العصفورى: يكشف سر تغيير «فيسبوك» لـ«ميتا».. وتوقعات بتداول أسهمها فى البورصة الأمريكية
قد يتساءل البعض عن سبب رغبة شركة مارك زوكربيرج "فيسبوك" في تغيير اسمها إلى (Meta) الذي يعني باللغة اليونانية القديمة "ما بعد"، للدلالة على أنه مازالت هناك أشياء إضافية ينبغي بناؤها، فهل هذة تُعد خُطوة للتطوير أم للتهرب من السمعة السيئة؟
قال الدكتور إبراهيم العصفوري مدرس الاقتصاد المساعد بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، إن المتعارف عليه أن الشركات لا تُصَرح غالبًا عن سبب تغيير اسمها إلا أن القارئ المتابع لهذه الشركات يستطيع استنتاج أسباب تغيير أسماءها الذي قد يرجع إلى ما تتعرض له الشركة من ضغوط اجتماعية تنتج عن أنشطة الشركة ذات الآثار السلبية على المجتمع، مما يدفع الشركة للظهور بمظهر حامى المجتمع والمهتم بقضاياه الاجتماعية المثاره والتي تأخذ أحيانًا مظهر الرأي العام.
التهرب من مواجهة قضايا اجتماعية
وأوضح "العصفوري" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" بعد أن اتضح لها أن الاستمرار في أنشطتها السلبية تؤدي تدريجيًا إلى تراجع شعبيتها، فضلًا عن تراجع الطلب على خدماتها المقدمه للجمهور أو المتعاملين معها، ولا نستطيع القول بأن سبب قيام الشركة دائمًا بتغيير اسمها هو التهرب من مواجهة قضايا اجتماعية مثارة، فقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو إرادة مجلس ادارة الشركة تتجه نحو التوسع وتطوير منتجاتها أو تغير نشاط الشركة كليًا أو جزئيًا عن ما كانت عليه سابقًا، بادخال نشاطات جديدة الى أعمال الشركة.
وكشف عن أن الإبقاء على الإسم القديم لم يعد مناسبًا للشركة وأنشطتها الجديدة، أو معبرًا عنها. فقد يكون سبب التغيير إعادة تعريف الشركة لمهمتها أو محاولة لتعزيز علامتها التجارية، أو عندما تغير الشركة من تركيزها على المبيعات لتعكس بشكل أفضل المنتجات والخدمات التي تنتجها، ويتم التغيير بإزالة كلمات وأسماء من شعار الشركة، مع الإبقاء على العلامة التجارية.
وتابع: أن في عام 2015، غيرت شركة Google اسمها، عندما أنشأت "جوجل ألفابيت" Alphabet كشركة قابضة، للتوسع في أعمالها وللإشراف على مشاريع أخرى. وقد تتحد شركة ما مع شركة أخرى وتختار اسمًا جديدًا، أو قد تنقسم شركة ما إلى أقسامًا متعددة مما يستدعي تغيير الاسم.
اسم فيسبوك لا يشمل بالكامل كل ما تفعله الشركة
أما عن شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أحد أكثر المنتجات استخداما على نطاق واسع في تاريخ العالم فلقد أشار مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمر "كونيكت" السنوي الذي أقامته الشركة في 28 أكتوبر، قائلًا: "إن اسم فيسبوك لا يشمل بالكامل كل ما تفعله الشركة في الوقت الحالي، ترتبط علامتنا التجارية ارتباطًا وثيقًا بمنتج واحد".
كما نوه إلى أن سبب تغيير الاسم هو الجهود الرامية إلى الجمع بين تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز في العوالم الجديدة في منصة عبر الإنترنت تحت علامة تجارية جديدة واحدة. ويعد (metaverse) عالم افتراضي يشبه العالم الحقيقي، كما أوضح مارك زوكربيرج أن تغيير اسم الشركة انعكاس لطموحات الشركة المستقبلية بشكل أفضل. وعقب هذا الاعلان انهالت ردود مستمعيها وتنوعت ما بين السخرية والانتقاد، والرغبة في معرفة السر وراء هذه التسمية.
