رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاد طه حسين.. كتاب "الأيام" روح لكل كفيف

15-11-2021 | 12:48


طه حسين وكتابه الأيام

بيمن خليل

في ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، والتي تحل اليوم 15 نوفمبر 1889م، سنجد في بداية حياة طه حسين مأساة كبيرة، تعرض لها طفل من فقدان بصره، وأمور أخرى، فتظلم الدنيا بأنوارها وتتبدد سبل السعادة لدى الشخص، ولكن استطاع طه حسين أن يحول مأساته لطريق العلم والأدب والثقافة، فنهض بأمتنا العربية في القرن الماضي نهضة علمية تبعتها صحوة ثقافية، وبالأخص في مجتمعنا المصري.

ونحن الآن بصدد الحديث عن كتابه المهم، الذي درسناه وقرأناه جميعًا خلال مرحلة دراستنا الثانوية، كتاب سيرته الذاتية "الأيام" الذي عرفنا من خلاله مَن هو طه حسين  عميد الأدب العربي، والتي نتعرف من خلاله على أهم تفاصيل حياته ومعاناته.

يقع كتاب الأيام لـ طه حسين في ثلاثة أجزاء، صدر أول جزء منها في عام 1929م، والجزء الثاني صدر عام 1939م، أما الجزء الثالث فقام بتأليفه خلال رحلته للدراسة في فرنسا، والأجزاء الثلاثة هي سيرة ذاتية عن حياة ونشأة عميد الأدب العربي.

 

الجزء الأول من الكتاب:

كتب طه حسين الجزء الأول من كتابه الأيام متحدثًا عن طفولته وما حملته من آلام ومعاناة، وإشارته للريف المصري، ونقده وإظهار العادات السيئة والحسنة في ذلك الوقت، وقد سرد لنا طه حسين كتابه ببلاغة جميلة ولغة فصيحة ممتعة، وعلى جانب آخر أبرز الجانب النفسي لطفولته وجعلنا نعيش ونلمس عذاباته ومعاناته كـ طفل فقد بصره وكم ترتب على ذلك الأمر في معيشته التي تحولت إلى بؤس ومعاناة.

الجزء الثاني:

أخذنا "حسين" في الجزء الثاني من مذكراته التي امتدت إلى مراحل تعليمه في الأزهر وكم كان متمردًا تمرد شديد على بعض مناهجه وآراء شيوخه، ونقده المستمر لهم، حتى التحق بالجامعة الأهلية.

 

الجزء الثالث:

يسرد لنا في الجزء الثالث عميد الأدب العربي ويحكي لنا عن دراسته في الجامعة الأهلية، وبعد ذلك يكمل لنا قصة سفره وبعثته إلى فرنسا، وحصوله على الليسانس والدكتوراة ودبلوم الدراسات العليا، ومن ثم عودته إلى مصر ليعمل أستاذًا بالجامعة.

وعلى الرغم من قصة حياة طه حسين المأساوية في صغره، على أنه أراد أن يقول لنا عندما كتب هذا الكتاب أنه ليس لاستعراض مهاراته في الكتابة أو مجرد سرد لسيرته الذاتية بل ليعلم الأجيال القادمة من المكفوفين قيمة الحياة وكيف يستقبلوها ويبدعوا فيها، وأن العمى عمى قلوب وليست العيون، وأثبت لنا ذلك عندما كتب: «أنا أتمنى أن يجد الأصدقاء المكفوفين في قراءة هذا الحديث تسلية لهم عن أثقال الحياة، كما وجدت في إملاءه، وأن يجدوا فيه بعد ذلك تشجيعاً لهم على أن يستقبلوا الحياة مبتسمين لها، كما تبتسم لهم ولغيرهم من الناس»، فنجد أن طه حسين أرادج أن يدعم المكفوفين من خلال كتاب كان وظل بلا شك منارة مهمة ورسالة عظيمة قد تؤثر في مَن فقدوا بصرهم ليعطيهم الكتاب نور وأمل جديد في الحياة، وكم أصبح كتاب الأيام لعميد الأدب لعربي طه حسين روح لكل كفيف.