسوان مساء أمس، إلى هجر العقارب لأماكن اختبائها ولدغ بعض المواطنين، وهو ما آثار حالة من الذعر بين الأهالي، فيما أكدت وزارة الصحة توافر مخزون استراتيجي كاف من الأمصال المضادة للدغ العقرب بالمستشفيات.
وأعلنت وزارة الصحة تلقي 503 مواطنين للأمصال المضادة للدغ العقرب بأسوان، بعد تعرضهم للدغ العقارب التي هجرت جحورها بسبب السيول، مؤكدا عدم حدوث أي وفيات ناتجة عن لدغ العقارب، وأن جميع الحالات التي تعرضت للدغ مستقرة وغادروا المستشفيات بعد تلقي الأمصال.
الجريان السطحي المياه
الدكتور محمد فهيم، وكيل المعمل المناخي بوزارة الزراعة، إن سبب خروج بعض العقارب في أسوان بعد موجة الأمطار والسيول هو الجريان السطحي للمياه، مضيفا أن العقارب لا تستهدف المناطق التي تضم السكان ولكن بعد نزول كميات كبيرة من المياه بسبب الأمطار والسيول حدث الجريان السطحي للمياه وجرفت معها كل شيء في طريقها.
وأوضح في تصريحات لبوابة دار الهلال، أن المناطق التي تعرضت للسيول في أسوان هي مناطق إما بجوار الظهير الصحراوي أو الجبال أو مناطق بطون الوديان في المناطق القريبة من الجبال وليس داخل المدن أو القرى الزراعية، مضيفا أن الجريان السطحي هو مياه غزيرة من الأمطار في صورة سيول تجرف ما يقع في طريقها.
وأشار إلى أن من بين ما جرفته مياه الأمطار العقارب لأنها خفيفة الوزن، وتؤدي لنزولها إلى الأسفل بالقرب من المناطق السكنية والزراعية، وعندما يلمسها المواطنين تقوم بلدغه، موضحا أن المطلوب والإجراء الأساسي هو عدم التعرض للمياه الناتجة عن السيول وهو أمر يعرفه جميع المواطنين.
وأكد أنه في حالة التعرض للمياه يجب على المواطنين ارتداء حذاء قوي أو "بوت جلد" طويل يغطي القدم والساق، مضيفا أنه على الأفراد أيضا سرعة التوجه إلى المستشفيات الموجود بها الأمصال، لأن سبب حدوث حالات وفاة نتيجة لدغات العقارب هو تأخر المواطنين في التوجه للمستشفى لأربع أو خمس ساعات.
وشدد على أهمية سرعة التوجه للمستشفيات فور تعرض الشخص للدغة العقارب للحصول على المصل اللازم، مؤكدا ضرورة أن يوفر الطب الوقائي ووزارة الصحة الأمصال في المستشفيات القريبة من الظهير الصحراوي والمناطق التي تتعرض للسيول وتوفيرها.
انتهاء موجة السيول
وأوضح فهيم أن موجة الأمطار والسيول التي تعرضت لها مناطق من جنوب البلاد وسلاسل جبال البحر الأحمر انتهت مساء اليوم، وستعود حالة الطقس لطبيعتها في تلك المناطق وإن كان هناك احتمالات لسقوط أمطار ستكون حفيفة في أنحاء معدودة.
وتابع: كمية الأمطار الكبيرة أدت للجريان السطحي ما أدى إلى جرف تلك الكائنات إلى المناطق الزراعية والسكنية.
أعراض لدغة العقارب وكيفية التعامل معها
ومن جانبها، قالت الدكتور نهلة عبد الوهاب، استشاري التغذية والبتكيريا والمناعة، إن سقوط الثلوج والسيول في أسوان مساء أمس أدى لخروج العقارب من جحورها ما أدى لإصابة نحو 500 مواطن تعاملت معهم وزارة الصحة وتم منحهم التطعيم المضاد للدغات العقارب وأعلنت خطة الطوارئ ووفرت جميع الأمصال اللازمة.