فشل اعتدال المحتوى
وأضاف العصفوري أنه بإمعان النظر إلى ما آلت إليه سمعة فيسبوك، بعد سلسلة من الكوابيس حول إدارة الشركة، وفشل اعتدال المحتوى، والآثار السلبية لفيسبوك على الصحة العقلية لبعض المستخدمين. وكان مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري انتقدوا الشركة، مما يوضح الغضب المتزايد في الكونجرس على "فيسبوك"، فضلًا عن ما تعرضت له الشركة مؤخرًا لكثير من الدعاوى القضائية في إجراء قانوني من الولايات الأمريكية لمكافحة احتكار سوق المنافسة، يستنتج سبب التغيير.
واختتم: قامت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية برفع دعوى قضائية ضد الشركة قائلة إنها استخدمت استراتيجية "الشراء أو السحق" لاقتناص المنافسين الأكبر وإبعاد المنافسين الأصغر في السوق، وفقا لوكالة "رويترز" بما يعنى احتكار سوق المنافسة. فيما صرحت المدعي العام في ولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، بأنه "منذ ما يقرب من عقد من الزمان، استخدم "فيسبوك" هيمنته وقوته الاحتكارية لسحق المنافسين الأصغر، والقضاء على المنافسة، وكل ذلك على حساب المستخدمين العاديين".
تغيير اسمها ليصبح اسمها "ميتا"
وقال إن شركة "فيسبوك" بوصفها ثاني أكبر شركة تكنولوجية، قد تضطر بعد أن رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضدها إلى بيع أصولها الثمينة "واتسآب" و"إنستغرام" فضلًا عما قامت به من تغيير اسمها ليصبح اسمها "ميتا"، وإذا كان اسم الشركة مصحوبًا بتغيير في رمز السهم الخاص بها، فهذا يعني غالبًا أن مشكلة جوهرية تؤثر على سعر السهم قد حدثت بالفعل، ويتعين إخطار حاملي الأسهم بالتغيير، حيث يقع على عاتق شركة الوساطة مسؤولية إخطار المستثمر بتغييرات الأسماء.
وأكد أنه بسبب تغير العلامة التجارية لـ"فيسبوك" حدث ارتفاع هائل في سهم شركة فيسبوك بعد تداولات البورصة الأمريكية، لافتا أنه ارتفع السهم بنسبة تصل إلى 2.83%، بحيث سجل السهم تقريبًا حوالي 321.23 دولار أمريكي، وهذا الأمر عمل على وجود تأثير قوي وإيجابي بشكل كبير بعد تعطل خدمات الشركة وجميع التطبيقات التي انضمت إليه "ماسينجر، واتسآب، الانستجرام، والفيسبوك" بشكل مفاجئ، وتسبب هذا العطل في جعل مارك يخسر ما يعادل 6.1 مليار دولار في البورصة خلال الست ساعات التي حدث فيها التعطل، فلقد انخفض سعر سهم فيسبوك بنسبة 4.9% ليصل إلى مستوى 326.23 دولار في ختام الجلسة فاقدًا نحو 16.78 دولار من قيمته، لتبلغ خسائر القيمة السوقية للشركة نحو 47 مليار دولار.
وأضاف أن تعطل الخدمة ليس هو السبب الوحيد وراء التراجع الحاد في سهم الشركة خلال تلك التعاملات، حيث تواجه الشركة الانتقادات والاتهامات بالاحتكار، فضلًا عن اتهامات من الموظفة السابقة في الشركة فرانسيس هاوجين بأن الشركة تسعى إلى المكسب كأولوية على حساب الصالح العام، لافتا أنه يوجد مستندات داخلية للشركة والتي أرسلتها مهندسة البيانات هاوجين إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، والتي تتضمن نفس المعنى بأن المنصة تفضل الربح المادي على سلامة المستخدمين.