وأوضحت في تصريح لبوابة دار الهلال، أن الصحة أصدرت تحذيراتها للمواطنين في كل مكان لمن تعرضوا للدغات العقارب أو يعانون من بعض الأعراض مثل ارتفاع درجات الحرارة أو غيرها من الأعراض نتيجة لدغات تلك العقارب، موضحة أنه ينبغي عدم تصدير الهلع للمواطنين حيث تمت السيطرة على الأمر.
ولفتت إلى أن وزارة الصحة تعاملت مع الموقف وفرت الأمصال اللازمة وأعلنت خطة للطوارئ ولا داعي للذعر، موضحة ان المواطنين يمكنهم حماية أنفسهم من التعرض للدغات العقرب بتجنب الخروج خلال الاضطرابات وعدم الاقتراب من العقارب عند رؤيتها أو المشي في مياه الأمطار.
وأكدت أن من يشعر بأعراض اللدغات عليه أن يتوجه فورا إلى أقرب مستشفى للحصول على المصل المضاد للدغات العقارب، موضحة أنه يجب على المواطنين عدم الخوف لأن لدغات العقارب في معظم الأوقات لا تؤدي لمضاعفات خطيرة سوى ارتفاع في درجات الحرارة.
وأشارت إلى أنه لدغات العقرب تهدد الأطفال صغيري السن وكبار السن ضعيفي المناعة وأصحاب الحساسية، ويمكن الوقاية منها من خلال إحكام غلق البيوت والنوافذ واستخدام المبيد الحشري وكذلك تنظيف المنزل وعدم الرطوبة، موضحة أن بعض النباتات العطرية مثل اللافندر والقرفة يمكنها إبعاد العقارب عن البيت.
أعراض لدغات العقارب
وتشمل أعراض لدغات العقارب ما يلي:
الشعور بألم شديد في موضع اللدغ.
• ظهور أعراض التسمم منها ارتفاع درجة حرارة الجسم
• التعرق
• القيء
• الإسهال
من جانبه، أكد الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، المتابعة الدورية للتأكد من توافر مخزون كاف من الأمصال المضادة للدغ العقرب في جميع المستشفيات والمراكز الصحية على مستوى محافظات الجمهورية.
ولفت «عيد» إلى أن فرق الطب الوقائي تعمل على التخلص من الحيوانات النافقة، وتقوم بتوفير خطوط مياه نظيفة وآمنة، والتأكد من سلامة الأغذية المقدمة للمتضررين من السيول، بالإضافة إلى المكافحة المستمرة للحشرات وناقلات الأمراض؛ لحماية المواطنين من تفشي أي أمراض معدية.
وأهاب المواطنين بالتوجه فورا إلى أقرب مستشفى أو وحدة صحية، حال التعرض للدغ العقرب لتلقي اللقاح.
خطة وزارة الصحة
وتشمل خطة وزارة الصحة لمواجهة موجة التقلبات الجوية، الدفع بـ 2119 سيارة إسعاف، و48 سيارة دفع رباعي مجهزة بجميع محافظات الجمهورية، وتوزيعها على المناطق الحدودية والوعرة، والطرق السريعة في المحافظات المتوقع حدوث السيول بها، بالإضافة إلى 11 لانش إسعاف نهري، لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للمتضررين من السيول.
وكذلك رفع درجة الاستعداد للقصوى في جميع أقسام الطوارئ بالمستشفيات والوحدات الصحية، وتكثيف تواجد الفرق الطبية من أطباء، وفنيين، وتمريض، بالإضافة إلى انعقاد غرفة الأزمات والطوارئ بديوان عام الوزارة؛ لمتابعة تنفيذ خطة مواجهة السيول على مدار الساعة، مع التواصل المستمر بين غرفة الطوارئ الرئيسية وهيئة الإسعاف، والتنسيق الدائم بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية من خلال مركز الخدمات الطارئة (137) لاستقبال وتحويل الحالات الطارئة.
وأكد وزير التعليم العالي، والقائم بأعمال وزيرة الصحة توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية بالمستشفيات بجميع المحافظات، فضلا عن توافر أرصدة من جميع فصائل الدم ومشتقاته بمراكز وبنوك الدم التابعة للوزارة بالمحافظات، لافتًا إلى التنسيق الكامل والمستمر بين الإسعاف ومديريات الصحة والتأمين الصحي، والمستشفيات الجامعية.